قالوا تشاءمت قلت الدهر أفزعني

22.01.2018 מאת: محمد صبيح سوريا طولكرم
قالوا تشاءمت قلت الدهر أفزعني

واورثني هما  بانشادي.
قالوا حزنت والبست الورى كفنا
يكفيك هما وكن كالبلبل الشادي 
صاح الفؤاد حزينا ذاب من الم
 كفوا الملام وهاتوا الناء للصادي
هذي المظالم لا تحصى بعالمنا
عم الشقاء فهل فخر لنا بادي

ما بال القوم   ما  شأنكم   ما خطبكم ايها السادة 
ايها الاماجد   يا سليل خير امة  اخرجت للناس  يا ورثة الامة الماجدة  المجيدة  . .يا   امة العرب     يا امة الاسلام . ....
يا  ابناء الارض الطاهرة  وثراها الطهور  وفحاجها الشاسعة  يا ابناء خير الامم الي انتدبها الله لرسالته  واصطفاها لدينه  واختارها من بين الامم   فكان هذا الاختيار شرفا ورفعة  وعزا وسؤددا  فمجد الله هذه الشريحة البشرية  بعد ان  نكث الناس الذين وكلهم   برسالته  وأتمنهم على رسالته  فخالفوها وخانوها ...فنكثوا ايمانهم  وشاقوا الله ورسوله  .فطردهم  الله من رحمته ومغفرته  .فكان من امرهم شتتهم  وفرق جمعهم  وفل عزمهم وعزيمتهم فعادوا بالوبال والخسار والوبار  في الدنيا والاخرة  فغضب عليهم  منبوذين  اذلاء صاغرين .
وهيأ هذه الامة لحمل  رسالته  وتبليغ امانته وعهده  فكانوا خير من حمل الامانة  وخير من ادى الرسالة . فكان عظيم العرب  عظيم القوم  من نسل اسماعيل  محمد  صلى الله عليه وسلم  هذا النبي الكريم بن الكريم والسريف بن الشريف  النقي التقي الورع الطهور  فقاد هذه الامة الى المعالى والعلا  وصعد بها الى اعلى المراتب  واسمى المنازل  لتفوز هذه الامة  برضوان الله ومرضاته  وتكون زعيمة الامم  وقدوة للشعوب  ومسؤولة عن هدايتهم  ورشادهم  ووعظهم  لينالوا  مرضاة الله وجنته  التي اعدها لعباده المؤمنين الاتقياء  وينزلهم منازل الرضا والرضوان وتكفل بحفظ هذا الدين واهله وحمايتهم ورعايتهم  ما داموا قائمين عليه اذ  قال ..  .
(كنتم خير امة أخرجت  للناس......)
فنهض بهذا الامر عظيم هذه الامة  وجليلها
فهذا الدين منصور  بنصر الله له  محفوظ بحفظ الله له .وتتعاقب العصور  وتتالى الدهور  بين علو وانخفاض  وقوة  وضعف من اعزاز لهذا الدين  واهله حيث   خلال اربعين سنة  انتشر  هذا الدين الحنيف في   معظم اسيا وافريقيا وكاد يجتاح اوروبا في عقر دارها  لان  رعاته  ودعاته  عرفوا الايمان ووقر في قلوبهم وتمكن من  وجدانهم وعقولهم  فنقلوه الى الامم  حرصا منهم على نشر العدل والاخاء والمحبة ورفع الظلم والجور عن الناس  فكان الامن والامان في ربوع العالم  اذ انهزم الشر واتباعه  وولى مدبرا  حيث لاقى في ميدان المنازلة رجالا  اشداء اقوياء بالحق  تقاة ورعين  يطلبون الموت  في سبيل  هذا الدين  تقربا وزلفا الى الله  وضحوا باموالهم وانفسهم  صدقا وموقفا  وثباتا وايمانا  فكان النصر المؤزر  والغلبة لهم  في كل ميادين النزال والقتال   ولم يخوض المسلمون معركة او غزوة او موقعة الا كان لهم النصر والفتح المبين  رهبهم عدوهم  وقهروا اعداءهم وفتحوا ديارهم  بالثبات والصبر والجهاد  في سبيل الله ......فكانت عصورا زاهية  وازمنة مزدهرة  في معظم الاقطار التي دخلها الاسلام  وهذا الدين الحنيف .
وعندما خلدت الامة الى الراحة والدعة وانغمسوا في الملاذ والشهوات   دارت الدايرة عليهم  فتألب الكفر  وجند جنده  وجيش جيشه  وغزا بلاد الاسلام  شرقها وغربها ......قال عمر  رضي الله عنه
(نحن امة اعزنا الله بهذا الدين  ولا عزة ومنعة لنا بغيره .....)   فانتصرنا على عدونا  بارتكابهم المعاصي وصبرنا على الشهوات والمكاره 
وانقادت للاعداء الامور  وسيطروا على البلاد والعباد ...قال تعالى .....(ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام  نداولها بين الناس).................
الان المتامل لاحوال البلاد والاقطار الاسلامية  يدعو الى الحزن والاسى والالم والحسرة 
لكن التاريخ  في صفحاته  وفي حلقاته  وفي هذا الدين بالذات محطات وتجارب وعبروعظات  احوال  واوجال  نقف  عند عمومها لان جزئياتها  يطول عنها الكلام  ويكثر فيها البحث  والشرح .....
فلننظر ولنتأمل  بعقل حصيف ووجدان واع يقظ  وعين  باصرة  نستعرض التاريخ  وحلقاته واحداثه   ومن خلال ما وثق القران الكريم لاحداث الحياة والدنيا وتقلبها وترددها بين الضعف والقوة  بين الظلم والعدل .نماذج كلها مما تكلم فيها هذا الكتاب المبين عبرة وعظة   فاعتبروا يا  اولي الابصار 
لعبرة لأولي الالباب .....لعلكم تتفكرون ......
فرعون  علا واستكبرفي الارض وعتا عتوا كبيرا    الى ان هلك ...فماذا كانت عاقبة  ذلك ....انتم اعلم بذلك ..وثمة حلقة اخرى  ممن تكلم عنها القران  بجميع مفرداتها وحيثياتها     .....نوح عليه السلام وما كان له من مواقف مع قومه   ماذا كانت النهاية .......؟ابراهيم عليه السلام  تأمل رحلته الايمانية العقدية الشاقة  وكيف كان ذا شأن عظيم ومكان عليم  ومنزلة عالية عند الله .واتخذ الله ابراهيم خليلا ....وجاء وفق سنة الكون ومشيئة الله خالق الكون والسماء والارض جاء رسول البشرية  جمعاء (محمد  صلى الله عليه وسلم ) فكان قائد الغر الميامين في غزواته وقتاله ودعوته الى صلاح الدين وصلاح الدنيا والاخرة  وبلغ ما جاء به الروح الامين امين السماء  وامين الوحي  وتلقى الرسول  عن جبريل امر ربه  واخرج الناس من الظلمات الى النور  ومن الجاهلية الى الهداية والرشاد  فامتلأت الارض عدلا  وامنا وايمانا خلال فترة وجيزة جدا .لا تربو على اربعين سنة .
والان مابال القوم في لحاجة مفرطة والسنة ذربة  وكلام  فيه ما فيه من الفاظ نابية ومثالب قادحة وقبائح عايبة ولو انهم تأملوا  واتعظوا وقرأوا وشخصوا الانحطاط في الامة الان  بدلا من التسويف والقاء التهم وتاويل الامور  خيث يعزى الامر الى فلان الحاكم  والى الزعيم الظالم  كل ذلك صحيح واكيد  ظاهر بين وواضح جلي  ولكن الامة ايضا فيها التقصير والتواني والتخاذل  فخذل الحكم محكوميه  واخذهم بالشدة والغلظة  والبطش والتنكيل لان حب الدنيا وشهواتها الانية  الزائلة كانت المعيار  لدى الحكام  فخربوا البلاد واذلوا العباد ....الان لا بد من اعادة النظر والتفكر في امر هذه الاحوال والمشاهد والظروف وما الت اليه
هيا نستعرض  بعضا من هذه المشاهد من خلال ما يعرض علينا القران الكريم . الذي يسجل حقب الدنيا واحوال  الحياة البشرية على هذا الكوكب الارضي وفق سنن الكون ونواميس الحياة الدنيا الىقيام الساعة.....
فرعون  بغى وتجبر وبطش واستكبر   فما كانت نهايته....فقط مجرد نموذجا بشريا شاخصا امامنا 
واستعرض غيره  من خلال كما ذكرنا   حقب  الدنيا كي لا اطيل واسهب في هذه الكلمة  ....... حتى نأتي بذلك على فرعون هذه الامة  .....(ابو جهل)
كيف كانت نهايته وهلاكه الذلة والصغار والخلود في النار  .ابو طاهر القرمطي  كيف ذبح الالاف من المسلمين  في حجر الكعبة الشريفة  وسرق الحجر الاسود ووضعه  في قصره  في  اليمامة (البخرين ) .....قف على دخول التتار الى حاضرة الدولة  الاسلامية (بغداد )عاثوا فسادا وقتلا وتخريبا ودمارا وخرابا  واحتلوا بلاد الشام  فما  كانت النهاية ......
ثم ابتليت الامة واكتوت بنار الحروب الصليبية  اذ غزت اوروبا بلاد الاسلام بحرب عقائدية  فاحتلوا بيت المقدس واعملوا السيف في المسلمين حيث قتل الاف المسلمين وجرى الدم في ازقة القدس وحاراتها واروقتها  فماذا كانت النهاية ؟؟
وتتوالى المؤامرات والكيد لهذه الامة  واهلها نائمون لاهون سامدون .وما يراد بها من شرور   وتحطيم وتمزيق  وكان التطاول علىهذا الدين  من اهله مما يدعو الى الحزن والحسر ة من امثال ......سلمان رشدي  الذي شكك في القران وناله بالفاظ مريبة مخزية  ....فكيف كانت نهايته ؟
وامتد الشر والاذى  وطال سيد البشرية  صلى الله عليه وسلم . جهلا وزورا وافتراء  وعلى فسطاط هذا الدين ورسوله  ذاك المحرم الافاك  الذي انتج فلما ينال به استهزاء وسخرية الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم . فكانت نهايته مخزية مذلة .
وطلع علينا في هذه الايام (دونالد ترامب )ليتوج حقده وينفث سموما زعافا  وخرج من فجوره  وعهره  وكاد ينفجر من الغيظ  فاطلق قذيفته المسمومة الى قلب العلاقات الانسانية وقلب هذا الدين  ولكنه الغيظ حممه الفتاكة  تأكل نفسه  وتلهو به الشهوات  والمجون والسفاهة  تسوقه الى مصيره المحتوم  ومأله الجحيم   وما دراه  ان الله  له ولامثاله بالمرصاد  ولهذه القلوب الخبيثة الماكرة  ويتصدى لهم  وبالا ونكالا ..
والله غالب على امره  ولكن اكثرهم لا يعلمون ...
والان     ننتظر موعود الله فيهم ....

תגובות

מומלצים