على الكراهية بين البشر أن تتوقف في يوم من الأيام
إطلالة
على الكراهية بين البشر أن تتوقف في يوم من الأيام.
إن هذه الجملة تثير الإعجاب، و تخلق عند من يتأملها و يؤمن بها شعورا بالطمأنينة والسلام الداخلي ، و ذلك بمجرد تخيل أن كل الناس في الكون سوف يرددون نفس الجملة ، و يؤمنون بها ثم يعملون لتحقيقها و تفعيلها في المجتمع، كل من موقعه الذي يتواجد به .
إن هذه الجملة العجيبة تستحق أن يتم تدريسها بالمدارس والجامعات والمعاهد و الأكاديميات ، وأن تنجز بشأنها بحوث و مقالات و أن تنسج من حروفها حكايات وكتب و أفلام ووثائقيات ، وتجتمع بشأنها الوفود بالمؤتمرات والندوات و المحاضرات
إن هذه الجملة ، يمكن زرعها في أي أرض خصبة فسوف تنبث نباتا طيبا ، وتدخل لكل روح فتنشر فيها السلام والطمأنينة.
هذا، و لكن للأسف الشديد فهذه الجملة الجميلة ، قد لا تعني للكثيرين أي شيئ و لن تحرك فيهم و لا شيء، لكون كراهيتهم استحوذت على قلوبهم فأصبحت سوداء ، و هذا الأمر الخطير يدعو لطرح السؤال، لماذا الكراهية بين البشر ؟ وما الفرق بين بشر وبشر ؟ أليسوا جميعهم من أصل أب واحد و أم واحدة ؟ ، إن الخلاف بين شخصية و شخصية أخرى، هو أمر طبيعي حتى داخل نفس الأسرة وبين الأخ وأخيه أو الأخ و أخته و بين الأخت والأخت...، ولكن الخلاف مهما كان لا يجب أن يكون سببا للكراهية ، ولا يجب أن يفسد المحبة في العلاقات الإنسانية و البشرية الجميلة والطيبة .
إن غنى الروح والنفس ليس لهما مثيل ، وهذا الغنى يكون بالسلام وبالمحبة وحب الخير للجميع ، وليست المادة سوى وسيلة فقط
يجب استعمالها في عمل الخير ونشر روح التعاون والتسامح من أجل مصلحة الجميع .
إن المجتمعات التي تنتشر فيها مبادئ المحبة والسلام والمعاملات الجميلة، بالحسنى وبالكلمة الطيبة، هي مجتمعات متحضرة تعيش في سلام و الكل فيها يعمل للصالح العام و يهدف إلى التقدم وخلق حضارة راقية ومشرقة تمتد لقرون وقرون لكي يتعلم منها كل من يرغب في يوم من الأيام أن تتوقف كراهيته ، مبادئ السلام والمحبة والتعاون .
فهل سيأتي يوم تتوقف فيه فعلا الكراهية بين البشر ؟
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108


















