السراب

24.05.2019 מאת: نهى شبلي
السراب

ربما هو الشوق إلى تلك الأيام التي كان يختلي بها مع كتبه
ويلتهمها بشغف وتأتيه هي 
بكأس شاي النعناع وقطعة الحلوى من صنع يديها 
تضعها أمامه بهدوء وتتسلل 
خارجاً حتى لا تزعجه وأحيانآ
كانت تجلس بانتظاره على الكنبة المقابلة تخطف رواية ما من المكتبة وتتسلى بها حتى ينتهي سيدها من القراءة
تعودت عليه وهو كذالك
حتى بدأت تنشئ علاقة حميميه بينهما لدرجة العشق
هو يكبرها بثلاثون عام لكنه شخص حنون محب ومحترم ذو مكانه مرموقه بالمجتمع
وهي فتاة جميلة مؤدبه على خلق جاءت لتعمل لدية من مؤسسة بعدما خرجت من دار رعاية للأيتام 
في ذات مساء وهما منهمكان بالقراءة  قال لها أصدقيني
القول يا عزيزة 
هل تحبيني لشخصي ؟!!
أم أني افرض نفسي عليكِ.
فأجابت : لا أبداً يا محمد باشا إني أجد بك الحب والأمان أعشقك وأعشق هذا المكان
حبك يسري في دمي 
كيف خانك التفكير
قام من أريكته الملوكيه
واتجهة نحو أحد الأدراج المغلقة وفتحها ليخرج منها خاتم متوج بفص من الأماس 
تقدم نحوها طالباً يدها
أجبتهُ مبتسمة بحياء بالقبول
أدخل الخاتم في إصبعها 
مقبلاً يدها وشاكراً لها على القبول وهي التى لم تتمالكها الفرحةُ أصبحت تراقصه وتقول أنا عزيزة ساصبح حرم
محمد باشا عوضين لا اصدق هذا 
تزوجا وأعلن الزواج على الملأ وأصبحت عزيزه من أهل الملايين لم تبقى على ما هي عليه ولم تعد عزيزه الخادمة
بل أصبحت السيدة واصبح لها خدم يخدموها
بعدما أنجبت توأم أولاد للباشا محمد اصبحت تنشغل عنه كثيراً ولا تجالسه ابدا
وفي أحد الأيام سألها أين الحب يا عزيزه
الذي كان يجمعنا 
نظرت له نظرة كلها خبث واستعجاب
وكأنها تقول لنفسها ماالذي يريده مني هذا العجوز أن أدفن كل عمري بجوارهُ
ألا يكفيهِ ما اعطيتهُ حتى الأن
فأجابتهُ دون أستحياء منها
 حب ماذا ؟!! يا محمد باشا
  "الحب مثل السراب"
تشاهده عن بعد وعندما تحاول الأقتراب منهُ لتلامسهُ فلا  تجدهُ
عندها بدأت عيناه تغرق بالدموع وهو ينظر
من خلف زجاج غرفة بيت العجزة
الذي أصبح يسكنه الأن بعد أن قامت زوجته
بتكلفة أحدى اكبر الشرك لبناء أضخم بيت عجزه للطبقات الراقية واسمته على أسم زوجها
كي يبقى حسنه جاريه له بعد عمر طويل
ولكنها نسيت ان تعاوده الزيارة وأن تسأل
عنه بعد أن اسكنته في هذا البيت 
شعر ببعض البرد يسري ببعض اعضاء جسمه طلب من احدى الموظفات اخذه الى السرير
بعد ان صعد الى السرير واخذ مكانه 
رأته الموطفه يستشهد ويرفع سبابته
ثم بهدوء يلتفت نحو اليمين ويغمض
عينينه....
لا حول ولا قوة الا بالله
إنا لله وانا اليه راجعون
مات محمد باشا عوضين

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים