عَلَى قِمَمِ جِبالِ الأطْلَسِ

06.10.2020 מאת: البروفيسور لطفي منصور
عَلَى قِمَمِ جِبالِ الأطْلَسِ

 

أ.د. لطفي منصورعَلَى قِمَمِ جِبالِ الأطْلَسِ التي تَعْلو البَحْرَ والمُحيطَ ما يربو عَلَى أربعة آلافِ مترٍ، وَعَلَى سُفوحِها، حَيْثُ الْجَلِيدُ شتاءً، والمروجُ الخضراءُ بِوُرودِها نَبَغَتْ شاعِرَةٌ مِنْ نَسيمِ البَحْرِ والأنْدَلُسِ والأطْلَسِيِّ كانَتْ تَمْلَأُ صَدْرَها هواءً نَقِيًّا، فيهِ الرِّقَّةُ والصَّفاءُ 

وَتُمَتِّعُ عَيُنَيْها بجمالِ روابي قُسنطينَةَ المدينَةِ العربيَّةِ التي شَهِدَتْ جَحافِلَ طارِقِ بنِ زياد،

لِتَأْخُذَ مِنَ التاريخِ زادًا لِشِعْرِها، وَمِنَ الطبيعَةِ وجمالِها رِقَّةً وسلاسَةً تَعابيرِها وَأسلوبِها.

هذهِ الشّاعرَةُ المُبْدِعَةُ الجزائِرِيَّةُ المتأَلِّقَةُ وردة أيُّوب عزيزي الذي سَيَصْدُرُ ديوانُها قَريبًا، بَعْدَ أنْ كانَ لي الشَّرَفُ بالتَّقْديمِ له، ومراجعتُهُ وضَبْطُه بكلِّ مَحَبَّةٍ وسرور إسهامًا مِنِّي بِشَيْءٍ مِنَ الخِدْمَةِ للأدبِ الجَزائرِيِّ الغالي، بجانبِ ما أنشره في منتدى الرواية العربيَّة، لا مَقْصَد لي إلّا وَجْهُ اللَّهِ تَعالَى:

مِنَ قصيدةِ للشّاعرة وردةَ بعُنْوان: "صُوفِيَّةٌ في مِحْرابِ عِشْقٍ" رقم ٨

(مِنَ الكامل)

- عَيْناكَ في كُلِّ الْوُجُودِ قَصِيدَةٌ

وَالْقَلْبُ يَخْفِقُ وَالْهَوَى مَنْثورُ

(إذا كانتِ العينانِ قَصيدَةً فقدِ اكْتَمَلَ الجَمالُ، وتَعَمَّقَ وتَعَدَّدَ المعنَى كالقصيدةِ)

- يا بَهْجَةَ النَّسْرَيْنِ يا نورَ السََنا

 مُذْ ذُقْتُ طَعْمَ هَواكَ فاحَ عَبِيرُ

(النَّسْران: نجمانِ مُضيئان، يُقالُ لِلْأَكبرِ النَّسْرُ الواقِعُ، وهوَ الذي تَسيرُ الشَّمْسُ نَحْوَهُ، ويقالُ للثَاني النَّسْرُ الطّائِر ، وكلٌّ منهما مجموعة نجوم)

- إِنِّي بِحُبِّكَ عاشِقٌ وَمُتَيَّمٌ
                   بَلْ إنَّنِي بِغَرامِكَ الْمَسْحورُ
- يا غائِبًا عَنْ وَجْهِي وَقَصائِدِي
                   يا أَيُّها الْمُخْتالُ والْمَغْرورُ
- رَتَّلْتُ في عَيْنَيْكَ أَلْفَ قَصيدَةٍ
                 يَسْرِي بِكُلِّ حُروفِهِنَّ النُّورُ
وَسَكَبْتُ ألْحاني كَما عُصْفورَةٍ
             غَنَّتْ، وَأَنْتَ بِذا الْغَناءِ تَطيرُ
- لِزَليخَةٍ مِنْ يُوسِفٍ تَأْويلُهُ
               سَبْعٌ عِجافٌ أمْرُهُنَّ مَرِيرُ
( ترمز لقصَّةِ يوسُفَ مَعَ زوجَةِ العزيز)
- صوفِيَّةٌ يَمَّمْتُ جُرْحِي بِالرِّضا
            وَمَناسِكٌ يَسْمُو بِها التَّكبيرُ
- سُنِّيَّةٌ لِأُصولِ أحْمَدَ أنتَمِي
         واللهُ لي في الْحادِثاتِ نَصيرُ
(في هذا البيتِ والَّذي قَبْلَهُ تَكْشِفُ الشّاعِرَةُ عن هُوِيَّتِها القوميَّةِ والدينيَّةِ)
- وَضّاءَةٌ مِنْ طِينَةٍ قُدْسِيَّةٍ
   تَسْرِي بِثَغْرِي إنْ بَسَمْتُ عُطورُ
- كُلُّ الْمَحاسِنِ مِنْ سَنايَ تَعَطَّرَتْ
            وَعَلَى الْمُحَيّا بَهْجَةٌ وَسُرورً

يا لِجمالِ ورِقَّةِ هذا الشِّعْر!!!

البروفيسور لطفي منصور

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים