الصَّمْتُ في حَرَمِ الغبَاءِ ذكاءُ

01.04.2022 מאת: الدكتور حاتم جوعيه المغار
الصَّمْتُ في حَرَمِ الغبَاءِ ذكاءُ

 

لقد أعجبتني هذه الجملة المنشورة على صفحة أحد الاصدقاء في الفيسبوك : " الصَّمتُ في حرمِ الغباءِ ذكاءُ " ، وهي مأخوذة بتصرف من البيت الشعري المشهور للشاعر الكبير نزار قباني ، وهو :

 

 وإذا وقفتُ أمامَ حُسنكِ صامتًا   فالصَّمتُ في حرَمِ الجمالِ جمالُ 
فنظمتُ أنا هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا ومعارضة لها :

 

إنَّ الذي فيهِ النُّهَى وَذكاءُ في صَمْتِهِ بين الحمير ِ دَهَاءُ
وَإذا وَقفتُ أمامَ تيْس ٍ صامتًا فالصَّمتُ في حرَم ِ الغباءِ ذكاءُ

 

كم جاهلٍ في عصرنا مُتَفلسِفٌ والشّعبُ صارَ يقُودُهُ البلهاءُ
كم من حكيم ٍ في الهَوانِ مُنكّسٌ  وَيذمُّهُ السُّخفاءُ   والجبناءُ
كلُّ المسالكِ  أغلقتْ   في  وجهِهِ آمالهُ   غابتْ   وَخابَ    نِداءُ
إنَّ الفسادَ إذا تجمّعُ شملهُ سيحلُّ ليلٌ دامسٌ ووَباءُ

 

وَسيرتعُ  الأوباشُ في وَحْلِ  الخنا  والشّرُّ يطغى .. يختفي   الشّرفاءُ
إنَّ الكريمَ لا يبيتُ على الأذى والموتُ شهدٌ عندهُ ورَجاءُ
أضحَتْ نوادي الخزيِ وَكرًا للأذى يرتادُهَا    الأوغادُ    واللقطاءُ
مأجورةٌ   وَعميلة ٌ.. من   نهجِهَا يفرنقعُ      الأفذاذ ُ   والعظماءُ

 

هذي النوادي إنّها لمنابرٌ للإمَّعاتِ يؤُمُّهَا العملاءُ
وعلى الأشاوسِ عتّمُوا يا يوحَهُمْ وَعلى الأراذلِ رُكّزتْ أضواءُ

 

قد أكرَمُوا كلَّ الحميرِ بخِسَّةٍ للمُبدعِينَ تجاهلٌ وَخفاءُ
وَمُكرَّمٌ  تحتَ  الحضيضِ مُعفّرٌ كم  يُكرمُ   الحمقى هنا الجبناءُ
وَهبنّقهْ ( سحبان وائل ) قد غدَا وهُوَ ابنُ سينا بلسمٌ  وشفاءُ

 

الإمّعاتُ اليوم أسيادُ الوَرى والمُفسدونَ النّخبةُ الخطباءُ
كلُّ العضاريطِ انتشَوْا بوظائف وَمصيرُهُمْ نارُ   اللظى  وَبلاءُ
نالَ الوظائفَ أحمقٌ أو آبقٌ مَسْخٌ عميلٌ خائنٌ حرباءُ

 

هذا زمانٌ للأراذلِ قد غدَا والحُرُّ تُوصَدُ دونهُ  الأرجَاءُ
لكعُ بنُ لكعٍ قد غدَا مُترَئّسًا الحقُّ يُوأدُ والحياةُ شقاءُ
يومُ التّنادي قد دَنا فاستبشرُوا يا   أيُّهَا الفقراءُ  والتّعسَاءُ
أنا شاعرُ الشّرفاءِ   كلّ  مُكافح ٍ خاضَ   النّضالَ   جبينُهُ  العلياءُ

 

أنا شاعرُ الشّعراءِ دُونَ  مُنازع ٍ الكلُّ    يشهدُ     إنّني  العنقاءُ
عند الأراذلِ  لم  أكرَّمْ  إنّني       لضميرِ  شعبي   الفارسُ الوَضّاءُ
خُضتُ الحُتوفَ مُكافحًا وَمُناضلا وَلأجلِ    شعبي  همَّةٌ   وَفداءُ

 

أنا  طائرُ  الفينيقُ أجتاحُ الرَّدَى بينَ     الرَّمادِ   سَتشمُخُ    الحَوْبَاءُ
الموتُ يهربُ صاغرًا وَمُنكّسًا من  بعدِ   موتي   تُبعثُ  الأشلاءُ
أنا  أوّلُ الشهداءِ آخرُ مَن قضى  طولَ   الزَّمانِ    تألّقٌ   وَرُوَاءُ


1 يوم التنادي : يوم القيامة والحساب .
2 الحَوباء : الروح أو النفس

 

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

תגובות

מומלצים