صهيل النهر العاشق

27.05.2022 מאת: محمد الزهراوي أبو نوفل
صهيل النهر العاشق


صهيل النهر العاشق
          (إلى زهْرة الْمَدائن)

 

            قراءة بقلم ..
   غازي أحمد أبو طبيح
      الموسوي / العراق

     

وحْدَهُ يَعْوي
بِها في
خَلاياهُ ويَخْفُقُ
في الرّيحِ.
أما أعْدَدْتُمْ
لَهُ مَأْوى ؟ !
لم يُسْنِدْهُ شَجرٌ
أوْ حَجرٌ قَطُّ..
فَوِسادَتُه أحْزانُها
وعَذاباتها في مَشاويرَ
يَمْشيها مِنْ
بَرْدٍ وغُبار..
دَعْكُمْ مِن هذا
الماجن الْكُلّيِّ
خَطْوُهُ المائِيّ يتَلاحَقُ..
ومْضُهُ الْهَمَجِي
يُسْرِع .
يَتَأَبّطُها كتُباً
ويُسْرِعُ..
مُهْتاجَ الرّغْبةِ.
تَلْويحُهُ أخْضَرُ
ويُرْبِكُني أيُّها
الأوْغادُ هذا
الحُلم الْعاشِقُ.
يمشي ويهتَزّ بِيَ
إليْها كَمُجامِعٍ.
أليْسَ ذاكَ هو..
دَرْدارَةَ الوادي؟
وهِيَ مِثْل ما
تقول عنها الْكاهِنةُ..
يشْرئِبُّ نَحْوَهُ
عنُقُها كَشِراعٍ.
وبِكِبْرياءٍ يَتَعَجّلُ
وُصولَهُ نَهْداها.
إنّـهـا تتعرّى
لَهُ بَيْضاءَ
مِنْ غَيْرِ سوء.
فَقولوا ..
بِم تُفكّرونَ ؟
لقَدْ راوَدَتْهُ طَويلا
تَحْلمُ مَعَهُ
بِفيَضانٍ بَرِّي
ولا حاجَةَ لكُمْ
أنْ تعْرِفوا
مَنْ هذا الْغائِبُ
إنّه عاشقها الكوني..
لوْلى حَظيَ
مَعَها مُؤْسِفٌ .
لَعَلّهُ يَصِلُ..
يُسْنِدُ انْكِساري !
حبيب لَغْوُهُ الأسْمَرُ.
و الْغَضبُ..
الغَضبُ وَجْهُهُ.
أسْمَعُ صَداهُ
فيكِ أيّتها الْجَلَبَةُ.
هوَ ذاكَ الْقادِمُ
يرْسِفُ في الليْلِ
كما إلى اللانِهائِي.
رِجْلُه في
البَحْرِ مَع الطّيْرِ.
ووَجْههُ ..
مَعَها في مَرايايَ.
فقَدْ طارَ صَوابُهُ
إلى نَحْرِها الْغافي
وشَعْرِها
الذي كاليَنابيعِ .
وها هِيَ..
أرْدافُها عُشْبٌ.
هاهِيَ تَتَزَيّنُ
لَهُ بِكُلّ حُرّيةٍ
إذْ في كُلِّ الْمَرافِئِ
يَقولونَ َقَدْ بُعِثَ..
تَخْفرُهُ الزّواجِلُ
والنّسورُ البحْرِيّةُ.
وأنا الذِّئْبُ..
كُلّما لاحَقْتُها في
القِفارِ ضَيّعَني وَشْمُها.
مِنْ مُجونٍ
نَظَراتهُ الْحَميمِيّةُ.
مِنَ الْماءِ
وَالْهَواءِ رَسَمْتهُ لَها
مِن مُخَيِّلَتي .
هذِه الْمَرْأةُ التي
هِيَ أوْسَعُ مَدىً..
مَنْ يُدْفِئُ
يَدَيْها البارِدَتيْنِ ؟
ومَنْ يَمْسَحُ عنْها
الأوْبِئَةَ وَيُعاقِرُها مَع
الفَلاسِفَةِ والشّعراء ؟ِ
ها هُوَ مَعَها وهِيَ
كُؤوسٌ مَوْضوعَةٌ
وشَفَتاها حفْنَةُ قُزَحٍ.
حَتّى لا يَعودَ عنْها
أحْرَقْتُ جُسورَ العبور.ِ
مِن مَهْمَهٍ هُوَ هذا
الْماءُ الْجاهِليُّ..
أيْ رَعْدٌ وبَرْقٌ !
وأجْمَل إذا مَشى
على جانِبِ النّهْرِ أوْ
إذا أغْوتْهُ في
سَفْحِ الْجَبَلِ.
اسْألوها من هو
كُلّ ما أعْرِف عنهُ
أنّهُ فَتاها العرًبيّ..
الْمَطَرُ الأوّلُ ينْزلُ
معَها إلى العَيْنِ ويُلامِسُ
نَقاءَ ثَوْبِها الْمُنْدَلِعِ.
لَيْسَ هُوَ آخِرُ
حبّ في جُيوشِ
رَغْبَتِها هذا 
القمَر النّهارِيّ.
أما قرَأْتُمْ أنّه في
أقاليمِ عُرْيِها وَأنّ 
شَهَواتِهِ الْحبْلى 
في خَنْدَقي ؟ !

محمد الزهراوي
       أبو نوفل

 

تحققات المعادل الموضوعي 
   في منجز الشاعر المغربي
   محمد الزهراوي أبو نوفل 
  بقلم غازي أحمد الموسوي
     

ما يحثني بل يحفزني على التفاعل مع النتاج  الشعري للزميل محمد هو إحساسي العميق بأنه يشكل منعطفا تاريخيا في قصيدة النثر العربيه..

 

ولو أعدنا النظر بدء من المجترح الراسخ (بودلير) مرورا بالعراقي حسين مردان لوجدنا نوعا من التمرحلات النوعية التي تصلح أن تكون محطات إنتقالية متعاقبة أو  متصاعدة أو  متقابله..

 

ان يتحول الحدث الشعري من مستواه (الدرامي الإنثيالي) المعتاد إلى محاولة جادة ومثابرة علي طول خط المنجز الشعري للأستاذ الزهراوي  واستقطاب الكلي أو الكوني بطريقة (بانارومية) من الخارج كله إلى الداخل كله بحيث يكون العالم برمته هو الشاعر البالغ الكثافة والحركية معا , بما يجعلنا في أعلى درجات الإستجابة لهذا الحضور الحي محاصرين بقدرة شاعرنا الفذ على التحويل الباهر بحيث نهجر هجرا كاملا متابعة الحدث الكوني خارج النص أو لنقل خارج الشاعر ذاته , بل نتابعه في داخله بمثل ما يريد هو كخالق عبقري للنص..بل ربما لانعدو الحق إذا قلنا إن هناك تجربة إبداعية فذة في محاولة لإعادة خلق الجمال الكوني من خلال مقترح جمالي تعبيري واضح الإبهار...
هذا التوجه الذي يمكن أن يتهمه البعض ب( البرناسية) تنبه إليه الشاعر الكبير بذكاء عميق الإخلاص لنوعين من الانتماء اللذين يبلغان مستوى المقدس عنده :

 

1-الشعرية البالغة الحيويه..
 

2-الإنتماء الأصيل..
 

ولا ريب عندي أنهما يحتاجان إلى شروحات
 

مطولة ليس هذا ميقاتها..
 

ولكنني سأختصر القول هنا بما يلي :
 

النص مرآة الإنسان ..وعلى قدر حيوية الشاعر ذاته يكون النص كائنا حيا بشرط القدرة التحويلية الإيجابية , في الإستلام والتسليم..
 

مع أن إنسانية الشاعر بالغة الشمول فإنها أيضا تاريخانية الانتماء عميقة الإرتباط بالتاريخ المحلي..
وعودا على مقولة( فيشر ) التي كررناها مرات ومرات لشدة اهميتها..

 

( كلما اغرق المبدع في محليته أكثر اقترب من عالميته اكثر)..
 

من هنا نجدالزهراوي شديد الارتباط قوي الإستذكار عميق التوظيف لجميع الدلالات المرتبطة بالتاريخ القومي , ولكننا لا نتلمسها إلا في داخل الشاعر وأعني داخل النص ..وهدا بالضبط ما يعبر بقوة بارعة ومن منطلقات بالغة الخصوصية

عن مركب ( ت. اس. اليوت) الذي اسماه ( المعادل الموضوعي).. 
 

ودليلنا على تحقق هذا المقترح الجمالي العظيم أن شاعرنا كان متنبها جدا إلى
ما يفعل من خلال حرصه الشديد على رفعة أداته التعبيرية , وقوة استحضاراته الثقافبة, وروعة استضافاته الكونية حتى ليكاد النص أن يمشي بلحم ودم قبالة المتلقي..

 

قصيد الزهراوي إذن كائن حي حقيقي ناطق.وجذاب ومثير ومشاغب إيجابي في وقت واحد..
إنه الانسان بكل مافيه من جمال وغرابات وتناقضات ومشاعر وعواطف وأحاسيس ورغبات وشهوات ووو..

 

وكأنه يحقق فعلا قاصدا عبارة إرنس فيشر :
 

( اعظم الشعر ماكتب بالجسد كله)..
  وهذا هو بالتحديد مايجعل منه بعدا مقابلا 

 

لهذا العالم المحيط..
 

بيد أنه.. وأعني الشاعر.. لم يتنازل ولو للحظة
 واحدة عن إشراط الجمال علىى صعيدي

 

( المبنى والمعنى).. 
 

وما يلفت النظر أنه ما زال يتداعى على نهر هارموني موسيقي بالغ الرهافة ..نعم .. إننا بوعي مخامر حاذق وصادق ومرفرف حد شعور البعض..ربما..بترف هذا الأداء التعبيري الحميم..ولكنه كان يسعى لحاجة في نفسه يبدو أنه قضاها باحترافية عالية التجليات..
اخي الزميل الأستاذ محمد الزهراوي أبو نوفل..

 

تقديري وبالغ اعتزازي..

غازي أحمد أبو طبيح 
ا الموسوي / فرع العراق

تعقيب ميسون الحرفي

حقا أنه نص ثري مفعم  بالصور وجودة المفردات ورشاقة في النقلات ما بين الأفكار..نص من العيار الثقيل يليق بجودة قلمك وفكرك المنير حقا إنك تشكل منعطفا تاريخيا في قصيدة النثر
 

بكل ذكاء اشتملت القصيدة على أفكار وصور وموسيقى تجعل القارئ يعيد النظر فيها والقراءة لمرات ومرات....لمثلك تليق الأقلام وترفع القبعات  لك تقديري وجلً احترامي شاعرنا المبدع محمد الزهراوي أبو نوفل 

ميسون الحرفي

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

תגובות

מומלצים