بمناسبة يوم المرأة كل عام وانتنّ بخير

09.03.2020 מאת: املي القضماني
بمناسبة يوم المرأة كل عام وانتنّ بخير

 

لشهر آذار عطرٌ مميز، ففيه تتفتح الازهارُ بكل الألوان وتخضّر الأرض وتصفو السماء، وفي اذار تفوح من الأرض من التراب رائحة ولادة حياة، فالأرض هي الأنثى التي يملأ عطرها بالورود التي تُهدى للمرأة بعيدها..!  

للثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، ذكرى لنضال مريرٍ قاسٍ وعنيف.. للثامن من آذار رائحة تفوح بعطر تعب وجهد عاملات النسيج اللواتي عُذبّن واضطهدّن وقتلن بالرصاص، بل أيضا حرقاً داخل معمل النسيج في بريطانيا، لأنهنَّ طالبن بحقوقهنَّ المشروعة. فكل وردة حمراء تُهدى لامرأةٍ تفوح منها رائحة تعب عاملة قوية وشجاعة دفعت ثمن "العدالة" لبنات جنسها.   الثامن من آذار، ذكرى نضال نسائي يقع في صلب تحقيق التطور للمجتمع والرقي لأبنائه وبناته. واحتفاؤنا واحتفالنا بـ "يوم المرأة العالمي" هو بمثابة التكريم لذكرى "شهيدات النضال" من أجل إحقاق الحقوق للمرأة ورفع الظلم عنها، وتذكيرا به، من أجل متابعة النضال لتحقيق المزيد من الحقوق، سياسياً واجتماعياً واقتصاديا.

 تحية لكلّ النساء المناضلات في كلّ الحراكات والثورات، ودعوة لأستمرار العمل من اجل مساواتها بالرجل باختيار ما يناسبها في تقرير مصيرها الحياتي، والعمل الدؤوب لتحقيق المساواة بكل مناحي الحياة، كانتساب الطفل لها ومنحه جنسيتها،ومساواتها بالرجل من حيث الأجر الذي تتقاضاه عن نفس العمل الذي يقومون به، حيث لا تزال هناك "هوة معيبة اخلاقيا" بين اجرة الرجل واجرة المرأة عن نفس العمل، وهي معيبة اولا للرجل نفسه، فكيف يرضى على نفسه، بقاء هذا التميز الظالم وغير الاخلاقي.

وللاسف مثل هذه "الذكورية المقيتة" في التعامل، وهذه التفرقة الاستعلائية بالاجور، قائمة ايضا في قرانا هنا، حيث حصة الصبية اقل دائما من حصة زميلها في العمل ذاته..؟! لدينا العشرات، ان لم نقل مئات الصبايا، العاملات في المحلات التجارية والمكاتب، فلماذا هذا التميز والى متى سيبقى ونحن في القرن الواحد والعشرين..!؟ ولا ننسى أن نتحدث هنا عن "العقلية الذكورية" التي لا تزال تهيمن وتسيطر بالمطلق تقريبا على النشاط السياسي والاجتماعي، حيث لا نرى حضورا ملائما للنساء في "الاجتماعات العامة" ذات العلاقة بشؤون عامة تمس كافة افراد مجتمعنا، وليس فقط الذكور فيه، ناهيك عن "الغياب الكلي" للمرأة على مستوى "اتخاذ القرار" في مسائل تخص المجتمع وحياتنا المشتركة.

ويبقى أن تقديم وردة حمراء لها، هو التذكير بأنها حققت مكاسبها المحقة بالدم والارادة والتصميم، فتحية لك وأنت أصل تطور وتقدم المجتمع، فـ أمرأة حرَّة سيدة نفسها تربي جيلا حرا سيد نفسه، وامرأة مقموعة مكسورة مغلوبة على أمرها، تربي جيلا مقموعا مغلوبا على أمره. والخلاص من هذا التميز هو مهمة النساء بلا شك، ولكنه ايضا مهمة الرجال كذلك، إن كانوا فعلا ينشدون بناء مجتمع تسوده المساواة والعدالة، وكل عام وانتنَّ، يا نساء العالم، بخير..!


آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים