إغْتصابُ غزالة!
خلْف كواليسِ ألإنسانية...مؤامرةٌ...تُحاكْ.وراء جدْرانِ ألهمجية...يتربّصُ...ألهلاكْ.
هناكْ...
حيثُ ألوحْشية وألبرْبرية...
ينْزفُ...ملاكْ.
بيْن...حقيقةٍ...وخيالْ
ودموعٍ إخْتلطتْ بدمِ غزالْ
نُسِجتْ...أجْملُ...شخْصية
وسكنتْ...قصّتي...ألواقعية
غزالة كانتْ أرْوعُ غزالة
رمْزُ...ألطهارة...وألأصالة
رائعةُ...ألمعاني...وألخِصالْ
إبْداعُ ألطبيعة...وتجسّدُ ألجمالْ
تغنّى ألشِعْرُ بسِحْرها ألقتّالْ
وتساقطتْ على لمْحِ ناظريْها قلوب ألرجالْ
غزالة كانتْ أسْمٌ على مُسمّى
لطافة...أناقة...وخِفّة
نحافة...رشاقة...وهِمّة
عنفوانٌ...كبرياءٌ...وعِفّة
إخْلاصٌ...وفاءٌ...وذِمّة
تتنقّلُ...بيْن...ضفّة...وضفّة
وتلهو...بيْن...سهْلٍ...وقِمّة
مُطمئنّة...غافلة
عن ثعابينٍ تنْفثُ ألسُمَّ
وعقاربٍ ترْسمُ ألموْتَ على ألشُفّة
ونفوسٍ...سافِلة
وأيادٍ...قاتلة
ولم تدْري مسْكينة جاهلة
على ألطيبين قدْ تنْقلبُ ألدفّة
غزالة كانتْ حُرّة أبيّة
تُمارسُ حياتها بعفويّة
وتناغمٍ بيْن هدوءٍ وسلامْ
وإنْ تكلّمتْ فعذْب ألكلام
تكبُرُ فيزدادُ حلاها عاماً بعد عامْ
وورودٌ تزفُّ مرْقدها في ألمنامْ
وثغْرها يبْتسمُ إذْ غرِقتْ في ألأحْلامْ
تحْلمُ بأميرٍ يراقصها على أجمل أنْغامْ
زقْزقةُ عصافيرٍ...وهديلُ حمامْ
وفي...يوْمٍ...من...ألأيامْ
غابَ...صوْتُ...ألضميرْ
وضاعَ ألنورُ في دمس ألظلامْ
وإخْتفى من حلْمها ذاك ألأميرْ
لتنْقلبُ ألرؤية إلى أوْهامْ
وألحلْمُ...إلى...سَرابْ
وألحقيقة...إلى...ضباب
عنْدما لمحها رجلُ ألغُرابْ
وأنْذرَ...بألشؤمِ...وألخرابْ
أخذَ يرْمقها بعيونٍ جائعة
ويتفحّصها بشهْوةٍ ضائعة
في...شرورِ...نفْسه
لا تهْتدي ولوْ طُمرتْ بأطنانٍ من ألترابْ
إسْتوْعدَ أنْ يصْطادَ تِلْكَ ألرائعة
وأنْ يُذيقها كأْسَ عذابْ
صوّبَ نحْوها سهامهُ ألملوثة فأصابْ
مثّلَ عليْها أدْوار ألعِشْقْ
وحدّثها عن قِصصٍ خلَتْ من ألصِدْقْ
ذابتْ غزالة...أحبّتْ غزالة...عشِقتْ غزالة
ولمْ تكْترثْ لمخاطر ألطريقْ
ولمْ تدْري أنّ مثْل هذا ألحب إسْتحالة
ومضتْ غزالة تلْتمسُ دِفْءَ ألحبيبِ وصِدْقَ ألصديقْ
لكنّها لمْ تجدْ لا هذا ولا ذاكْ
سقطتْ...ألأقْنِعة...ألمزيفّة
وخلعَ ألشيْطانُ زِيَّ ألملاكْ
إنْقضَّ علْها بنواياه ألمُقْرفة
شُلَّ تفْكيرها ولمْ تقْوى على ألحراكْ
وإسْتسْلمتْ لقدرها بلا مقاومةٍ وعِراكْ
ترجّتْ...ولمْ...يعْتقها
وبكتْ...فلمْ...ينْصفها
إسْتغاثتْ ولمْ تجدْ من يُسعفْها
وقطفَ منْها ثِماراً...أحدٌ لمْ يقْطفْها
آهٍ ثمّ آهٍ ثمّ آهٍ يا غزالة
لقدْ شرِبَ خَمْرَكِ حتّى ألثمالة
ماذا تفْعلين وقدْ طالتْكِ يدُ ألنجاسة؟
ماذا تقولين وقدْ تقاعستْ عن مساعدتكِ يدُ ألعدالة؟
أينَ ألعدالة؟...أيْنَ ألعدالة؟
أم هو زمنُ ألسفالة؟
أم هو زمن ألنذالة؟
هناكْ...حيْثُ ذُبِحتْ غزالة
هناكْ...حيثُ نزفتْ غزالة
على حافّة ألنهْرِ جلستْ تنْتحبْ
مشرّدة...بثِيابٍ...مُمزقّة
تأويها ألرِمالُ وألقَصَبْ
تتلوّى ألماً وقدْ أعْياها ألتعبْ
هامتْ على ألثرى تتأفّفُ ويعْتريها ألغضبْ
تحتضِنُ أنّاتها وتخْنِقُ أنْفاسَها وتتقلّبْ
ودمُ ألغزالِ ينْسابُ منْها ويتصبّبْ
وأكفٌ تهافتتْ على حُمْرِ خدّيْها تَلْطمُ وتَنْدبْ
ودموعٌ من خُضْرِ عيْنيْها تَنْسكِبْ
ها هي تلْتقِطُ أنْفاسها ألأخيرة
وملامحها ألجميلة أخذتْ تَغْتربْ
وكأنّما...نهايتها...تقْتربْ
إكْفهرّ لوْنُ وجْهها وذبلتْ
كشمْسٍ...تنْكسفُ...وتَحْتجِبْ
ماتتْ غزالة...ماتتْ غزالة...ماتتْ غزالة
آآآآآهٍ وألفُ آهٍ يا غزالة
أيْنَ ألعدالة؟...أيْنَ ألعدالة؟
عَجَبٌ...عَجَبْ...عَجَبٌ...عَجَبْ
بأي ذنْبٍ جدائلكِ تُغْتصبْ؟؟؟
تِلْكَ ألتي لطالما أُسْدلتْ
ولطالما غارَ منْها ألذهبْ
عَجَبٌ...عَجَبْ...عَجَبٌ...عَجَبْ
كمْ مِنْ جرائمٍ بأسمِ ألحبِ تُرْتكبْ!
حيْثُ وُجدتْ دُفنتْ تِلْك ألجوْهرة ألثمينة
وحيْثُ سالتْ دمائها ألطاهرة
نبتتْ وأينعتْ زنْبقة حزينة
كلُّ مَنْ مرَّ جنْبها تذكّرَ غزالة ألساحرة
وسمِعَ صدى أنّاتٍ دفينة
تصْرُخُ..........وتقولُ:
آهٍ يا عرَبْ...آهِ يا عرَبْ
غزالة تسْكنُ كلَّ ألأزْمِنة
في كل قرْية ومدينة
غزالة هي كلُّ نِساءُ ألكوْنِ
تبْحثُ عنْ أيادٍ أمينة
ولم تُخْلقْ يوْماً لِتُغْتَصَبْ


















