اجيال

21.02.2018 מאת: هاشم ذياب - طمرة
 اجيال

وصلت حافلة الركاب،الى محطة،_احلام_حيّت جارتها بإماءة من رأسها،وشكرت السائق،الذي اعتذر،عن تقاعصه في توصيلها،الى بيتها.شكرته،   وقالت في سرها..النزول من الباص،والابتعاد عن ثرثرة جارتي،هي اول خطوة،نحو الحرية،بعيدا،  عنها وعن ثرثرة شعبنا.
كم اعشق الليل،قالت لنفسها،بعد ان تلاشت ضجة الباص،وعاد الهدوء،الى المكان.وتابعت..كم اعشق الليل،انه وسيلة التواصل المثلى  
،بين الكائنات،
يتصالح العقل مع الصمت،في تناغم.
اخرجت من حقيبتها دفترا،
لتسجل خواطرها ،لكن العتمة،حالت دون ذلك.
ابتسمت،متابعة
،يذكرني الليل،
بمشروع السلام
،الذي اقترحته، بين العقل والثرثرة.
ضحكت،معجبة بافكارها.جالت عيناها ،تسبر العتمة،ثم ركضت،قائلة..
الوصول الى البيت،اسلم.
رغم انني،لا اخشى العتمة.
ثم تمهلت،حين تذكرت،صديقها _جنان_ابن المدينة الكبيرة.
قالت،وكانه امامها،آخ يا جنان..انا لا اعرفك جيدا،
ولكن،ايُعقل، ان
تكون فارس احلامي،وتأتي،على صهوة سيارة،المانية الصنع،مجنحة،قادرة على الطيران،عبر المسافات واوصالها.نجدد للنساء،معالم الكون.ادعوهم لمرافقتي،الى عالم،نزرعه من جديد،ليشرق الكون،استجابةلجوعي،للربيع الضاحك،في وجه الغريب، والآخر. نعلن،ان ايام السنةللاعياد. نكتب المستقبل ، ونرسمه بالاساطير، عن البحار المليئة،بكل انواع الطعام، تأتي به الامواج الى الشواطئ.
هكذا حياة،كانت،في قديم الزمان،بعيدا، عن القواميس  والنواميس المتشددة.
تابعت_احلام_ مشيها ،في شتات الحلم واليقظة،وحيدة في هدأة الليل.
لاح لها بيتها، واقتلعها من عالمها المسحور.بدا لها   
،مثل،مدير المدرسة،يدلي بنصائحه،التي ورثها،عن مدرسة_الكتّاب_في القرية.وما زال،يتقيد بتعاليمها.يدافع عنها،في وجه الحداثة، ووسائل التواصل الحديثة.
بعض الاشاعات ، تقول،بانه لم يتعلم في الجامعة،وإنما،
عينوه مديرا، مكافأة لجهود ابيه،بالتفاني، في خدمة اصحاب النفوذ.
لكنه، والحق يقال،لم يلاحظ اهل القرية،انه خالف آداب المجتمع ونواميسه.
تراه،مثل الجنود،في مشيته،يرفع رأسه عاليا،يتهادى، على إيقاع حذائه،لا يلتفت،وانما الى الامام،حتى ،انه لا ينتبه،الى ان الدكاكين مغلقة،حين يلقي التحية،على اصحابها.
يقسم احد الجيران،انه سمعه،يحيّي، _ابو محمد_صاحب دكان السمانة،دون ان يلاحظ،ان ابو محمد ،غير متواجد.
كان يخشى الاقتراب،من ابو محمد،المعروف بقوته الجسدية 
، وادمانه على قراءة كتب التاريخ،خشية ان يسأله ،او يختبر معلوماته
،تحاشيا للاحراج.فكان، يحييه من بعيد، مرحبا عمي ابو محمد،دون ان يدري ،اذا الدكان مفتوحا ، او مغلق.
وغالبا ،كان ابو محمد يرد التحية،باحسن منها.اما اهل القرية ، فكانوا يبتسمون بصمت.

תגובות

מומלצים