وهناكَ.. عندَ النبعةِ الخضراء،

02.12.2020 מאת: بيان غضبان دالية الكرمل
وهناكَ.. عندَ النبعةِ الخضراء،

 

ذو النون .. او النبي يونس ..الصوفي السائح في ارض الله ،ارسله الله ليهدي قومه الى الله فأبوا فتركهم ، قبل ان يؤذن له ان يتركهم وخرج غاضباً .اما قومه فعادوا الى صوابهم واستغفروا ربهم فتاب عليهم بعد ان كان سينتقم منهم بعد ثلاث. ذا النون يصل الى مركب سينطلق من الميناء وفيه تجارٌ وبحاره، يضطرب البحر وتتلاطم الامواج فيقرروا ان يلقوا بحمولتهم في البحر لتخفيف الحموله حتى لايغرق المركب وفي النهايه يجروا قرعة ليلقوا من الركاب حتى يخف الوزن فتقع القرعة على يونس مرتان ف. ..القوه فابتلعه الحوت ..

مسرحيه شعريّة 
 

وهناكَ.. عندَ النبعةِ الخضراء،
في اشراقةٍ قمرَّيةَ الاشعاعِ 
كالقمرِ المنير.
كانَ ذا النون يُناجي الربّ، يجلسَ فوقَ احلام الصخور
..روضٌ بديعٌ ارتعتْ فيهِ الزهور،
وتهامستْ بعطورهِ لغةُ الطيور
وتأوهتْ قسماتُ وجه البدر ،
فوقَ افاق الهدى على مخافرهِ تدور
وتنهدتْ حورّيةٌ كالحلمِ في شجنٍ كئيب، 
ذابلةَ المعالمِ والشعور
حوريّةٌ في جنانِ الخلدِ كانت تنتظر
معشوقها ذا النون..يسبحُ ،
في سجلاتِ الدهور
في كفَّها نهرُ الحياة، يسيرُ ،
في قلقٍ مرير
ذا النون اصبحَ بين عينيها قتيلاً
يبكي.. يعنُّ ،كالنغمِ المصفَّد في القبور
( تاجر مؤمن في المركب) يقول:
ماذا جرى، ماذا جرى؟ 
يُريدوا ان يلقوا النبي..
فوقَ موجٍ مستطير
والموجُ يصرخُ في هتاف..
لجَّ في ندمٍ غزير
خافوا الهكمُ في روحٍ احتضرتْ
كالماء تغلي مثل ماءٍ في القدور 
وخطيئةٌ تلدُ الحياةَ ..ومهدها،
بلد الدثور...
وصَدى الخطيئة نائحاً .. 
وبدمعه يلغو السرور.
( ذا النون يؤلمه هذا الوضع يململ لنفسه بكلماتٍ صوفيّة) :
انّى يكون وليس ذاكَ بكائنٍ في كائنٍ
حتّى يمور
افي الحقّ هذا يا الهي مولعٌ،،
 وانَّ روحي نحوكَ تبغي العبور ؟
ليتني ياربّ متُّ فاسترحتُ ،وانتظرتُ
حتّى تأذن بالنشور
لقد كان في قومي معابدُ جمّةٌ
يُشرح بها عني مثاقيل الدهور 
( احد الركاب يقاطعه):
ماضرّهُ والله يحمي ستره؟
( راكب اخر):
والله يغفر ذنبه؟!
( راكب اهوج يصرخ):
القِ بنفسكَ ياذا النون .. انقذنا
باللات ادعوك وبالعزة وياعوق
والتي جمعتْ ارواحنا ،ذا النون 
من عهدِ الزبور..
(يونس ينظر الى السماءِ ويهمس):
انا بضراعةٍ بلهاء اصرخُ كالنفير
هذا جنون ، تلك خطيئه مهدها خلف الدهور .
( رجلٌ صالح في المركب يهمس):
ذا النون يشهق نائحاً .. وبدمعه،
يلغو المصير 
لكنها الاحكام.. دَّوَخها المسير
وغمامةٍ بلهاء.. في قلبٍ كسير
اناً تسيرُ..وانةً تبكي المصير..
الريحُ قد مَزعَ شراع المركب المجنون
في عتم البحور
والافق مغبونٌ كسير
شحنته احلام العصور
ومسابح الحيتان وهي على زعانفها
تدور
تريدُ هذا المؤمن المسكين " يونس"
ان يغور
( بحار في المركب ينادي):
ياقوم قد ابصرتُ حوتاً اتياً
( بحار اخر):
لاباركَ الله لنا في حوتِ قتالي
( بحارٌ سكران):
ابصرتُ حوتاً له عينٌ يقلبها
فكدتُ ان القيَ بولي بسروالي
( التجار والركاب يصيحون بالقبطان):
قالوا: لك الويل ياقبطان من رجلٍ
اتغرقنا ليبقى هذا النون مسرور
القِ به بالحال هيا القِ به
او..
 فليرمي نفسه بين الموجِ مستور
او حتى اشر بيدك . تراه تحت الماء مطمور..
( ذا النون يستمر بهمسه):
رباه!
ان كانَ لي ذنبٌ فاين مودتك
والشر لايدفعه الاك ياغالي
وحُرْمَتي اعظمُ يامولاي من جَهَلٍ
وذنبي يصغرُ اذا مالطفكم جالي
ولي حقوقٌ بلوحكَ انت تعلمها
لا يدركنها من جهال امثالي
وكلُّ امرءٍ له عمرٌ  يساكنه
واهلُ مايفعله من سوءٍ واعمالِ
امنتُ وفي رسلك وفي كتبك
لاسابقٌ يُخفى عليكَ ولاتالي
وقد تعجلتَ في قهري وفي تلفي
حسبي دموعي لقد حطمتَ امالي
( راكب اهوج يصيح بالحضور):
القوه في اليم هيا ماذا تنتظروا
اللحم منه فائده ، قد يغرق المركب 
اذا ابقوه حملاً زائداً..
( الشيخ الصالح ينظر الى ذا النون) :
القلبُ منه مؤمنٌ وقلوبهم صارت..
مشانق للضمير.. !
وتمائم الايمان. في ترداده،كتمائم المتبتلين..
كأنها رقصٌ على احجار محرقةٍ
كأنها هَزْج الغوايةِ في الصدور
مسكينةٌ تلك القلوب تئنُ في نبضات
جائعة الهدى
لزجاج كوب من شعير
لاتأكل الابلُ الجياعُ نباته
 او تستجير !
والنور قد فقد البصيرة والبصر
في حلكةِ الليلِ الممدد في الجذور
والطهر ... من شطحات وجدٍ تغتني
ومن نسمات زور..
ونقيقُ غاويةٍ وباغيةٍ وراغبةٍ 
محيَّرة على زندِ النفور
متردد اللفتات واللَّمحات.. اعمى يسيرُ 
الى الستور
ويلاهُ ياذا النون من عبقٍ تناسم بالشرور
طحنتك يايونس طواحين النبوة بالقشور
والرزق.. والعَوز المخَدَّر بالتقي..
وبالغرور
وجذبه جلاّب المنايا للنشور
( ذا النون يململ ):
الروحُ بعدك لم تعلق بذي حسنٍ
والقلبُ بعدك لم يأوى الى سكنِ
كأن نفسيَ يامولايَ غائبةٌ
حتى تراكَ تعودُ الروحُ في بدني
( الشيخ الصالح يهمس ودموعه تنهمر):
سبحان وهَّاب الضياء ، لمن يريد
بصيص نور
سحبوكَ من اكفان فيها رحمته
ولجّوا في الثبور
وتأرجحوا.. خبباً وتهتهةً ،ونهنهةً بين
طيات الصدور
وبقيتَ ياذا النون عالق في الفضاء 
لا للسماء، ولا التراب
يدفها ،نَسَبٌ يُشير
( الشيخ الصالح يلتفت الى الركاب ويستمر):
انظروا.. هل تَرونَ الاّ نبياً
ودموعاً تروي مشاتلاً لقصور
ان يمُتْ هذا الوليَ نمت به
فالله معه اين ما دار يدور
( قبطان المركب وكان يحب ذا النون):
سبحانه جلَّ علاه!!
فنوره غمرَ الدهور..
فقل لبغاة الكفر هل من موقنٍ
ان نجري فينا قرعة حالاً ونرضى بالمصير
( الكل يجتمع يلقوا حجر النرد وتقع القرعه ان يلقوا بذي النون في. اليم الهائج، لكن القبطان كان يحبه فابطل القرار قائلاً):
كم مجلسٍٍ لله جمّع يونسٌ
والى الهدى قد شار في يمناه
ولكم مصابيح لنا اطفأتها
اذا الاقدام  ضلت عن علاه
( يعودوا لرمي الحجر ، فتقع القرعه على ذا النون للمرة الثانيه، فيبكي القبطان ويفرح الركاب والتجار.يلتفوا حول ذا النون ليلقونه في اليم الهائج المائج . راكب ينادونه بالمجنون ذو لحيةٍ طويلةٍ شعثاء ، وفي حقيقته صوفيا متنكرا يهمس:
لم يبقى منك ياذا النون غير امل
فوقَ المياه ممهداً بوسادِ
فرحت بمصرعك الافات اجمعها
والحوتُ ينتظر من رحمة الهادي
ان الاسارى في المحيط تجمعوا
كيف عدتك سواعد العوّاد 
وغدا لمصرعك الالهُ فلم يجدْ
داءً لدائكَ حيلةَ المُرتاد
فذق الهوان ياذا النون في فرحٍ
فاللهُ ربُّ العرشِ بالمرصاد
( يسمعه ذا النون فيفطن الى انه ليس بمجنون وانه صوفي متخفي،فيقول):
يأتي القضاء مُعجلاً ومؤجَّلاً
واللهُ ربُّ الكون بالمرصاد
( المجنون):
سبحانه عزَّ وجلَّ !!
من نوره خلق الدهور ..
في الحبِّ قد خلق الضياء ..
في الاجنةِ .. في الصدور
في الطيف.. تلمحهُ السوادَ ظلالُه فوقَ
الغدير!
في السفحِ تلقاهُ نسيماً هائماً مثل البخور
في كلِّ نازف دمعةً ،في قلب مظلوم فقير
في كلِّ واهب روحه لكل مؤمن مستجير
في كلَّ نفسٍ حركت رحمه على طفلٍ ضرير
في كلِّ خطوه قد مضت تجتاز اقبية الاثير
ما بال شمسم ياذا النون قد غربت
وانت في قيدٍ اسير؟!
(( يلتم حوله جميع من بالمركب ويلقونه في اليم الهائج فيتلقفه الحوت ويغوص به ، حتّى سمع الحجاره تسبح لله سبحانه)فقال :
الله ياشمس الزمان
الله يابدر المنير
وحدا السَّديم، وكشفت هجرك يامولاي لي
وانا اشقُ في ظلامِ الليل اسرار الاثير
وانا الفقير لرحمتك
امضي ببطن الحوت قد هُتكتْ قواي
فَجُدْ لي بلطفك رحمةً ياخالقي
فأنت مولانا القدير
ويزيحُ ربُّ العرش ستر العقل عن ظلمٍ كبير !
فيصير بطن الحوتَ نوراً للسراةِ
حقيقة ً، وفضاءنور
وهوى الدجى !!!
وتمزقت حجب النفاق على الحضور
فالله يرحم كلَّ من شهد له
ومال عن قبح الستور!
{ قال الله تعالى : وذا النّون ان ذهبَ مغاضباً، فظنَّ ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات،: ان لا اله الا انت سبحانكَ اني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمَّ وكذلك ننجي المؤمنين)
تمت

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים