مِنْ شِعِرِ أَلْفِ لِيْلَةٍ وَلَيْلَة

27.06.2020 מאת: البروفيسور لطفي منصور الطيرة
مِنْ شِعِرِ أَلْفِ لِيْلَةٍ وَلَيْلَة

 

مُقَدِّمَةٌ قَصيرةٌ للتَّعرِيف بِالكتاب:

كتابُ أَلْفُ لَيْلَة مَفْخَرَةُ الأَدَبِ الْعَرَبِيِّ، لَمْ يُؤَلذَفْ مِثْلُهُ كِتابٌ في الدُّنْيا، يُمْكِنُ أنْ يكونَ أَصْلُهُ غَيْرَ عَرَبِيٍّ، أِمَّا فارِسِيٌّ أو هِنْدِيٌّ. فاسْمُهُ بالفارسِيَّةِ "هَزار أُفْسانَة"، فَهزار أَلْفٌ بِالْفارِسِيَّةِ، وَأُفْسانَة حِكايةٌ باللُّغَةِ نفسِها (القاموس الذّهَبي، فارسيٌّ-عَرَبِيٌّ، بيروت، دار العلم للملايين،1969م). غيرَ أَنَّ الأُصول الفارسيَّةَ غَيْرُ موجودَةٍ، وَلْمْ يَبْقَ غَيْرُ النَّصِ العَرَبِيِّ، ولا نعلمُ مَنْ تَرْجَمَ هذا إلَى العربيَّة، ولا تبدو آثارُ التَّرْجَمَةِ فِي أُسلوبِ الكِتابِ غَيُرُ أسماءِ قِسْمٍ مِنَ الأعلام. ويَعْرِفُ مُؤَرذِخو الأَدَب الفارسي أَنَّ أصْلَ الكتابِ مِأئَةُ حِكايَةٍ، وأَنَّ الأُدَباءَ العرَبَ هم الّذينَ أَوصَلوه إلَى تَمامِهِ.

أَصْلُ الكِتابِ أَرْبَعَةُ مُجَلَّداتٍ في الطَّبَعاتِ الأُولَى. المُجَلَّدانِ الأَوَّلُ والثَّاني لُغَتُهُما جَزْلَةٌ وَأُسلولُهما عَذْبٌ وَجَميل، قَلَّتْ فيهِما الأَلْفاظُ السُّوقيَّةُ. أمَّا الْمُجَلَّدانِ الثّالِثُ والرَّابِعُ فَأُسْلوبُهُما رَكيكُ العِبارَةِ حُوشِيُّ الأَلْفاظِ، تكثُرُ فِيهِ الدّارِجَةُ والكلِماتُ التي يمنعُ الحياءُ من ذِكْرِها.

طُبِعَ كِتابُ أَلْفُ لَيْلَةٍ وَلَيْلَةٍ عِدَّةَ طَبَعاتٍ، إُصْلِحَ ما فيهِ من عَطَبٍ لُغَوِيٍّ وَشِعْرِيٍّ

مَعَ الْمُحافَظَةِ عَلى الْجَوْهَرِ، وأَصْبَحَ مِنْ أَهَمِّ كُتُبِ الأَدَبِ العَرَبِيِّ، وَتُرْجِمَ إلَى أَكْثَرَ مِنْ خَمْسينَ َلُغَةً أَجْنَبِيَّةً.

أَوَدُّ هُنا أَنْ أُشِيرَ إلى طَبْعَةٍ جَيِّدَةٍ هي طَبْعَةُ (دار صادر بيروت 1999) في سِتَّةِ مُجَلَّدات، دَرَّسْتُ مِنْها نُصوصًا لِمُعَلِّماتِ الرَّوْضَةِ، بعدَ مُلاءَمَةِ القِصَصِ لجيلِ الطُّفولَةِ المُبْكِرَة.

وَقامَ قاسم مخلف الكردي بِإعْدادِ الدِّيوانِ الشِّعْرِي لكتاب أَلفِ لَيْلَةٍ وَلَيْلَة، وصَدَرَ عن دار الجيل، بيروت 2002م، فأَبْدَعَ إبداعًا نُثَمِّنُهُ عالِيًا. والدِّراسات عن أَلْفِ لَيْلَةٍ وَلَيْلة كثيرة ويصْعًبُ حَصْرُها، لَكِنِّي أُشيرُ إلَى دراسةِ المُصْطَفَى بويفن بعُنْوانِ "بُنْيَةُ الْمُتَخَيَّلِ في نَصِّ أَلْفِ لَيْلَة وليلة"، دار الحِوار، سورية 2005 تستَحِقُّ القراءَةَ.

اخْتَرْتُ قِطْعَتَيْنِ مِنْ شِعْرِ أَلْفِ لَيْلَةِ وَلَيْلَة، موضوعُها العاشِقُ الذي لا يزورُهُ الكَرَى. من الّطَّويل (اللّيِلَةُ 274)

شَكَوْنا إلَى أَحْبابِنَا طُولَ لَيْلِنا
           فَقَالُوا لَنا ما أَقْصَرَ اللَّيْلَ عِنْدَنا
وَذاكَ لِأَنَّ اللذَيْلَ يَغْشَى عُيونَهُمْ 
         سَرِيعًا وَلا يَغْشَى لَنا النَّوْمُ أعْيُنَا  
إذا ما دَنا اللَّيْلُ الْمُضِرُّ بِذِي الْهَوَى
         جَزَعْنا وَهُمْ يَسْتَبْشِرونَ إذا دَنا
فَلَوْ أَنَّهُمْ كانوا يُلاقُونَ مِثْلَ ما
      نَلاقِي لَكانُوا في الْمَضاجِعِ مِثْلَنا   
القِطْعَةُ الثّانيةُ: مِنَ الكامِل، ا(اللَّيْلَة 372)
يا مَنْ تَوَلَّعَ قَلْبُهُ بِجَمالِنَا
      اِصْبِرْ لَعَلَّكَ في الْهَوَى تَحْظَى بِنا
لَمَّا عَلِمْنَا أَنَّ حُبُّكَ صادِقٌ 
       وَأَصابَ قَلْبَكَ ما أَصابَ فُؤادَنا
زِدْناكَ فَوْقَ الْوَصْلِ وَصْلًا مِثْلَهُ
          لَكِنَّ مَنْعَ الْوِصْلِ مِنْ حُجَّابِنا
لَمَّا يَجِنُّ اللَّيْلُ مِنْ فَرْطِ الْهَوَى
            تَتَوَقَّدُ النِّيرانُ في أَحْشائِنَا
وَجَفَتْ مَضاجِعُنا الْمَنامَ وَرُبَّمَا
         قَدْ بَرَّحَ التَّبْريحُ في أَجْسامِنا
(جُنَّ اللَّيْلُ: أَظْلَمَ. بَرَّحَ التَّبْريحُ: أَثَّرَتْ شَدائِدُ الْحُبِّ)
الْفَرْضُ في شَرْعِ الْهَوَى كَتْمُ الْهَوَى
      لا تَرْفَعُوا الْمَسْبولَ مِنْ أَسْتارِنا 
(المسبول من أستارِنا كِنايَةٌ عنِ إخفاء السِّرِّ)
وَقَدِ انْحَشَى مِنِّي الْحَشَا بِهَوَى الرِّشا
        يا لَيْتَهُ ما غابَ عَنْ أَوْطانِنا

لَعَمْرِي ذلكَ الدِّيباجُ الْخُسْرُوانِيُّ، وَخُيوطُ الذّهَبِ الِإبريزِيُّ، وَعِقْدُ الْجَوْهَرِ الماسِيُّ.

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

תגובות

מומלצים