ما هَذا الْكَلامُ يا أَحْمَدُ؟

حِوارٌ بَيْنَ مُعَلِّمٍ وَطُلّابِهِ: ما هَذا الْكَلامُ يا أَحْمَدُ؟
 

سَلِمَتْ عَيْناكَ أُسْتاذِي، إنِّي أَخْجَلُ أَنْ أُجِيبَكَ وَأَنْتَ الْأَدْرَى.
- أَجِبْ ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ.
- يَيَيَقُولُونَ هَهَذَا، اِسْمَحْ لِي أُسْتاذِي لّا لا أَعْرِفُ.
- أَنْتَ يا حَسَنُ صَنِّفْ لِي هّذا الُكَلامَ الْمَنْشُورَ.
 - أَرَى حُرُوفًا - مَعَ الِاعْتِذارِ أُسْتاذِي - كَبَعْرِ الْكِباشِ.
- ماذا يُسَمُّونَهُ؟ لا أَعْرِفُ أُسْتاذِي لا اَعْرِفُ.
- صِفْهُ يا رَعْدُ.
- أَرَى حُرُوفًا مُرَتَّبَةً عَمُودِيًّا كّاللُّغَةِ الصِّينِيَّةِ. هَلْ تُعَلِّمُونَا الصِّينِيَّةَ يا أُسْتاذُ؟
- مَنْ يَعْرِفُ هَذا الْمَكْتُوبَ؟
رَفّعَ أَحَدُ الطُّلابِ إصْبَعَهُ - وَنادِرًا ما يَفْعَلُها - أَنا أَعْرِفُ يا أُسْتاذُ.
- ماذا؟
- طالِعْ نازِلْ
- احْتَرِمْ نَفْسَكَ يا وَلَدْ.
صاحَ أَحَدُ الطُّلابِ: وَجَدْتُها.
- ماذا وَجَدْتَ يا خَليلُ؟
- يُسَمُّونَهُ شِعْرًا نَثْرِيًّا.
- شِعععرٌ؟ أنْشِدْ يا خَليلُ:
هَذا الّذي تَعْرِفُ الْبَطْحاءُ وَطْأَتَهُ
وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالْحِلُّ وَالْحَرَمْ
- ماذا أَنْشَدَ خَليلٌ؟
- صاحَ الْجَمِيعُ: أَنْشَدَ شِعْرًا
- هَلِ المنشورُ كَهذا؟
- كَلّا.
- اسْتَمِعُوا!
ليلٌ داجْ، ونَهارٌ ساجْ، وسَماءْ ذاتُ أَبْراج .
ما بالُ النّاسِ يَذْهَبُونَ وَلا يَرْجِعُونْ
- ماذا قَرَأْتِ لَكُمْ؟
- صاحَ الطُّلّابُ: نَثْرًا
- هَلِ الْمَنْشورُ يُشتبِهُهُ؟
- صاحَ الطُّلّابُ: لا يُشْبِهُهُ
- إذًا ما هذا الْكَلامُ؟
- لا شِعْرٌ وَلا نَثْرٌ
- هّلْ فَهِمْتُمْ مِنْهُ شَيْئًا 
- صاحَ الطُّلابُ: لا شَيْءَ
- اذًا ماذا نُسَميهِ؟
- صَاحَ الطِّلابُ: هُراءٌ وَهَبَلٌ.
 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108