نظــــرة في الـــــعصمة من الفـــتــن !!!

ما من شك اننا نعيش في زمن الاخرة وزمن هجوم الطامة أي القيامة او الساعة او يوم الدين ويوم الدينونية ويوم القارعة وقد حذر كل الانبياء ووعوا البشرية  من الاحداث التي تسبق يوم القيامة

07.09.2014 מאת: פורטל הכרמל והצפון
نظــــرة  في الـــــعصمة من الفـــتــن !!!

واعظم هذه الاحداث الفتن بين الشعوب والاديان بسبب دخول تفسيرات وتاويلات على الاديان لا تمت بصلة لما امر به رب العالمين فظهرت البدع في الدين وصار كل جماعة لها كتابا تجر وراءها اتباعا وتدعي بانها تدعي الخلق الى دين الله بل الله منهم ومن افعالهم براء لأنهم افسدوا كلمة الله وخانوها وشوهوها وشنعوها  وزادوا في الارض كفرا بدل الايمان حتى بات الدين مبغوضا واعتدوا على خلق الله الذين هم عياله وسفكوا الدماء وهتكوا الحريم والمحارم واغتصبوا النساء والاموال وشردوا الناس من بيوتهم وازعجوهم من مقاطنهم  وبثوا فيهم الرعب والهلع والفزع ولم يرحموا رضيعا ولا شيخا ولم يخشوا في الله الا ولا ذمة  وفعلوا بخلق الله الذي رحمته وسعت كل شيء ما لا يفعله إلا الظالمون الجبارون العتاة ووحوش الغاب التي لا عقل لها ولا دين الا الافتراس والاذى  ولكن لهؤلاء نقول كما قال يسوع المسيح في انجيل متى الاصحاح 21 : "   فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين. قالوا له.أولئك الاردياء يهلكهم هلاكا رديّا ويسلم الكرم الى كرامين آخرين يعطونه الاثمار في اوقاتها".

 ان اشد الفتن على ابن ادم الغفلة عن ذكر الله عز وجل، الذي هو حرز وصيانة للعبد في كل احواله، لأنه جاء عن لسان الله تعالى عن ذاته المقدسة : " اني ذاكر من ذكرني"، ومن هنا كانت اصعب المحن على العبد نسيان خالقه بانشغاله عن ذكره، وحبه واغتراره بالدنيا وقنيتها وزينتها التي قال تعالى عنها : " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"، والفتنة هي ثمرة الغفلة عن ذكر الله وعن ذكر الاخرة، والتفكر بثوابها وعقابها، الذي هو وعد الحق تعالى، وهو لا يخلف الوعد، والغفلة هي ثمرة نسيان الله بالكلية وهذا اخطر ما يواجه العبد ويجعله يعمر دنياه كأنه مخلد فيها، وباق لا رقيب عليه بلفظه ولحظه، ولا حسيب عليه يحاسبه على اعماله الصالحة والطالحة، فيطول امله، ويضعف رجاه، ويقع قي شر بلواه وهواه، مما يجعله يقترف الذنوب والمعاصي، وهو لا يتألم كالميت كما قال الشاعر : " وهل بميت جرح ايلام؟

لقد خلق الله الدنيا، وجعل لها اخرة، فالدنيا من الدناءة، ووجودها لزراعة الاعمال، والآخرة لتأخيرها ولحصاد تلك الاعمال، من خيرها وشرها، والدنيا دار الامتحان، والآخرة المكافاة على الامتحان، فكل ما يواجه العبد من محن وصعوبات وابتلاءات وسراء وضراء، فهي بالأول والتالي ثمرة ما زرعته يداه، لان اعمال العبد مردودة اليه، "وما ربك بظلام للعبيد "، ومن الاعمال ما يتم محاسبته عليها في عاجل الدنيا، ومنها في آجل الاخرة، قال تعالى : " تبارك الذي بيده الملك وهو علي كل شيء قدير‏ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور‏ "

 فالخالق جل وعلا يبتلي عباده حتى يمتحنهم على الايمان الذي فطرهم عليه منذ ان خلق ادم ابا البشر عليه السلام،  وأمر الملائكة بالسجود له، فعصي ابليس ذاك الامر لاستكباره طلبا للرئاسة، حتى صار تبعا في جملة الكافرين، بعد ان كان من الملائكة المقربين، وكانت هذه اول جريمة حسد في الدنيا، حسد ابليس لآدم على المنزلة التي اعطاها اياه الخالق، فقال تعالى معاقبا له على كفره واستكباره : " فاخرج منها فانك رجيم وعليك اللعنة الى يوم الدين"، ومن هنا بدأت المعركة او الفتنة والإغواء بين الشيطان المرجوم باللعن والخزي وحزبه الكافرين، وبين ادم وحزبه المؤمنين، حيث اقسم ابليس للباري بالاغواء للناس، تجرئا على العصيان لله، والتكبر على من امر له بالطاعة،  بقوله : " قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم"، ورد عليه تعالى بقوله جل وعلا : " واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا "، فقال ابليس لعنه الله : " قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون"، فقال له تعالى : " قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم"، فقال لعنه الله : "  قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين".

لقد حذر الله عز وجل عباده في كل الاديان من الفتن، وقد صرح عنها في القران على انها اربع فتن، جاء ذكرهم في سورة الكهف، التي كان الرسول عليه السلام يأمر بقرأتها استعاذة من فتنة الدجال، وهذه الفتن هي :

1-فتنة الدين (قصة أهل الكهف)، وهي قصة الفتية الذين هربوا بدينهم من الملك الظالم، فآووا إلى الكهف، حيث حدثت لهم معجزة إبقائهم فيه ثلاثمئة سنة، وازدادوا تسعا، وكانت القرية قد أصبحت كلها على التوحيد. ثم تأتي آيات تشير إلى كيفية العصمة من هذه الفتنة (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا اعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا) آية 28 – 29. فالعصمة من فتنة الدين تكون بالصحبة الصالحة وتذكر الآخرة.

2-فتنة المال (صاحب الجنتين)، وهي قصة صاحب الجنتين الذي آتاه الله كل شيء فكفر بأنعم الله وأنكر البعث فأهلك الله تعالى الجنتين. ثم تأتي العصمة من هذه الفتنة (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ) آية 45 و46. والعصمة من فتنة المال تكون في فهم حقيقة الدنيا وتذكر الآخرة.

3- فتنة العلم (موسى عليه السلام والخضر)، وهي قصة موسى عليه السلام مع الخضر، وكان موسى  ظنّ أنه أعلم أهل الأرض، فأوحى له الله تعالى بأن هناك من هو أعلم منه فذهب للقائه والتعلم منه، فلم يصبر على ما فعله الخضر، لأنه لم يفهم الحكمة في أفعاله، وإنما أخذ بظاهرها فقط. وتأتي آية العصمة من هذه الفتنة (قَالَ ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي أمرا) آية 69. والعصمة من فتنة العلم هي التواضع وعدم الغرور بالعلم.

4- وفتنة السلطة (ذو القرنين). وهي قصة ذو القرنين الذي كان ملكاً عادلاً يمتلك العلم، وينتقل من مشرق الأرض إلى مغربها عين الناس، ويدعو إلى الله وينشر الخير، حتى وصل لقوم خائفين من هجوم يأجوج ومأجوج فأعانهم على بناء سد لمنعهم عنهم، وما زال السدّ قائماً إلى يومنا هذا. وتأتي آية العصمة (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا  الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) آية 103 و104. فالعصمة من فتنة السلطة هي الإخلاص لله في الإعمال وتذكر الآخرة.

وهذه الفتن شديدة على الناس، والمحرك الرئيسي لها هو الشيطان الذي هو ابليس، الذي اقسم للحق سبحانه بعد ان ابى امر الله له بالسجود لادم ولعنه وطرده من الجنة بقوله: " رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين "، وهذا الشيطان جنوده اليوم لقوله تعالى : "بخيلك ورجلك" الرأسمالية المادية والجشعة، التي اوجدت شعارا " الغاية تبرر الوسيلة "، فمن اجل الوصول الى الغاية كل شيء يصبح جائزا ومسموحا ومباحا، ولو كان قد حرمه الله في كتبه المنزلة، والعلمانية الهدامة للأديان، التي ارادت من الدين مقتصرا بين العبد وربه دون التسلط على الاخرين، واستبدال القوانين والسنن الالهية بقوانين مادية، تسير وفق الاهواء والمصالح،  فتغلغلت في نفوس البشر، ونفثت فيهم سمها الزعاق، ونفخت فيهم الاربع فتن حتى اهلكتهم جميعا، ففتنتهم في الدين حتى جعلتهم فرقا وأشياعا وأحزابا متناحرين، وما داعش وجبهة النصرة والقاعدة وانصار الله وجند الله والفرق والاصوليين والربيع العربي والنزاعات في الدول الافريقية والهند وباكستان وافغانستان وطالبان وبرزان وشاه ايران وايران وكل نزاع بين الدول والشعوب والقبائل وغيرها من القلاقل الا من فعل ابليس وجنده الراسمالية والعلمانية والمتسترين باسم الدين من التيارات الفكرية بحجة تحقيق مراد رب العالمين لقوله تعالى: "  وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون  ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون  وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون".

وأيضا بثت فيهم فتنة المال، فبات كل افراد الاسرة يركضون وراءه، نازعين ثوب الحياء، ناسيين المنعم الخالق، فانهدم اساس البيت، وكثرت الخيانات الزوجية بالاختلاط بين الجنسين في العمل، فتساوت المرأة بالرجل وهما وسرابا، واختلطت المفاهيم الدينية، وضاعت الابوة والأمومة والبنوة، فتمرد الابناء على الاباء والزوجة على الرجل، فسقطت هيبة الرجل التي قلدها له الخالق ليكون راعيا صالحا لأهل بيته ينقادون له، ولكن هيهات من زمان قد قلب مفاهيم الناس وموازين القوة، وجعل الاعلى سافلا والسافل اعلى، ورب الاسرة عبدا والتبع له معبودا، والمال سيدا تسجد له الناس، فبعد ان كان مصنوعا صار صانعا، وارتقى مطاف الاله تنحني له تعظيما وتقديسا وتمجيدا.

وأيضا بثت فيهم فتنة العلم المادي الالحادي، وكثر الجدل في الدين، فظهرت البدع والفتاوي على الوسائل الاعلامية، تبيح ما حرمه الله وتفسر اياته بخلاف مراده، وصار الدين لقلقة باللسان دون عمل بالاركان.

وأيضا نفخت  فيهم حب السلطة والزعامة، وجعلت الناس فرقا وشيعا واحزابا، يتناحرون على السلطة، مما سهل السيطرة عليهم لاختلافهم، لان الاختلاف مدعاة للاحباط والفشل، وهذا ما تبتغيه العلمانية والراسمالية في احتلال عقول الشعوب، وقلب مفاهيمها، لتجعلهم شعوبا متخلفة تعيش فقرا مدقعا ونفوسا مقهورة، وبالتالي السيطرة على ثرواتهم.

وأخيرا نحن نعيش في اخطر الفترات على البشرية بالاجمع، وفيها يتم هدم كل الركائز الذي تاسس عليه هذا العالم، وهي ركائز الدين والشرائع السماوية، وهي الوصايا السبع او العشر، التي انزلها على انبياءه من ادم الى نوح الى ابراهيم الى موسى الى عيسى الى خاتم الرسل عليهم السلام، ومنها لا تعبد من دون الله شيئا، ولا شكلا ولا صنما، واليوم جميع الالات الحديثة بتنا نعبدها ليلا ونهارا من دون الله وهذا هو الكفر، ثم  لا تقتل، فانظروا ماذا فعلت الراسمالية بتكنولوجيتها ووسائل الحرب المتطورة، التي تقتل وتحصد الابرياء قبل الاعداء، لا تزن، حدث ولا حرج حتى اصبح الانسان اضل سبيلا من الحيوان والبهائم، لا تسرق، كم نسمع عن قصص الفساد، وتعاطي الرشاوي، لا تشهد شهادة زور، احترم اباك وامك الخ... 

فهذه الوصايا هي بمثابة القوانين الطبيعية، وهي حيوية وضرورية لوجود المجتمع البشري السليم لضمان الاستقرار الاجتماعي، وتوفر المعايير للتوحيد التي يمكن أن يتمسك بها كل الفرد، وايضا توفر قدرا من القداسة في مجالات الحياة المختلفة،  ومن خلال  مراعاتها  يمكن للبشر كله أن يحقق التقدم الحضاري والكمال الروحي، فعلينا جميعا التمسك بها من اجل الحفاظ على انفسنا، وبالتالي على عالمنا البشري، والتيقظ من غفلتنا عن اخرتنا، وعدم نسياننا الخالق، والاستعاذة به من فتن الزمان بالعصمة منها، بفهم حقائق الدنيا، والوقوف على حقائق الاخرة، والقناعة والإخلاص(الا عبادك منهم المخلصين)، والتواضع، والأعمال الصالحة، وحب الخير، وعدم الانجرار وراء الاسباب التي تورثنا الاختلاف مع انفسنا ومع من نعيش معهم، لأنها في النهاية تورثنا فسادا، ونحقق مآرب الابليس الرجيم وقانا الله الفتن.

תגובות

מומלצים