تحفيز العقل بالإثراء الإبداعي

02.07.2020 מאת: دكتور زهير شاكر  الاْردن
تحفيز العقل بالإثراء الإبداعي

 

تحفيز العقل بالإثراء الإبداعي   البيئة الإبداعية و مواطن الإبداع

أولاً: البيئة الإبداعية
مفهوم البيئة الإبداعية: البيئة الإبداعية أو المناخ الإبداعي في معناه الواسع  ويعني الوسط المباشر و التأثيرات الاجتماعية النفسية، و ....

الاقتصادية، و الثقافية، و التربوية التي تحفز الإبداع.

وقد أظهرت الدراسات الكثيرة، التي نظرت إلى تأثير الأسرة، أن الأسلوب التربوي المعتدل للآباء تجاه أبنائهم، بما يحتويه من التشجيع على الاستقلالية العقلية وإيجاد الظروف المناسبة لتطوير الاهتمامات والاستعدادات في مجالات النشاط المختلفة، يمكن أن يسهم في تطور الشخصية المبدعة.

ويمكن أن نعدد جملة من الظروف التي تدفع أو تنمي تطور السلوك الإبداعي للشخصية في إطار كل من الأسرة أو المدرسة مثل: عدم الإكراه، و إبعاد العوامل التي تقود إلى الصراع، و تشجيع الاتصال، و المخاطرة، و اختيار الصعب في الحدود المقبولة.

وهناك في المدرسة حالات ومواقف خاصة تقود إلى تطوير روح البحث والتفكير الإنتاجي المنطلق، وهذه المواقف يمكن أن تشجع التلاميذ على النشاط الفعال في إيجاد الأفكار الحسنة، و حثهم على المناقشة، و النقد البناء.

العوامل اللازمة لإيجاد البيئة الإبداعية

من البديهي القول بأن "البيئة الإبداعية" تنبت الإبداع، و قد قامت الباحثة "تريزا أمابيل" مع "ستان كريسكويتش" بدراسة العوامل التي تؤثر على الإبداع لدى العلماء المتخصصين بالتطوير والبحوث في الشركات الكبرى.

وجاءت النتائج لتؤكد ما يسمونه بمبدأ "الدافعية الذاتية للإبداع" أي أن الأفراد يكونون في أحسن حالات الإبداع لديهم عندما يشعرون بالدافعية الذاتية ومبعثها "الاهتمام الشخصي" بالعمل أو بإشباع حاجة نفسية لديهم أو شعورهم بالتحدي إزاء عمل ما، و لكن إبداعهم يقل إذا كان المصدر خارجياً.

إن المدير المبدع يعي و يقدر العوامل اللازمة لإيجاد بيئة إبداعية في العمل، فبالإضافة إلى كونه يتمتع بصفات الشخص المبدع فهو يقوم بإتباع أسلوب إداري يعكس ويترجم هذه الصفات في عمله، وهذا الأسلوب عادة ما يتصف بالسمات التالية:

سمات المدير المبدع

·   القدرة على تبني مشاريع جديدة و الحماس لذلك.

·   القبول بمبدأ المجازفة لتجريب أفكار جديدة مصدرها العاملون في المؤسسة.

·   الثقة بقدرة العاملين على الإبداع إذا ما أعطوا الفرصة و الدعم و التشجيع.

·   تفهم عملية الإبداع و القدرة على مساعدة العاملين على تخطي العقبات التي تقف حجر عثرة في وجوههم.

·   الإحساس و التقدير لحاجات العاملين و آمالهم.

·   احترام الفروق الفردية و القيم الشخصية للعاملين.

·   المعرفة و الكفاءة في العمل.

·   القدرة على إلهام الآخرين وجعلهم يثقون بأنفسهم، و تقديم الدعم المعنوي لهم، و الثناء عليهم إذا أدوا عملاً مميزاً.

·   اللباقة والصبر والقدرة على وصف السلوك بدلاً من تقييمه.

·   الإيمان بأهمية الحوافز المادية و المعنوية للعمل الجيد.

·   القدرة على بناء احترام النفس و التقدير الشخصي لدى الآخرين.

وهذا ما أكده د. محمد عبد الغني هلال في كتابه: مهارات التفكير الابتكاري حين قال أن البيئة الإبداعية تساعدنا للذهاب بعيداً عن كل ما هو عادي و مألوف، و نحاول الإجابة على الأسئلة اليومية التقليدية التي نسألها لأنفسنا أو يسألها الآخرون بإجابات غير مألوفة.

إننا نبحث في هذه البيئة عن الرؤية الأفضل و حل المشكلات حلاً جذرياً بحيث نتخلص من الجهود المكررة والمستمرة في السعي لحل نفس المشكلات في كل مرة.

والبيئة الإبداعية المناسبة (بعناصرها الأساسية الشخصية المبدعة، و إدارة عملية الإبداع، و الإنتاج المبدع) هي التي تتيح فرصة حية للتلاقح الفكري و توليد أفكار جديدة، و لذا ينبغي أن تتصف البيئة الإبداعية بثلاث صفات رئيسة هي: الاتجاه التجريبي، و امتلاك روح المرح، و التلقائية و العفوية.

البيئة والفعالية الإبداعية

و للبيئة أو المناخ تأثير على الفعالية الإبداعية، و هذا يشير إليه بوير حيث يعتبر أن الأفكار الجديدة المبتكرة غالباً ما تموت قبل ولادتها أو قبل وصولها إلى التحقيق بسبب أربعة عوامل و هي:

1)   القصور و عدم القدرة على تبيان الفكرة و إظهارها.

2)   الخوف من النقد خشية أن تكون الفكرة قد أخذت طريقها من قبل الآخرين، و بالتالي تعتبر مسروقة.

3)   الإحساس بعدم صلاحية و مشروعية الفكرة من أجل استخدامها العلمي.

4)   عدم القدرة على استغلال اللحظة المناسبة لظهور مثل هذه الفكرة.
 

ثانياً: مواطن الإبداع

إن أهم المناطق أو المصادر التي يمكن النظر إليها عند البحث عن مجالات الإبداع، كما يشير إلى ذلك بيتر دروكر في كتابه "التجديد في المؤسسات" هي:

1)   النجاحات غير المتوقعة.

2)   الفشل غير المتوقع.

3)   الأحداث الخارجية.

4)   نقاط الضعف.

5)   تغير في قواعد اللعبة.

6)   توقعات الجمهور.

7)   المعارف الجديدة.

من أين تأتي الفكرة الجديدة؟

التجربة والدراسة وسؤال العديد من المؤسسات والأفراد والعلماء و المكتشفين، كل ذلك يؤكد أنه لا توجد طريقة واحدة يحصل بها الإبداع، كما لا يوجد وقت معين ينزل فيه الإلهام إضافة إلى عدم وجود مكان معين يمكن فيه بلورة هذه الإبداعات بالإشارة إلى بعض التجارب مثل:

-   تجربة مارشال في مشروع إعمار أوربا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كان يمضي أكثر من ساعة في الصباح بمكتبه يحتسي كوباً من الشاي مفكراً في أوربا حتى وصل إلى الفكرة.

-   تجربة الخليل بن أحمد عندما هاجمه أحد الفرس و اتهم العرب بأنه لا يوجد عندهم  قواعد للشعر، فجلس مستاءً أشهراً، و كان يجلس بجوار قطان يطرق القطن لتهيئته لاستخدامات أخرى، ومن كثرة التفكير انسجم مع إيقاعات الطرق ووصل إلى بحور الشعر المختلفة فقعّد له ووصل إلى بغيته.

-   غير أن هذه الأفكار تأتي ضمن فعاليات ديناميكية متصلة و ليس عبر مراحل منفصلة، و هذه المراحل هي: مرحلة البحث والتهيؤ والإحساس بالمشكلة و تعريفها، ثم استقرارها في الشعور و اللاشعور بحيث تصبح محور التفكير و الشغل الشاغل، و حينئذ يمكن توظيف المستجدات والمتغيرات والقرارات لخدمة الفكرة أو الموضوع، وتسمى هذه المرحلة مرحلة "التخمير"، و من ثم تأتي مرحلة الإلهام والتوصل إلى الحلول المبلورة، وأخيراً مرحلة التطبيق أو التحقيق وهي عملية إخراج الفكرة إلى حيز الوجود عملياً.

أين و متى تأتي الأفكار الإبداعية؟

حسب دراسة تشير إلى أين و متى تأتي الفكرة الجديدة، بالترتيب من الأخير إلى الأول:

10) أثناء العمل.
9) أثناء الاستماع إلى خطبة.
8) المشي ليلاً.
7) أثناء التمارين الرياضية.
6) أثناء القراءة.
5) أثناء اجتماع ممل.
4) قبل أو بعد النوم.
3) أثناء الذهاب إلى العمل.
2) أثناء الاستحمام.
1) في الحمام (لا مؤاخذة).

 

كيف تتولد الأفكار الجديدة؟

تولد الأفكار في لحظة خاطفة وقد تتلاشى من مخيلتك إلى الأبد ما لم تسارع بتدوينها، و قد تظهر الأفكار المثمرة في أغرب الأوقات و لن تبزغ هذه الأفكار دائماً وأنت تعالج المشكلة المتعلقة بها و لكن قد تواتيك ومضة من الاستبصار في الوقت الذي تكون فيه مشغولاً بأعمال أخرى أو مشتركاً في محادثة أو منصتاً إلى محاضرة أو قائماً بالتدريس أو عاكفاً على قراءة كتاب أو مسترخياً بالمنزل، و حتى لو بدأت هذه الفكرة لحظة ورودها واضحة تماماً أو مهمة للغاية بحيث يستحيل نسيانها فهناك دائماً احتمال أن تضيع منك فيما بعد.

لذلك حينما تنبت في عقلك نواة لفكرة احفظها مباشرة كتابة للاستفادة منها في المستقبل.

نصائح للحصول على الأفكار

·  احرص على الساعات الأولى من النهار.

·  ابدأ الاجتماعات مبكراً.

·  اقض على المقاطعات التي تربك التفكير.

·  رتب معلوماتك.

·  تحمس لعملك.

·  اعمل في المكان المناسب.

·  أوجد الحافز.

·  احذر التخمة.
 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

תגובות

מומלצים