ظلٌّ هنا... وروحٌ هناك

12.03.2019 מאת: صالح أحمد كناعنة
ظلٌّ هنا... وروحٌ هناك


هي الحياة...
لا شيءَ فيها يُشبِهُها، إنها على دَرَجَةٍ مِنَ الوُضوحِ بِحيثُ أنّها لا تَقسو لِتَلين، ولا تَلينُ لِتَقسو... هي لا تَقصِدُ اختِيارَ ضَحاياها، كما هُم يفعَلون!
                 【★】
لطالَما تَمَنَّيتُ لي بيتًا مَفتوحًا، كُلُّ شيءٍ فيهِ يَتَداخَلُ في أيِّ شيء.. بِتَمازُجٍ عَشوائِيٍّ يَبعَثُ على الألفَةِ والدِّفءِ...
لا أطيقُ الجُدرانَ، تَجعَلُني أبدو ظِلًّا هُنا وجَسَدًا هُناك.. حيثُ لا يَبقى للرّوحِ مَكانٌ، والنَّفسُ تُمارِسُ انشِطارَها بينَ هُنا الذي تَجِدُ، وهُناكَ الذي تَشتاقُ... والحَدُّ أنا!
                  【★】
كَم مِن خَيطٍ أبيَضَ تَسَلَّلَ عَبرَ سَوادِ غَفلَتِنا الذي ألِفناهُ مُنذُ أصبَحَ الوَقتُ مَلهاتَنا.. إذ لَم يَعُدِ لِروحِنا مَوطِئًا فيهِ، وبِتنا ذاهِلينَ عَن حالِنا، نَبحَثُ عَن لَيلٍ لَهُ رائِحَةٌ تُشبِهُنا... وَكُلُّ ما تَحتاجُهُ أيّامُنا روحَ المَطر.
                  【★】
لَستُ أدري أهِيَ ذاكِرَتي المُثقَلَةُ، أم مَشاعِري المُرتَبِكَةُ، ما يَجعَلُني أتَّصِلُ بِأرواحِ أحبابي، سَواءً حينَ أفرحُ، وحينَ أحزَنُ؟ 
ولا أملِك أن أدرِكَ في أيِّ الحالَينِ تَكونُ أرواحُهُم أكثَرَ شَفافِيَةً، وأكونُ مِنها أقرَب.
                  【★】
حينَ أرقُبُ بِعينِ روحي ما يَفعَلُهُ اختلاطُ المَطَرِ بِروحِ الأرضِ، أُدرِكُ كَم نَحتاجُ إلى فِكرٍ مُبدِعٍ؛ يُخرِجُنا مِنَ العالَمِ المَرئي إلى عالَمٍ يَعيشُ فينا، لا يَملِكُ أحَدٌ مِنَ البَشَرِ غَيرنا أن يَجعَلَهُ مَرئِيًا، أو يَجعَلَنا نَعيشُهُ.
                  【★】
أحِبُّك.. وكلَّما حاوَلتُ أن أكونَ أنتَ، أو أحمِلَكَ عَلى أن تَكونَ أنا، شَعرتُ بالوُجودِ يَنكَمِشُ فَيَتَقَزّمُ، فأدرِكُ أنَّ الوجودَ هو أنا وأنت، والحبُّ روحُنا.

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים