ما هي الروح الإنسانية؟!

22.05.2022 מאת: محمود شاهين الاردن
 ما هي الروح الإنسانية؟!


صديق كتب على النت مستنكرا قول " لروحه السلام " على الراحلين ، من قبل اللادينيين والعلمانيين والملحدين لاعتقاده أن تعبير الروح هو تعبير ديني وحين يطلقه من هو غير متدين فهو يلتزم بالدين دون أن يدري .
 

 

يبدو أن الصديق متدين ولا نعرف إن كان بذلك يرشد غير المتدينيين إلى التدين أو إلى عدمه ليستخدموا تعبيرا آخر غير ديني كأن يكون خالص العزاء أو أحر التعازي أو ما شابه .
 

 

ولا أعرف إن كان الصديق يعرف ما هي الروح ، فحتى الله نفسه لم يطلع نبيه عليها حين أشار إليه أن يقول " علمها عند ربي " إذا ما سئل عنها ، فالنبي لا يعرف ما هي الروح فكيف للصديق أو لأي انسان أن يعرفها .. فما هي الروح ؟
 

 

الروح هي طاقة الحياة السارية في الجسد . وبمعنى أدق : هي طاقة الخلق الحيوية السارية في الكون والكائنات ودونها لن يكون هناك حياة ولن يكون هناك حتى آلهة بالمفهوم الديني ، لأن الآلهة إن وجدوا لا يمكن أن يعيشوا دون طاقة الخلق هذه فهم مصدرها ـ وإن عدموها ينعدم وجودهم .
 

 

طاقة الحياة هذه تتوقف في جسد الانسان عند الموت، بتوقف أعضاء الجسم المسيرة لها كالقلب والدماغ وغيرهما. لذلك تتوقف الحياة في الجسد الانساني. وإذا ما أردنا أن نوظف تعبير " لروحه السلام " على الميت ، فكأننا نقول ، لطاقة الحياة فيه السلام . أي أننا ندعو للطاقة بالسلام ! دون أن يدرك الداعي أن الطاقة لا تفنى ولا تموت حتى لو توقفت في جسد الانسان . فهي توقفت عن العمل لكنها باقية فيه كطاقة لتذهب معه إلى القبرعبر أعضاء الجسم المنتجة لها .

 

التي تتحلل في التراب لتندغم مع مادة الخلق الكونية لتنتج مادة جديدة ينتج عنها طاقة جديدة ليستمر دوران عملية الخلق وتجددها الدائم ودون ذلك ستنتهي الحياة . فالموت بداية جديدة في دورة الحياة الأبدية ..
 

 

إذن يتحد الميت بمادته وطاقته بعد الموت بمادة وطاقة الخلق الحيوية اللتين يتكون منهما الخلق والخالق نفسه ، بغض النظر عن ماهيته ، والذي هو حسب فهمنا طاقة عقلانية سارية في الكون والكائنات ومتجسدة فيهما ، وليس هناك آلهة غيرها مهما كان نوعها حسب علمي الذي في مقدوركم أن تعتبروه علما لدنياً من الطاقة العقلانية القائمة بالخلق ، أو من الخالق إن شئتم .
 

 

فمن شاء منكم أن يؤمن ومن شاء أن يكفر، علماً أن الكافر مهما كفر لن يخرج عن مفهوم المادة والطاقة . فهو ككائن من مادة وطاقة وليس في استطاعته أن يكون خارجهما حتى لو مات . فمصيره إليهما .. فهو جزء من هذا الوجود الواحد شاء أم أبى ، إن آمن وإن كفر أو انتحر ! وإن آمن بالمسيح أو بأي دين وإن لم يؤمن.
 

 

أما من يهمه أمر حياة أفضل بعد الموت فعليه أن يعمل مع الخالق على ما يريده الخالق من الوجود وهو خلق الانسان الكامل بإقامة حضارة انسانية تتحقق فيها جميع قيم الخير والعدل والمحبة والجمال. وهو بذلك سيكون متحدا مع الخالق نفسه في الآخرة ويرى كل ما يراه الخالق ويتمتع بكل ما يتمتع به الخالق ويتألم أيضا بكل ما يتألم به الخالق .
 

 

وهذا هو الدين الانساني الخالقاني ولا دين أقرب إلى الحقيقة المطلقة غيره .
 

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

תגובות

מומלצים