حكايةُ حجريْنِ

13.09.2019 מאת: د. أسامه مضاروه
حكايةُ حجريْنِ

 

قالَ الكبيرُ للصغيرِ شارِحا
"ما نحنُ كالحجارةِ التي ترى"
قالَ الصغيرُ للكبيرِ مازِحا
ماذا ترانا يا أخي ماذا تُرى؟"

هلْ نحنُ نمشي مثلَهم فوقَ الثرى؟
هلْ همْ يسيرونَ كما هم يرغبونْ؟
ما دورُهم ما دورُ أبناءِ الورى؟
غيرَ الدُمى ودورَها هل يلعبونْ

"هذا الكلامُ يا أخي جِدُّ عسيرْ
أنت الحكيمُ والفهيمُ والكبيرْ
أمّا أنا كما تَرى جِدُّ صغيرْ
لا دورَ لي في عالمٍ قاسٍ خطيرْ"

اسمعْ أخي متى يقولونَ لهمْ
سيروا تعالوا واهتفوا همْ يفعَلونْ
وإنْ أذلّوهمْ وساءتْ حالُهمْ
الطينَ في آذانِهم همْ يجعلونْ"

"أراكَ تقسو يا أخي على العربْ
ماذا دهاكَ قلْ بصدقٍ ما السسببْ" 

"ألا تراهُم لا يُجيدونَ الغضبْ
إلّا على أنفسهم يا للعجبْ
فسيوفُهم على الأعادي من خشبْ
أمّا على انفسِهم فمِنْ لهبْ
واللهِ إنّا يا أخي أفضلُهمْ"

"أفضلُهمْ!؟ نحنُ حجارةٌ فقطْ
البعضُ منهمْ فاسدٌ لا كلُّهمْ؟

"كمْ من زعيمٍ فاسدٍ منهمْ سقطْ؟"

"نعمْ ولكنْ لا تقُلْ أحسنُهم"

"أفضلُهم قلتُ وَلمْ أقلْ سُدى"
ثمَّ تعالَ تُرى من أجبنُهمْ؟"

"حقًا أنا الآنَ على غيرِ هدى"

"قصدْتُ مَنْ أجبنُ حاكمٍ لنا"

"أجبنُهمْ!؟ معذرةً لا أفهمُ"

"ما الفرقُ إذًا بينهمْ وبيننا؟"

"أنتَ غريبٌ يا أخي لا أعلمُ"

"حجارةُ نحنُ أجلْ لكنّنا
في قعرِ وادينا سنبقى صامدين
لسنا كغيْرِنا هنا لأنّنا
سوفَ نبقى بانتظارِ العائدينْ
وأنت لا بُدَّ تعي أنّ لنا
أكثرُ من وظيفةٍ أيضًا هنا"

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים