نظرة في عيد الفصح العبري أو الـبيساح Passover

أولا لا بد من تقديم ملاحظة لعلها تفتح لنا الأذهان، وتجعلنا نعي الحقيقة نوعا ما، فالأعياد الدينية هي عبارة عن مناسبات روحية، تجعلنا نعود في ذاكرتنا إلى الجذور التي تربينا عليها، وورثاها عن آبائنا وأجدادنا، وآباؤنا وأجدادنا ورثوها عن آبائهم وأجدادهم

03.04.2016 מאת: פורטל הכרמל והצפון
نظرة في عيد الفصح العبري أو الـبيساح Passover

وهي مبنية على المباديء الدينية الإيمانية، وإتباع الفضائل، وتجنب الرذائل، وتصحيح الاعوجاج، والرجوع عما حدث في الأنفس من الفساد من الرغبة في الدنيا الفانية، والانشغال بها عن الآخرة الباقية، فحب الدنيا هي أساس كل خطيئة، فعجبا لمن يغفل عن الآخرة وثوابها، ويرضى بلذات فانية عقوبتها النار الهاوية، وينسى الموت، ويحيد عن طريق الفوت، ويفرح بالفاني الخسيس، ويترك السعادة الباقية المتصلة بالحي الأنيس

لذلك اجعلوا من الأعياد  مناسبات ترجعون بها إلى الذات لتحاسبوا أنفسكم وترجعكم إلى الحقيقة،  ولا تجعلوها لقضاء المتعة في الأسفار والفنادق المتنعمة  والمأكولات اللذيذة، فلا سعادة من بعدها تعاسة، ولا لذة من بعدها الم، ولا مسرة من بعدها حسرة، وطوبى لمن يحسب ليوم ميعاده ويتزود من أفضل زاده وتضحك له الحضرة الربانية يوم حسابه .

ان التقارب الزمني للأعياد الثلاثةّ  الفصح العبري عند اليهود،  والفصح المجيد عند المسيحيين، وعيد زيارة مقام نبي الله شعيب عليه السلام عند الدروز، يحتفل الشعب اليهودي بعيد الفصح البيساح،  والمسيحيون بعيد الفصح المجيد، والدروز بعيد زيارة نبي الله شعيب عليه السلام، وهذه الثلاثة أعياد متصلة بعضها  ببعض،  لأنها تتكلم عن خروج بني إسرائيل من عبودية فرعون، من مصر على يد النبي موسى –ع-، إلى الحرية في أرض الآباء والأجداد، زمن نبي الله شعيب حمو موسى عليهما السلام، وأيضا ترمز إلى العشاء الأخير، أو السري للسيد المسيح قبل صلبه ، وأيضا تلبس الطبيعة حلتها الخشيبة ببداية فصل الربيع.

فالبشرية جمعاء تعود في أصلها إلى آدم أبي البشر، الذي خلقه الله بيده ونفخ فيه الروح، ثم خلق له حواء لتكون زوجة له ليسكن بها وتخرج منهما البشرية، ثم أراد الله أن ينهي البشرية التي خلقها لسوء أعمالهم، فبعث الطوفان ليغمر الأرض، فأرسل لهذه المهمة سيدنا نوح عليه السلام ليكون بمثابة آدم الثاني، وأمره الله تعالى بأن يصنع له سفينة ويجمع بها أسرته، ويجمع من كل كائن حي زوجين لينجو هو وهم من الغرق، وتستمر ذرية آدم عليه السلام كما أراد الله

ثم جاء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام لتخرج من صلبه الأنبياء وذريتهم ومن بينهم إسرائيل وهو يعقوب وأبنائه  الإثنعشر، الذين أطلق عليهم "أسباط إسرائيل"، وجعلهم مباركين لحكمة أرادها،  فرعى شؤونهم وحماهم من كل ضيق، ولما سمع معاناتهم تحت حكم فرعون في مصر، أرسل نبيه موسى عليه السلام، من أجل إخراجهم من الذل إلى الحرية

 لذلك  الفصح أو الـ "البيساح" عند اليهود  هو إذكار وتذكار لخروج بني إسرائيل من أرض مصر، في عهد الفراعنة، قبل حوالي 3,300 سنة، بقيادة سيدنا موسى بن عمران- كليم الله- عليه السلام، وتخليصهم من العبودية عبودية فرعون

وقصة  بني إسرائيل أبناء  يعقوب " إسرائيل" (إسرائيل معناه إسرى عبد وإيل الله)، بن إسحاق بن سيدنا إبراهيم الخليل أبي الأنبياء عليهم السلام،  وهو والد يوسف الذي باعه إخوته حسدا له،  وذلك عندما أخذوه معهم خارج البيت ليلعب معهم وعادوا لوالدهم بقميصه ملطخا بدماء،  معللين أن الذئب قد أكله، مما جعله يحزن عليه كثيرا حتى افتقد بصره،  وبقي يحلم بلقاء يوسف، ولكن الله  رعى يوسف وقرّبه من ملك فرعون وجعله عزيز مصر وهو ثاني منصب بعد حكومة فرعون،  حتى شاءت الأقدار بحدوث مجاعة في أرض كنعان، فأرسل يعقوب أبناءه إلى مصر ليبحثوا عن أكل هناك، وكان قد رافقهم أخوهم بنيامين أخو يوسف من أمه راحيل،  فعرفهم يوسف وهم لم يعرفوه ، مما جعله يحتجز أخوه بنيامين بحجة سرقة الصواح الذي يستعمله،  وطلب منهم يوسف أن يرجعوا إلى أرض كنعان ويحضروا معهم أبوهم العجوز إلى عنده،هكذا اضطر بنو إسرائيل أن يرجعوا برفقة يعقوب إلى مصر ليسكنوا مع أخيهم يوسف ويفرح والده به فيستعيد بصره

هكذا عاش بنو إسرائيل معزّزين مكرّمين برعاية الله ورعاية يوسف عليه السلام، إلى أن ظهر ملك جديد وهو فرعون المتفرعن الذي أنكر الخالق سبحانه وتعالى، وادعى الألوهية والربوبية لنفسه، وكان قد جاء في النبوءات القديمة انه سيظهر نبي في مصر في تلك السنة يأخذ حكم فرعون، كما كان الأمر يحدث قبل كل ظهور نبي فيظهر ملك يدعي الإلوهية تمهيدا لظهور نبي مخلص، فيحدث ظلم ويعلو الباطل على الحق وتسوء الأحوال فيأتي النبي المبعوث ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فأمر فرعون بذبح الأطفال الذين يولدون في تلك وأبقى النساء خوفا أن ينتهي أجله وحكمه وسلطانه وطاغوته وكبرياؤه على يد طفل من الأطفال الذين ولدوا في هذه الفترة كما جاء في كتاب الخروج" :   قام ملك جديد على مصر ولم يكن يعرف يوسف فقال لشعبه: هلم نحتال لهم لئلا ينموا. وكلم ملك مصر مولدتي العبرانيات قائلا: إن كان ابنا فاقتلاه، وإن كان بنتا فتحيا. ثم أمر فرعون جميع الشعب قائلا كل ابن يولد تطرحونه في النهر، لكن كل بنت تستحيونها"، وكما أنزل الله تعالى في القرآن : " إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين "،  ثم قال فرعون : "أنا ربّكم الأعلى"،  فاستعبد  الناس وجعلهم يسجدون له واستحيا النساء وذبح الأطفال، فاستحيا نساء بني إسرائيل وقتل أطفالهم حتى استاء بنو إسرائيل من شدة ظلم فرعون

وكان الله قد سمع ندائهم وصراخهم وعويلهم فأراد أن يحرّرهم من ظلم فرعون المستعلي المستكبر العاتي والظالم، لأن الله أحب بني إسرائيل وجعلهم شعبه المختار وفضّلهم على العالمين كما جاء  في القرآن : "و لقد اخترناهم على علم على العالمين "

  ( الجزء 3/1)  يتبع ...يتبع...يتبع

תגובות

2. אמיר לפני 8 שנים
עוספיה
1. موحد كرملي- عسفيا לפני 8 שנים
الخرافة ...هي من صنع المشعوذون

מומלצים