سوريا

04.12.2019 מאת: أحمد عبد الرحمن جنيدو
 سوريا

 دمشقُ

كانتْ دمـشْـقُ، وكـنـتِ القـلـبَ والأمـلا.
عادتْ دمـشْـقُ، وعـدتِ الـحـبَّ والغـزلا.
تلكَ الحـبـيـبـة ُ في الآهـاتِ تـؤنـســـنـي،
أنـتِ الـبـلادُ الـتـي تـبـكـي لـمـنْ خـــذلا.
أرضُ الـقـيـامـةِ كـيـفَ اليـومَ نـنـشــدُها،
وقـدْ عـمـيـنـا، وتـهْـنـا فـي غـدٍ سُـــبـلا.
وحـيـن كـنّـا، وكـانَ الـحــبُّ مـوعـدَنـا،
عـلـى أزيـفِ جـراح ٍ، أيـنـعـتْ أجـــــلا.
تـمـايـلَ الـحـلْـمُ والصـفـصـافُ رقصتُهُ،
تـراقـصَ الغـصْـنُ رقـصـاً مولـعاً ثملا.
أنـتِ الأصـالةُ في التـعـريـفِ نـعـرفُـها،
أنـتِ الـوصـيّـة ُ للإيـمـانِ إنْ وصـــــلا.
أداعـبُ الـخـدَّ، والأحـسـاسُ في شـغفٍ،
أطـــوّقُ الأرضَ والـوديـانَ والـجـبـــلا.
أنـتِ الجـمـالُ، ونـبْـضُ القـلـبِ مرتعُهُ،
تـســـامـريـنَ ضـيـاءَ الـروح ِ والأمــلا.
فـيـنـقــشُ الـســحْـرُ في عـيـنـيـكِ قبلتَهُ،
صـبـحـاً تـكـوّرَ في الأعـمـاقِ وارتحلا.
تـجـيـدُ فـيـكِ وصــالَ الـبـعْـدِ ذاكـــرة ٌ،
تـرصّـعـيـنَ جـمـادَ الـنـفــــسِ والـمـللا.
وتـحـمـلـيـنَ هـمـومَ الـعـهْـدِ مـا ثـقـلـتْ،
وتـضـحـكـيـنَ مـن المـحـمـولِ إنْ ثـقلا.
أتـصـهـلـيـنَ؟! جـيـادُ النـصرِ رابضة ٌ،
وتمـسـحينَ دمـوعَ الحـزنِ من ثـكـلا.
وتـعـشـقـيـنَ ترابَ الوجْـدِ في حـمـم ٍ،
تلامـســيـنَ غـيـابَ الطـلِّ والخـجــلا.
إنّـي أحـبُّـكِ في الـنـســيـانِ فـكـرتَـنـا،
مثلَ العقيقِ لصـدرِ المـوتِ ما بـخـلا.
تعانقينَ صـلاةَ الطـهـرِ في جـســــــدٍ،
وتمرحينَ، تغـوصينَ الصدى رُســلا.
وتـشــربـيـنَ كـؤوسَ النـدبِ في ألـم ٍ،
وتبصـقـيـنَ سـيـولاً في العنا عـسـلا.
أنـتِ القـريـبـةُ فـي الوجـدانِ راقـدة ٌ،
وفي حـنـيـن ٍ نـداءُ الـشـوقِ قـدْ نـزلا.
أنا الـفـصـولُ التـي أرخـتْ جـدائـلَـها
على شموسِ الهوى كي تدهشَ النُزلا.
أنتِ الـمـدائـنُ فـي كـفّـيـكِ مـسـرحُها،
بـوجـنـتـيـكِ شـعـاعٌ يـبـدعُ الـفـشـــلا.
الـســرْجُ فـي دعـةٍ يـسـهـو بـسـاهمةٍ،
يـمـسُّـها الوحْـيُ في إشــراقِها وغـلا.
والعـيـنُ واجـمـة ٌ تـرنـو إلى سـرر ٍ،
تـحـيـقُ بالدمـع ِ ســـرّاً يعزفُ المُثلا.
يـرومُــهـا كـلـــفٌ أفــنــانُــهٌ حــجـرٌ،
والجورُ في عطشِ الأرواح ِ إنْ سُألا.
مـخـنـوقــــة ٌ بـيـن أمـلـودٍ يـكـبِّـلُـهـا،
ســراجُـهـا العتمةُ الـســوداءُ لو هـزلا.
ســيـنـبـعُ الفـجـرُ من أصـلابِها وطناً،
ذاكَ المـحـبُّ على الأكـتـافِ مـرتجلا.
تـحـتَ الـضـريـح ِ نـداءُ الحـرِّ يرجعُهُ،
نـحـو الحـقـيـقـةِ إنْ تاهـتْ، وإنْ جـهلا.
في الـشــام ِ تبـقـى حـدودُ اللهِ بـاصـمة ً،
والدينُ في ســطوةٍ، والسـيفُ لنْ يصلا.
في القـلـبِ حـبُّـكِ يجـري عـمْـقَ أوردةٍ،
والمـوتُ صـارَ بـلادَ الـشــام ِ واشـتعلا.


آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים