كنتِ نرفانا
أنتِ حيفا كنتِ يوماً ملعبي
كبرياءً للعشيقِ المُعْجَبِ
خضرةً تجلو بزوغاً مشرقاً
زرقةً تمتصُّ زحفَ المَغربِ
كرملاً يزهو بوجهٍ باسمٍ
قد تسامى راهباً لم يُرهبِ
مطمئناً لِإمامٍ وادعٍ
كم قضى بالعدلِ لا بالمنصبِ
مجمعَ الأديانِ سلماً يرتضي
يحضنُ الأعيادَ أبهى موكبِ
سفحُكِ الخلّابُ جناتُ الحمى
قلعةُ القسّامِ دحرُ الاجنبي
وقفةُ المشتاقِ يرنو من علٍ
يرصفُ الشطآنَ فُلكَ المركبِ
يرقبُ الآفاقَ لبناناً سما
نغمةً يشدو بصوتٍ مُطربِ
يا عروساً في فؤادٍ مرهفٍ
تتباهى بجمالِ الكوكبِ
بالمغاني ظلِّ أيكٍ وارفٍ
وجبةٍ طابت بعذبِ المشرَبِ
برواقٍ بالمعاني حافلاً
سجّلَ الإبداعَ ذهنَ المُنجبِ
فيكِ حيفا هامَ قلبي والهاً
بفتاةٍ عشقَها لم تحجُبِ
أثمَلَتْني كبَّلتني مُغرماً
أوقعتني باندفاعٍ مُلهبِ
كنتِ نرفانا وَوَهْجاً غامراً
متعةً للروحِ ومضَ الأشهبِ
فجأةً هبّتْ تباريحُ النّوى
ضلّلتني في دروبِ الغيهبِ
في رياحِ العصفِ إفراغاً نوَتْ
توقعُ الصرعى بليلِ المندَبِ
شرّدتني يمنةً أو يسرةً
شطرَ بؤسٍ في صقيعٍ مرعِبِ
رحتُ أشكو غربتي في خيمتي
كم أعاني من شحيحِ المكسبِ
تاهَ ليلي ضِغْثَ حُلمٍ مزعجٍ
ونهاري كدُّ عيشٍ مُجدبِ
حبُّ حيفا كانَ وجداً أوّلاً
مُشرئباً فوقَ صَلْبِ المنكِبِ
جئتُ لبنانَ أُناغي كرملاً
أعشقُ الذكرى بِسيري المُتعبِ
خلفَ حدٍّ مانعٍ يُخفي الهوى
أنظرُ المعشوقَ عزَّ المطلبِ
يعتريني الشوقُ إحساساً جرى
بحضوري من فيافي اليعربِ
لم أزل أشتاقُ ظبياً ناعماً
غاب عني في دجى المستعربِ
سالباً مني هياماً دافئاً
غيرَ أنّي مُمسكٌ بالمخلبِ
يا عروساً في شغافي لوحة
كنتِ أقنوماً لرسم المذهبِ
لن تكوني حُبَّ ظرفِ طارئٍ
حُبَّ صيفٍ عابرٍ مُحدودبِ
أنتِ طُهرٌ في فؤادٍ نابضٍ
حُبُّكِ الميناءُ عودُ المُجتبي
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108
