أحلَى_عُيوُوُوُن

07.06.2018 מאת: حسام القاضي الاْردن
أحلَى_عُيوُوُوُن

فكرة المقال : الجمال نسبيٌ وله أذواقٌ ودلالات، أجملها ما تراه حتما جميلا .

 الجمال كلمةٌ إحساسُها بديع،  وصفها مُريع، وتلذذها حتما انه فظيع،  اما وقعُها - فمتروكٌ لكَ - تُحدِّدُهُ بذائقتكَ فإن استسغتَه فلا تُشيحنَ عنهُ النَّظرَ والزم قناعتك حياله وقل عنهُ  بأنَّهُ عينُ الجمال .

تتفاوتُ الأذواقُ في وصف الجمالِ ( بعضهم يراهُ بالطول )، بعضهم يجزمَ بأنه في سحر الجفون والعيون، ماذا عن الأناقةِ، او قل اللباقه، يُصِرُّ البعضُ بأنه الجسدُ النحيف - وهذا إجحافٌ بحقِّ من يستلزمه للمسيرِ كامل الرَّصيف - ! .

لعلَّها العُيووونُ المُلفِتَةُ للإنتباه، تَشُدُّكَ للنَّظرِ إليها وهيَ غائِرَةٌ في مُحيط وَجهِها إذ تَكُن هِيَ المُميَّزةُ بِتَفَرُّد ، لا أخالُ أنَّ لِلَّونِ دوراً بارزاً فيها فليسوا بالكُثُرِ مَن يرتاحونَ لِلَّونِ الأزرَقِ مَثلاً على اعتبارِ أنَّهُ - بِنَظرِهِم طبعاً - يَحملُ شَذَراتٍ من الحَسد (يا لطيف) !.

 أمَّا العيونُ الخضراء بِشَقَّيهاِ ( الدَّاكِنُ والفاهِي ) فأنَّ سِماتَ الملامِحِ من تتحكمُ بقدرِ الجمالِ حَسْبَ التصنيفِ العربي الشَّعبي لجَمالِ العُيون !. 

 تُرى لمَ تسَاءلَ بَنو إسرائيلَ عن لونِ البقَرَةِ لَمَّا أمِرُوا بِذبحِها ؟ وَلِمَ كانَ لونُ ( الأصفرِ الدَّاكنِ ) هُوَ مَن أرضى غُرورُهم ! تخيل عينان  بَشَرِيَّتين صفراويتان حتماً إنَّهما مُصابتانِ باليرقان .

لرُبَّما لا يَقبلُ أحَدُهُم بأقَلَّ من رؤيةِ الماءِ مُنساباً مِن مُخٌِ بَياضِ الجسد، ولا تَقبلُ الشَّقراءُ إلاٌَ بمن توشحَ بالسمار - وحتماً أنَّ في المقالِ رائِحَةَ التَندُّرِ - !.

بعضُهُم يَتَحَدَّثُ عَن جَمالِ العقل ( بَدلَة وقرافَه ) وغَيرُهُم عِن جمالِ الرُّوح - وحتماً إنها قاعِدَةُ الجمالِ النِّسبيِّ - ، وأخالُ أنَّ الخِلقَةَ السَّوِيَّةَ التَّامَّةَ أعلى مراتبَ النِّعمَةِ التي حباها الله يوما لشخصٍ ما. 

(نُصَلِّي على نبيِّ الله يُوسُفَ ) إذ أوتِيَ شَطرَ الجَمال، ذاك الجمال الذي تُقامُ لأجلهِ أعظمَ المنافسات، وتُطلبُ لساحهِ كل الفتيات،  ( وسبحان الخالق الوهَّاب ).

أحلىَ عُيوونٍ - بوجهة نظري - أخالُها العَيوونِ ( البكَّاءَةَ لأجلِ الله )، عيونٌ تحشرجَت بِقناتِها دموعٌ لا تُوصف إنَّما تُستشعر، فلطالما بَكَت دُموعاً وهميةً على أمورٍ ثانويةٍ وتناست سَكبَ العَزيزِ مِنها لأجلِ العَزيزِ الذي يَستَحِقَّها ؟.

عُيوناً تُحسِنُ التَّأثُّرَ وتُجيدُ العَزفَ وَتُتقِنُ  التأثير، مُرهَفَةٌ مُستَيقِظَةٌ مُتَرَقِبَةٌ حَريصَةٌ عَن هَدَفِها غَيرَ لاهية :

(  خَضراءَ كانت أم زرقاءَ، نَقبلُ بِالعَسلِيةِ ولا بأسَ بالسَّوداء )

 المُهِمُّ أن تَكونَ مِن صِنفِ البَكَّاء، فهذا وَحدَهُ من يَجلِبَ إنتباهَ رَبِّ الأرضِ والسَّموات :

( وَعَينٌ بكَت مِن خَشيَةِ الله ) .

  - ملك الإحساس - 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים