اليها 

18.05.2018 מאת: أمين جياد العراق
  اليها 

 كان لقاءً منسيِّاً ,
وعتاباً صيفيِّاً ,
أبقيتُ عليكِ العهدَ ,
وأبقيتُ عليك ِ الحُبَّ ,
فطاوعت ُ الموج َ السحريَّ على شفة ٍ ,
عافت كل َّ عهود ٍ قطعت قربَ الشطِّ  ,
لتبقى ذاكرة َ البعد ِ , دموعا ً بينَ يدي ,
فأهربُ  مرَّاتٍ في عينيك ِ , 
تنامين َ على ظلّ ِ عيوني ,
وأكون جنونا ً , 
وتنامين َ على أحجاري مرَّاتٍ  أجهلها , 
وأصير ُ تقيِّا ,
لم تبق َ شوارع بغداد غباراً في ايدينا ,
قلت :
_ أُحُبُّكِ ...هذا يكفي ,
_كيف تحبُّ امرأةً من غير ِ عناقكَ ؟
كيف تحبُّكَ من بعدي امرأة قبلي ؟
ومراياكَ على جسدي ,
الله قريب ٌ من هذا العشق ِ , 
ومن هذا النخل ِ و يغطِّه ِ ...
الله قريبٌ ...
ومضينا ...
_كان كلامكِ و أفعى تلتفُّ على وجعي ,
كان كلامكِ , ناراً او حجراً يسقط في بئري ,
_أقليلٌ ان أعبدكَ الان !
قليلٌ ان اشتاق  اليك َ .. وانت َ قريب ؟ 
كيف أُفارقُ هذا البعد َ ,
وهذا الشوق ُ كبير ٌ يفضحني ,
والليل ُ يعيدُ عليَّ حكاياتي ,
أسأل ُ مَن ؟  
أسأل ُ ...
أيَّ صديق : هل يعرفني الوقت ؟ 
أُردِّدُ قولا ً ...
_ عجبا ً من احجاركَ , يا قلقي , 
عجباً من هذا الخوفِ على ثوبي ,
_ عجبا ً .... من صوتي ! 
فأنا أرغب ُ قَتلَ الروح ِ ,
وباب ُ النسيان ِ بعيد , 
ثم تقول : ( عيوني فيك َ ) وبين دمي انت َ تنام ! 
هذا جسدي يتوزَّعُ فيك َ , يغطِّيكَ  برائحة ِ العشب ِ , 
وهذا صوتي , 
كيف يردِّدُ صوتكَ , كيف أكون أصابعك َ العشرة َ , 
كيف أكون مع الليل ِ ....
وكيف أُفسِّرُ حبِّي ,
قلت ُ :
_ أُحبُّكِ , يا كل َّ مطاف ٍ للذكرى , 
فانا احمل كل َّ ترابٍ ,
احمل كل َّ سؤال ِ دمَّرني في التِّيه ِ , 
واحمل بعدك ِ في روحي , وانا فيك ِ ! 
فكيف أكون مرايا تتكسَّرُ في عينيك ِ , 
وكيف أغادرُ هذي الاحجار ,
وكيف يكون مطاف الحرف ِ قصيدة ؟ 
قالت :
_ اتعبني بعدكَ , هذا يكفي , 
في اول يومي ولقائي ... لا املك ُ كل َّ عباراتي , 
يا ربَّي ....
اليوم أُجسُّ خشوعا ً يرهبني , 
مدن ٌ تعرفُ نبضَ الرَّهبة ِ في قلبي , 
يا ربَّي ...
لا تفقدني قربُكَ , 
انت َ بحمدِكَ , تأتيني القوَة , 
او يأتيني زمني ....
اللحظة تأتيني , ان احمل صوتك َ ....
_ فالليلُ يغطِّي الاسرار َ ...
وهذا قولُكَ , لا أنساهُ ...
وفي يوم ما , ستكون الكلمات تباعا ً : الخوف ...الرَّهبة ... والغبطة ... 
_ كيف اُحسُّ بجرأة ِ قلبي ,
كيف أُحسُّ بسحب ِ يديك َ , أُقَبّلُها , 
_ كيف أُحسُّ  بيوم خميس ٍ يمضي فيَّ ,
أُحدّثها وحدي عن هذا العاشق ِ , 
عن هذا العشق الضائع ,
كيف أُحدّثها عن روحي ؟ 
فانا أنذر  نفسي في الحرف ِ , وأنذرها بين يديك ِ , 
فسبحان َ العهد ِ , وسبحان َ النذر ِ , 
وسبحانك َ يا ربِّي , كيف أخاف ...
_ فلا تسألني عن بعدك َ ... 
لا تسألني عن أثوابي , 
لا تسألني عن قمرٍ يتوزَّعُ كل َّ مساء ٍ في ذاكرتي , 
فلقد أتعبني بعدُكَ ...قربي ..!

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

תגובות

מומלצים