لماذا التك تك:

06.10.2020 מאת: عبد الكريم احمد الزيدي
لماذا التك تك:

من منا لم ينفر من هذه الوسيلة المهجنة بين العربة والدراجة النارية المعروفة في شوارعنا ، والتبس علينا وهي تجوب بين ازقة العاصمة وأسواقها الشعبية ان مثلها عنوان التخلف وظاهرة للفوضى ونتيجة لها وسط البيئة التي ولدت فيها.

اقول ما اقول قبل ان أراها اول أيام انتفاضة الشعب العفوية وسط ساحة التحرير، عنوان الحرية والنصر والمجد وسط بغداد عاصمة الحضارة والتاريخ، ولم تكن هذه التك تك آلية للنقل كما جاء في صناعتها واستخداماتها في باقي البلدان.

لقد نزلت التك تك مع اول نزول المنتفضين إلى ساحة تحرير بغدادنا وغلب سمة وصفها إلى اكبر من وجودها، فكانت صورة حية مكملة للانتفاضة وصورة ناطقة لهذا الحدث، حتى صار ذكرها ملازماً وموافقاً للوحة الفسيفساء في جموع المنتفضين.

وان اللافت للنظر ان اصحاب التك تك هذه لا يملكون من قوتهم حتى ثمن وقودها ، فهم بالأصل من عامة الشعب الفقير المعدم الذي يكاد بتشغيلها ان يقضي يومه بأبسط متطلبات المعيشة والحياة هذا إذا كان اصلا قد اوفى بدفع ثمنها .

لقد استغنى أصحابها من ما كانت تدر عليهم لقوت يومهم ومصاريف إعالة عوائلهم وليضربوا بهذا الفعل أسمى معاني التضحية والوطنية والفداء ، وهم ينقلون بها الجرحى والشهداء إلى المستشفيات او لتواصل المعونة والغذاء وإسعاف كبار السن والمرضى.

تحية إعجاب وتقدير وامتنان موصول لهذه الوطنية وعنوانها والتي نجحت بامتياز بفك شيفرة الطبقة السياسية الحاكمة ومن أتى بها لسدة الحكم ومن وراءهم ، فذابت كل وصوف التفرقة والتطرف والعرق والمذهب ، لترتقي إلى الولاء والوطنية والاخاء .
حتى صارت واجهة يتغنى بها المواطن ويفتخر بفعلها وموصوفها..وربما صارت عنوانًا لثورة التك تك.

عاشت بغداد حرة أبية وعاش العراق مجدًا وحضارة وعنواناً .

 

عبد الكريم احمد الزيدي العراق/ بغداد

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

תגובות

מומלצים