كَلِمَةُ وَداع

15.08.2021 מאת: البروفيسور لطفي منصور
كَلِمَةُ وَداع

 

خاطِرَةُ حُزْنٍ يَتَفَتَّقُ:

كَلِمَةُ وَداع:

 

وَداعًا يا أبا الطَّيِّبُ!!
 

لم يَدْرْ في خَلَدِي يَوْمًا أنْ أَمْتَشِقَ قَلَمِي لِأكْتُبَ كَلِمَةَ رِثاءٍ لِصَديقٍ حمِيمٍ، وَزَميلٍ نَبيلٍ وَأُسْتاذٍ أكّاديمِيٍّ جامِعِيٍّ مَرْمُوقٍ المرحوم بروفيسور محمود غَنايِم 
 

الَّذي يُشارُ إلَيْهِ بالبَنانْ، وَذِكْرُهُ الطَّيِّبُ عَلَى كُلِّ لِسان. مُعَلِّمٌ بَلْ أُسْتاذٌ جامِعِيٌّ لِلْعَرَبِيَّةِ وَالأَدَبِ الْعَرَبِيِّ الْحَدِيثِ، رَئيسُ مَجْمَعِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ في النّاصِرَةِ، ورَئيسُ كُلِّيَّةِ التَّرْبِيَةِ في سَخنين، ألَّفَ كُتُبًا وَدِراساتٍ أساسِيّةً في الأَدَبِ العَرَبِيِّ، تُدَرَّسُ في كَثيرٍ من جامِعاتِ العالَم.
 

وَبَحثَ وكَتَبَ أبْحاثًا باللُّغاتِ الثَّلاثِ نُشِرَتْ في كبارِ المِجَلّاتِ العالميَّة التي تَهْتَمُّ بالدِّراساتِ الشَّرْقِيَّةِ.
حَثَثْتَ الْخُطا يا أبا الطَّيِّبِ  إِلَى بارِئِكَ الرَّفيقِ الأعْلَى: فَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ.

 

 

أَلا قاتَلَ اللَّهُ الْمَنايا وَرَمْيَها مِنَ الْقَوْمِ حَبّاتِ الْقُلوبِ عَلَى عَمْدِ بِرَحيلِكَ يا أبا الطَّيِّبِ تَرَكْتَ ثَغْرَةً واسِعَةً في صَرْحِنا الأدَبِيِّ الْعَرَبِيِّ فَمَنْ يَسُدُّها يا أبا الطَّيِّبْ؟
 

لَقَدِ اتَّسَعَ الْخَرْقُ عَلَى الرّاقِعِ. فَهَذِهِ مَشيئَةُ اللَّهِ اختارَكَ لِتَكونَ مِنَ الْمُقَرَّبينَ.
 

 

إنَّ ما يُواسينا هُوَ ما تَرَكْتَهُ لِلْأجْيالِ الشّابَةِ مِنْ تُراثٍ زاهِرٍ. فَعِلْمُكَ راسِخٌ في أدْمِغَةِ الْآلافِ المُؤَلَّفَةِ مِنَ الطُّلّابِ والطّالِباتِ مِنَ الَّذينَ دَرَسُوا عَلَى يَدَيْكَ، وَبُهِروا بِقُدُراتِكَ، وَأحَبُّوا الْعَرَبِيَّةَ بِفَضْلِكَ.
 

إنَّ تُراثَكَ الْعِلْمِيَّ والأدَبِيَّ الْمُتَمَثِّلُ بِما كَتَبْتَ، وَأَلَّفْتَ، وحاضَرْتَ، خالِدٌ باقٍ لا يَنْضَبُ، وَالإنسانُ يَخْلُدُ بِمَآثِرِهِ وِذِكْرِهِ كما يَقولُ أبو الطَّيِّبِ يا أبا الطَّيِّبِ:

 

ذِكْرُ الْفَتَى عُمْرُهُ الثّاني وَحاجَتُهُ ما قاتَهُ وَفُضُولُ الْعَيْشِ أشْغالُ رَحِمَكَ اللَّهُ أَيُّها الصَّديقُ الْبارُّ، يا مَفْخَرَةَ أَدَبِنا وَعِلْمِنا، أَيُّها الْمَثَلُ في الإنسانِيَّةِ، والتَّضْحِيَةِ والإيثارِ، فَلَقَدْ نَثَرْتَ عَقْلَكَ وَفِكْرَكَ وَعَواطِفَكَ وَعِلْمَكَ وَمَعينَكَ أمامَ طُلّابِكَ لِيَنْهَلُوا ما شاؤوا، فَلَمْ تَبْخَلُ عليهم بالرُّوحِ، وَبَقِيَ قَلُمُكَ يَسيلُ مِدادُهُ حَتَّى أَسْلَمْتَ الرُوحَ المقدَّسَةَ إلى بارِئِها.
 

اللَّهًمَّ أنْزِلْ سَحائِِبَ رَحْمَِتِكَ، وَسِجالَ غُفْرانِكَ وَرِضْوانِكَ عَلَى الْوَجْهِ الْمُكَلَّلِ بالْجَلالِ.

 

إلَى جِنانِ الْخُلْدِ والنَّعيمِ يا أبا الطَّيِّبِ في منزلَةِ الصِّدِّيقينَ والشُّهَداءِ والصّالحينَ وَحَسْنَ أولئِكَ رَفيقا.
 

 

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים