بائعُ الرّحمة

26.02.2021 מאת: د.عبد المجيد أحمد المحمود
بائعُ الرّحمة

قصة قصيرة/ للأطفال

بائعُ الرّحمة


منظرُ الأرضِ و هيَ تكتسي بثوبِها الثلجيِّ جعلَها تبدو كعروسٍ في ليلةِ زفافِها، و فرحُ الأطفالِ و هم يتقاذفون كراتِ الثَّلجِ دفعَني كي أخرجَ و أشاركَهم الّلعب...
الجوُّ باردٌ جدًّا لكنَّنا كنَّا سعداءَ و نحنُ نركضُ و نلهو...

فجأةً وقعَتْ عيني على طفلةٍ تجلسُ جانبَ شجرةِ سروٍ عاليةٍ، كانت تتكوَّرُ على نفسِها و تنفخُ في يديها، و هي تكادُ تتجمَّدُ من البرد، أسرعْتُ نحوَها...لا أصدِّقُ ما أرى إنَّها بائعةُ الكبريت...
هي حقيقيَّةٌ إذًا و ليسَتْ مجرَّد قصَّةٍ من الخيالِ...

سحبتُها من يدِها...أخذتُها إلى منزلِنا...جهَّزَتْ لها أمّي غرفةً دافئةً بفراشٍ وثيرٍ و خزانةٍ ملأى بالكثيرِ من الدُّمى الجميلة...
منذُ ذلك اليوم أصبحَتْ فردًا من أسرتِنا...ملأَتِ السَّعادةُ قلبَها و أنارَتْ بضحكتِها الدّافئةِ بيتَنا...

فجأةً شعرْتُ بيدِ أمّي تلامسُ شَعري..استيقظتُ و دمعةٌ تسيلُ على خدّي...
نهضْتُ من فراشي مسرعًا...
بحثْتُ عن بائعةِ الكبريتِ في كلِّ أرجاءِ المنزلِ...
لمْ أجدْها...
كانتِ الثّلوجُ لا تزالُ تتساقطُ في الخارجِ و كانت قصَّةُ بائعةِ الكبريتِ لا تزالُ بجوارِ سريري...
أخيرًا تذكَّرْتُ أنَّني قد نمتُ و أنا أقرأُ تلكَ القصَّةَ...

صرخْتُ: ليتَ ذلكَ الحلمُ كانَ حقيقةً...
ابتسمَتْ أمّي و أنا أحكي لها تفاصيلَ الحلمِ لكنَّها وعدَتْني أن نبحثَ معًا في كلِّ شتاءٍ عن كلِّ بائعاتِ الكبريت، و أن نأتي بهنّ إلى منزلِنا.


 

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים