أهمية التربية

14.09.2020 מאת: املي القضماني
أهمية التربية

 

إضاءات معرفية أهمية التربية

التربية لا تنفصل عن كينونة الإنسان، وقديما قيل:الإنسان يدرك بالعقل ويفهم بالقلب.

ولكي يصبح مواطنا متفهما وعقلا واعيا ومدركا وقلبا يحتضن مشاعر الحب،الحب الجامع لكل مناحي الحياة والجمال، ومن أجل صقل العقل والحواس يجب العناية الدؤوبة على تنمية العقل وصقل الفكر وتهذيب النفس، والتطور الدائم بعملية التنمية الإنسانية منذ ولادة الطفل وايامه الأولى، أو حتى وهو لا زال جنينا في بطن أمه.

بما أننا نمرُّ بمرحلة فيها من الإنفلات المدني، وفوضى الحياة، وما يعممه وينشره هذا الإقتصاد الرأسمالي (المسمى الدول المتحضرة)هذا الإقتصاد الإستهلاكي البحت المتحكم بالشطر الأكبر من العالم الذي تصدره لنا الولايات المتحدة الأمريكية، وبما أنه يصدِّر لنا مفاهيما خاطئة عن الحرية الفردية، والحضارة الإستهلاكية، وأنماط الحياة الفوضوية، والتي بسببها نشهد "هدم التقاليد، وإنهيار العلاقات بين أفراد العائلة، وبين العائلة والمجتمع،عن طريق البرامج التلفزيونية الرخيصة، والأفلام السينمائية التي تجسد إما الإنحلال الخلقي أو الرعب والقتل وتشوية النظرة عن الدين والقيم، وإنعدام التربية الرشيدة في مناهج المدارس الحديثة، علينا العودة للإهتمام بالتربية والتوعية في كيفية طرق إعادة بناء الإنسان.

هذا ليس كلاما إستهلاكيا وإنما ضرورة ملحة ليستقيم أمر الجماعة، وتستوي شؤون العائلة وبالتالي شؤون المجتمع(العائلة الكبيرة) من اجل ذلك يجب الإهتمام بالتربية المدرسية فهي لا تنفصل عن التربية الإجتماعية والمدنية، وعليها الإهتمام بالإنسان في مراحل نموه بدءا من الطفولة لليفاعة والشباب حتى الكهولة.

وإذا بفينا غافلين(كدول وشعوب) عن معالجة الوضع المتفاقم من الفوضى الحياتية في نمط المعيشة،وبقينا نهمل التوجه ببرنامج التربية بمدارسنا وإخضاعه للتوجيه المناقبي والروحي الصحبح، سنشهد المزيد من الإنهيارات في المجتمع والإسرة وتركنا أبنائنا فريسة للتناقض والتناحر والتكبر والأنانية، وأوقعناهم بفوضى الشعور بالضجر والشقاء والتذمر، ونحن نلمس مثل هذا بوضوح بين ظهرانينا.

فمؤسسة التربية والتعليم، والمؤسسات الإنسانية الإجتماعية مكلفة بالواقع العمل على تناسق تطوير الفرد وتكون غايتها بناء الإنسان وتفتح مقدوراته الذاتية، وتذوقه لقيم الحق والجمال والمحبة.

إذن علينا أن نواجه المشكلة التي يراها الجميع متفاقمة بقوَّة في واقع الحال، ووجب علينا الإتجاه الى التربية الشاملة لعقل الأنسان وقلبه، لا حشو فكره (بتكديس المعلومات داخل رأسه)بل ترسيخ قيم المحبة والتعاون والإعتراف يالحق الجماعي والواحب الجماعي .

للتربية أهمية بالغة في تهذيب النفس للإنسان وتهيئته للمواطنة الصالحة لضمان إنتظامه وإنضباطه في إطار إنطلاقه في مشوار الحياة، لكن كيف تستقيم التربية إذا لم نعالج ظاهرة الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب بفرض رقابة من مجلس يتألف اعضاءه من كبار رجال التوجيه والإرشاد المعنوي ومن رجال الفن وأرباب التربية ليضعوا أيديهم على اخطر مصدر للإنحلال والفوضى تعانية المدنية القائمة، ولتمكنوا من متابعة عملية تهذيب المواطن وتثقيفه،وحمايته من الإنجذاب السحري الى ماكينة الإعلام الغربي والاعيبها الهادفة لإسقاط الجيل وتضييعه ليتماهى مع ما تريد ويصبح عاجزا عن منعها بتحقيق حلمها الذي نعرفه جميعا، ألا وهو السيطرة المطلقة على مقاديرنا وثرواتنا ونمط حياتنا الذي تصيغه حسب ما يتلائم مع مصالحها.

ملاحظة: مع إحترامنا لبعض البرامج التلفزيونية الهادفة والراقية،ولبعض شبكات التلفزة الملتزمة والتي لا تلفت الا المهتمين، ونادرا ما تجذب شباب هذا الجيل..

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים