لا تدفنوني بالعراء

06.10.2018 מאת: يونس بيسال كزبلانكا
لا تدفنوني بالعراء

 كسّرت عفاف حاجز الصمت والخوف، وصرخت في وجهه، الآن كن أو لا تكن، في فراغك الذي مددتُ فيه يديّ الحالمتين، فلم تمسك إلا خوائك الناعم، مدَدتُها في ظلام أحلامــــــــك التائهة بين تجاعيد بدأت تأخذ مكانها على جبينك الجبان.

أخذ زوجها مكــــــــانا أمامها مشدوها لكلماتها، يريد أن يتأكد أنها هي من يتحدث إليه هكذا، لكنه وكغير عـــــادته ارتجف وتساقطت ذكرياته متناثرة هنا وهناك، في مستقبله الغامض، و رمــــى بنظرة عميقة بين قسمـــــــات محياها، لكن محياها البــــاسم استبسل اليوم ولم يعد ينتظر ذاك النصر الزائف الذي داسته أرجــــــــــل زمنه الغابر الجائر، زمن ضاعت فيه ابتسامتها منذ القدم، وحاول أن يدس أنامله تحت خصلات شعرها الدافئة كالعــــادة،  لتنمو شيئا فشيئا كالنيلوفر في مستنقع حسنها الذي جففه بتسلطه وجوره، لكنها لم تتركه يحـــــــرك في رقعتها بيدقا، ومزقت قصيدته الغزلية ولم تعد تصدقها.

 خيم الصمت على أرجـــاء الأمكنة التي تواجد فيها، وانتابه الإحساس بأن لا يكون، وكــان مضطرا لأن يغير مكانه باستمرار عله يجدها في مكــــــــــــان ما، لكنها ظهرت في الخلف وربتت على كتفيه، وخاطبته بصوت ملائــــكي، لا لن أكون خلف الضياع والانصياع لودك المستبد الهالك لا محالة بين الجمود والركود، سأبعثر أمنياتي وسأصنع أخرى بعيدا عنك، وسأمد يدي حتى أجد شيئا غير خوائك.

أحس الزوج بــــــــــأن قانون اللعبة لن يحميه، وهو المهزوز المهزوم المحبط المقتنع بالعدم الجاثــــــــــم كالصـنم، يتشقق وتتدفق منه ميميته الجاهلية.

 فكيف لــــــــــــه أن يراهن بآخر الأوراق في لعبة لا يعرف قانونها،  كرَ وفرَ ونط من علٍ فسقط عميقا فـــــــي بحره الميت، حينها أدرك أن قريحته غرقت وغاصت إلى الأعمــــاق، ومنعت من الصرف إلـــــــى الأبد.

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים