وجه ...ونور ... ومسحة حزن

31.05.2021 מאת: املة القضماني
وجه ...ونور ... ومسحة حزن

 

وجه ...ونور ... ومسحة حزن 
رأيتها من بعيد،امرأه جذابه،جميلة الوجه، فيها إعتداد وشموخ،في محياها إشراقة نور،في جبينها رفعة وسمو، إحببتها، إنجذبت نحوها،قررت أن القاها وأتحدث اليها،كانت في إحدى الندوات، إستعذبت رقة صوتها الحنون الواثق، الدافيء الشجاع، <<لكن مسحة حزن تغلف وجهها >> إقتربت من المشرفه، وسالتها :من تكون تلك المرأه؟؟ أين تقيم؟؟ عرفتّها قائله إمرأه طموحه تعيش في مجتمع أعوج مزدوج الاحكام 
، ملتوي المنطق، يتميز بازدواجية كبيرة بتفكيره، إستطردت المشرفه قولها : هي من المدافعين عن حق المرأه، قلت لها مقاطعة: لكن الرجل يشيد ا بقوة المرأه وشجاعتها،ويحترمها..
هزت المشرفة رأسها وقالت: صحيح يا إبنتي لكنه يرفض أن تمارس زوجته هذه القوه، (ويزداد خوفه من المرأه القويه المثقفه، ويخشى أن تفقده مركزه السلطوي، والقمعي، وتحرمه احادية القرار ، في عائلته وبين اسرته) أحببت هذه المرأه أكثر، وعرفت ا
أنها تعيش مع زوج تقليدي، يتهمها بالتمرد والعصيان اذا رفضت شكلا من اشكال القمع الذي يمارس بحقها، اذا طالبت بحق من حقوقها، وللعاصيه المتمرده عقاب لا تحسد عليه، 
عرفت قوتها، وعنفوانها، واضطرابها ، عرفت لماذا يكتسي وجهها الوضاء تلك المسحة من الحزن ، عرفت لماذا تبدو روحها الشفافه، منكسره،حائره، ولماذا تغلفها بهذه القوة، محاولة بها إخفاء النار المشتعله في حنايا روحها ، عرفت سر ذاك اللمعان في العيون ، إنه لمعان المعرفة، ونور الحق المشتعله في الاعماق، وعرفت سرَّ الألم المرتسم على وجهها الملائكي، إنه صعوبة العيش بمجتمع منافق، يطلب منها أي( المرأه) ان تمتص غباء، وعدوانية مجتمع ذكوري، يقمعها، ويمارس كل اساليب العنف ضدها ، لاخطاء إرتكبها هو بحقها، أن تمتص غطرسته، ونفاقه، وتملقه، أن تمتص كذبه بالتباهي بثقافته المزيفه، من أجل أن يقال عنهاالمراه العاقله الصابره.
أحببت هذه المرأه أكثر وتابعت ندواتها وإستمعت لها تقول :
إلى متى؟؟ ألى متى ستبقى مجتمعاتنا تسير نحو التخلف ، والتمزق ، والانحطاط، إلى متى سيبقى الرجل يتغنى بالديموقراطيه ، وحرية المرأه، والتطور،{ويبقى مجرد كلام) إلى متى سيبقي نصفه الاخر يعيش في دوامة الكبت ، والحرمان، ويبقيها يوما بعد يوم في مستنقع الشقاء ، والخنوع، وقلة الحيله، خافتة الصوت، مطعونه بانسانيتها،
لتجترح الاه بعد الاه تعزفها على قيثارة الوجع،وشظايا الروح..إلى متى تبقى نادبه مجتمعا يلفه الجهل، والظلام، والأعوجاج...
متى ؟؟ متى يتعقل الرجل ويغير مفهوم أفضلية الرجل على المرأه، متى يتخلى الرجل عن كل المظاهر الكذابه، باعلان مساوات المرأه به، وإحترام حقوقها..
،بينما لا يزال في الحقيقه يمارس عليها سيطره مفرطه ، ولا زال تعجبه عبارة المرأه( المستوره)القابعه في المنزل..
ومتى تتحرر المرأه من خوفها، وترددها، باتخاذ القرارات الحاسمه ، من أجل انعتاقها، وحريتها ، التي بالنهايه هي حرية المجتمع ككل وسيره بالطريق الصحيح
لا تهزوا رؤوسكم مبتسمين قائلين{ انك تخيطين بإبرة قديمة، لم تعد هذه المشكلة قائمة،لقد حصلت المراة على حقوقها وخرجت للعمل ، وأصبحت وزيرة ومسؤولة الى آخره}
اولا اذا قسنا الأمر بالقياس النسبي نرى أنهم قلائل وقلائل جدا من وصلو لهذه المناصب، بالنسبة لعدد السكان..
حتى هؤلاء لم ينصفهم قانون الاحوال الشخصية، ولا زالوا يخضعون لسلطة الرجل ورغبته، حتى في الحريات الشخصية/ الرجل يحاسب زوجته، وإبنته، وأخته بما يسمح لنفسه به،
واذا دخلنا في هذا الموضوع سنكتب قصصاً كثيرة، ونأتي بأمثلة أكثر...
ايضا نص قديم لكن لا زال جديدا في كثير من البلدان


 

 

مال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים