أمنحكِ حيفا حين أفيضُ من الشوق

07.06.2018 מאת: احمد بشير العيلة ليبيا
 أمنحكِ حيفا حين أفيضُ من الشوق

في ذروة هذا الشوق الأبدي إليكِ
أمنحكِ حيفا
في قمة غيرتكِ الغارقة بدمعاتك
أمنحكِ حيفا
في لحظة غضبكِ حين أكون بعيداً عنكِ
أمنحكِ حيفا
في روعة بوحكِ بالحبِّ الصاعق تحت ضلوعكِ
أمنحكِ حيفا
حيفا كلُّ هدايايَ لعاشقتي
أول ما خلق الله من الأسماء
وآخر ما يحلمُ بشريٌّ في فن الإهداء.

حيفا سُفني حين تغازلُ بحاراً مثلي
وحين ترافق هذا البحرَ إلى ميناء القلب المُتعَب
إني بحارٌ يا حيفا، أصنعُ من لغتي بحراً
أصنع من بحركِ ذاتي حين أسافر وحدي للاشيء
روحي بحرٌ يا حيفا
في قاعي ألفُ سفينٍ نام من الشوق
في موجي يعلو صوت المحرومين من الأوطان
أنخفضُ إلى الحد الأدنى كي أفهمكِ حين يكون ضجيجُ العالم فوقي
إني بحارٌ يا حيفا
عشقكِ بحرِي
بحركِ عشقي
ما أفعلُ لو مَرَجَ اللهُ البحريْن ليلتقيان؟
كان البرزخُ لوحَ زجاجٍ يكشف عن حبٍّ يركض في القاع كحوتٍ مفجوعٍ مثلي
يركض سيلاً من حممٍ خلف الآمال
وأظلُّ غريباً يا حيفا
أمامي بحرٌ
خلفي بحرٌ
فوقي بحرٌ 
تحتي بحرٌ
حبكِ بحرٌ 
وأنا قطعة ضوءٍ مكسورٍ فوق مياهك
وجنونٌ مرّ كصاعقةٍ في جسمك
إني لا أتعبُ من هذا العشق الممزوج بريقك 
أقف قروناً في الماء لأنتظر مرورك لحظاتٍ في مشهد عمري
يا نورسَ كل ضفافي المسكونة بالأشواق
يا وطناً مرّ  كرعشة ضوءٍ في نجمٍ أبعد من كفي.

في الليل؛ أناجي ربي أن يجعل من جسدي ضوءً
لأمرَّ شعاعاً في حيفا
لكن الله رماني في بحر العشق. 
في الليل؛ ألح على الله بأن يبعثني طيراً في لغتك
لم يرضَ
في الفجر؛ أدقُّ على باب العرشِ أريد النظرَ إلى حيفا
يأسرني مَلَكٌ يحرس عرش الله ويلقيني في سجن العشق الأبدي
أمنحكِ حيفا حين تكونُ غزالاً يرعى في سفح الكرمل
حيفا تركضُ من جبل الكرملِ كالشلال
وتصب القصصَ المجموعة من (عين الحائك) نحو الروح المكسورة في الأسفل
أمنحكِ حيفا كي تحكي عن كلِّ جروحٍ في جسدي
إني قصص المقهورين المنسيين المصلوبين المنفيين المنسحقين المنشورين على حبلِ غسيلٍ مربوطٍ في الريح كبرقٍ يابس
أمنحكِ حيفا حين تفيض من الدمع أمامي
تسألني عن أسرابٍ لم ترجع
وقلوبٍ كانت تسكن فيها 
تسألني عن خمسين شراعاً في لغتي لم تُقلِع.

أمنحكِ حيفا حين تضوعُ صباحاً في كتب الشعراء
فأمرُّ قصيداً في (وادي النسناس) لألقاها:
"صباحك حيفا"
فتردُّ: "صباحك"
تلتفتُ.. وأتعبُ من لفتتها
تبتسمُ.. وأتعبُ من بسمتها
أبتعدُ فتغلي كالقهوة  
أمنحكِ حيفا وهي تفور مع القهوة صبحاً 
وتفيض على نار القبلة في زهوٍ لا يوصف.

حيفا تغلي عند غيابي 
حيفا تغلي عند عتابي
حيفا يغلي فيها الضوء إذا طال الليل عليها.

أمنحكِ حيفا عطراً أزلياً
حيفا عطرٌ من زهرٍ ينبتُ فوق مجرات الكون
فضعيهِ على نحركِ كي أخلدَ حين أقبّلكِ فجراً
عطركِ دوّخني 
في ألف قصيدٍ همتُ وضعتُ ومُت
فالشعر يموت
والقرب يموت
والوطن يموت
وأنا ذاك العاشق أعلنُ ميلادي من هذا الموت.

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים