رحيل البرد الأعمى
عادل شمالي الغجر هضبة الجولان
من خلف ضباب المجهول
وبين خلجان القهر
في بلاد الشرق السقيم
أسمع صدى صوت الألم
من تحت ركام الأحقاد
وبين أنقاض الأنين الوهاج
أفعالُ أوغادٍ خانوا العرين
في بلاد الشرق الحزين
ضبابٌ مصطنعٌ، مبرمج
حوّلوه إلى شرق مقيت
يتألم، تعصف به أمواج الاختلاف
مذاهبٌ وشعوبٌ وقوميات
تناسوا إنسانيتهم السمحاء
دفنتها قادتهم تحت رفاة الشهداء
أطفال وشيوخ ونساء
لن تبرح صورهم الوجدان
لن تُمحَ من ذاكرة النسيان
شهقة ألم ولوعتهم نار
تعصف بثنايا الروح والخلجان
ترافقها صرخات وآهات
تدوّي في قلوٍب مجروحة
اختلطت دماء الحزن
بدموع الحُرقة والفقدان
قلوب تتوسل،تستجدي
وأحداق وصل نحيبها العنان
اغرورقت بدموع البكاء
سحب شتوية سوداء
ملأت أقاصي السماء
وُلِدتْ من أرحام صواريخ الموت
من صنْع ظلام زناديق الفكر
تجاهلوا صراخ الأبرياء،
توسلهم والنحيب والبكاء
صرخة أوجاع أصحاب القلم النظيف
وصدى صمت عويل الثكالى المخيف
تصرخْن بهمس صمت الوجع
تشتمْنَ من ارتدى عباءة الكره والحقد
منْ أنكر العهد والوعد
منْ مات فيهم الإحساس والطيبة
منْ لم تولد فيهم يومًا الاستقامة والجد
هجَّنوها جَنينًا في أرحام العهر
متجانسين الجنس
بالغدر والخيانة لا يعرفون الود
يجهلون أمةً تنطق بالحق
حاربت بالمنطق كلَّ مستبد
حاولوا تدميرها وسحقها بالكدّ
ففشلوا والشمس وإن غابت لن تمُتْ
ستشرقُ بالوقت لتذيبُ الثلج
وسيبان المرج الأخضر
سيرحل البَرْدُ الأعمى من السهلِ
من الجبل والجرد
ستزهر أرواح الضحايا
ستُجدد العهد
سنعيش نحن في المدّ
وسيهْوىَ كل مستبدّ
للغرق في الْجَزر
