صفر

21.11.2019 מאת: علي تيتي البعنه
 صفر

 

خاطرة رقم (209)  

صفر                                    

من عتمة تلك الزنزانة الموحشة يختارونها لك على مقاسك وأنت واقف تحيطك أربعة جدران ولها قفل كبير ومفتاح القفل مع زكريا السجّان يقوم بفتحها كل صباح وكل مساء ليرمي لك صحنًا من الطعام القذر لتأكل القذارة من الجوع،  

وكل أسبوع يتم نقلك لزنزانة أخرى ..

بدون غطاء تنام والبرد ينخرعظامك لأن البطانية رائحتها نتنة، لا تعرف ليلك من نهارك الا عندما يفتح عليك السجان ويرمي لك الطعام،

لفت نظري يوما عندما ترك ونسي إغلاق شباك الزنزانة اذ تسلل خيطٌ من خيوط الشمس من بين قضبان الزنزانة فرأيت جدرانها الداخلية منقوشة بكلمات لأناس تعذبوا كثيرا وعانوا كثيرا وسالت منهم الدماء وكتبوا كتاباتهم ونقشوها بدمائهم،

وانا أتمعن ما كتبوا واذا بقطة جميلة بل رائعة الجمال تقفر وتدخل من بين القضبان عندي وكانت تنظر الي وكانها تبتسم لي وأنا أنظر لعينيْها الساحرتيْن الباكيتيْن واذا بزكريا يضحك ضحكة غريبة ويقول لي أنّها تشبهكم هي من بلدكم أتت عندما احضرناكم في النصف الآخر من الليل وضحك وقال انها قطة فلسطينية رافقتكم سأتركها عندك لتحكي لها حكايتك وقصتك وأغلق الباب بقوةٍ وذهب .

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים