هذا أنا
لقد صارعت نفسي ومن الشر نزعتها
وغرست الخير في عروقي ونما عاجلُ
فاعذروني إن شرحت لكم عن سيرتي
ولا تسيئوا الظن وتحكموا فأني مُكمِلُ
لقد عشت أميناً صادقا ولمّا أزل
مُخلصاً وفياً وما كُنتُ بالتقليد أنتحِلُ
متواضعاً في حياتي لم أُنافق ولم أخُن
وما زلت بهذا الطريق سائراً وعلى الله أتوكُلُ
أبيت الرذائل وحب النفس والهوى
وما أغواني بحديثهِ مُنافقٌ وجاهِلُ
وما عشت متعالياً متكبراً وناقِماً
بل بسيطاً عزيز النفس متسامحاًمتساهِلُ
فكيف وقد أحببت الخير من قبلي لكم
وأني أدعوا لكم دوماً بعزٍ يُجللُ
لم احسد إنساناً على مالٍ ومنصبٍ
بل أفخر بمن هو أفضل مني مُقدرٌ ومُبجِلُ
لم أعمل في حياتي بالغشِ وكنت مانِعَهُ
وفعلي بالخير لا بمالٍ وأجرٍ أُبدلُ
ما نقلت أخباراً تُسئُ لقومٍ أو تضر بهم
وعملي بالإصلاح بالصدق أقولُ وأفعلُ
وما عاشرت سيء الخُلق أو صاحبتهُ
بل لي مع خيار الناس نهجٌ أمثلُ
عشت مع شعوبٍ تعددت أعراقهم
نقلت من عاداتهم ما كان أجود وأفضلُ
أنا لست مادحاً نفسي بما أكتُبهُ
بل واصفاً شخصي لمن يجهلُ
عملت في بلدي نائباً أميناً مخلصاً
خدمت بلدي في دوامٍ يتواصلُ
وضعت أنظمةٌ ونماذج قبلي لم تكن
وعن الإختلاس والفوضى ما كنت أغفلُ
كنت مجتهداً دؤوباً مُتقناً عملاً
ما فرقت بالخدمةِ بين مؤيدٍ ومُعارضٍ يسألُ
الله شاهد على عملي وما قدمتهُ
واطمأنت نفسي وبالجميل لا أُحَمِلُ
شهادةٌ لي من الله بالحق أطلبها
فهوَّ خبير عليم عن نفسي وما أعمَلُ
وإذا أسأتُ لإنسانٍ ولا عِلمَ لي
فأطلب العفو والصفح منهُ وأتوسلُ
من لهُ عندي أمانةٌ لم أرُدها
فليذكرني وإني مُعيدها بضعفٍ وأمثل
فلا بُدَّ لي أن أذكر الموت مُعتبراً خاشعاً
لعلني أُقوم نفسي بما هوَّ أجمَلُ
وإن داهمتني المنايا غفلة ولم اُعِدُ لها
فشعري رثاء وعزاء وبالتوحيد أُهللُ
هذا مصيري وكل حيٍّ الموت خاتِمهُ
فمرجعي إلى الله بأُخرى أبقى وأطولُ
الله عالم عن نفسي واسرارها
فهوَّ غفورٌ رحيمٌ وعليهِ أتوكِلُ
وما رصيدي من الدنيا إلا بعملٍ صالحٍ
لعلني أحظى من الله بمغفرةٍ وبالعفو أشملُ
فاذكروني واذكروا محاسن القوم عند رحيلهم
فهوَّ أجرٌ وشهادةُ خيرٍ لِمَنْ يَرّحَلُ
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108
