نظـرة في الرسل والرسالات وعيد الاضحى ضحى وتضحيات !!!

قال تعالى وعز من قائل: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا مَن رحم ربك"، وقال أيضا جل ثناؤه: "ولو شاء الله لجعل الناس أمةً واحدة ولا يزالون مختلفين"، وأيضا:

13.10.2015 מאת: منير فرّو
نظـرة في الرسل والرسالات وعيد الاضحى ضحى وتضحيات !!!

"ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل مَن يشاء ويهدي مَن يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون"، وأيضا: "ولو شاء ربك لآمن مَن في الأرض كلهم جميعا"، وأيضا: "ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل مَن يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير".

الجزء 1

والآيات في ذلك كثيرة تختلف في النص ولكنها تتفق في المعنى، والمعنى أن الله تعالى خلق العباد بدون إرادتهم ولكنه خيّرهم بإرادتهم فما يعملون من خير مثقال ذرة فسيرونها وما يعملون من شر مثقال ذرة أيضا سيرونها والله ليس بظلام للعبيد، فالإيمان به تعالى في الدنيا  ليس بالإكراه والجبر، بل بالتخيير ليحق الثواب والعقاب في الاخرة بالقسطاس والعدل، لان عبادته تعالى في الاخرة للكفار به في الدنيا  سوف تكون كرها وجبرا وللمؤمنين طوعا وغبطة، لقوله تعالى: " ولله يسجد من في السموات طوعا وكرها".

فالأديان جميعها منذ أن خلق الحق سبحانه الكون جاءت من عنده وتنطق باسمه، وتستمر من رسالة إلى رسالة إلى اجل معلوم، وهذا الأجل هو اليوم الموعود الذي تنتظره جميع الأمم فيه يخلص الله المضطهَد البائس من الأمم الكافرة المستعلية على كلمة الحق، فالرسالات السماوية دعت إلى عبادة الله بلا إشراك فيه أحدا، وتكرارها للارتقاء في معرفة الله وتوحيده ولتستقر تلك المعرفة وتثبت، وكلمة الله التي أرسلها يد رسله، مثل البذرة التي يزرعها الزارع في الأرض، ثم تبدأ بمراحل نموها لتصل إلى شجرة، ثم لتعطينا الثمار الطيبة التي هي الغاية والهدف،

فغاية كل رسالة الرسالة التي تليها إلى آخر الرسالات والتي تكون خاتمتهم، ثم يكون جزاء الله ثوابه وعقابه على إتباع ومخالفة رسالاته، فمن يكفر برسالة واحدة فله عذاب الاخرة، فاختلاف الرسل واللغات لا يفقد للدين جوهره، والخالق تعالى بعث لكل عصر رسولا يكلمهم بما أمره الله تعالى بما يتلاءم وروح العصر ومفهومه، لقوله تعالى :

" لكل أمة شرعة و منهاجا"، لان الشرائع تغيرت من أمة لأخرى، وبالتالي من بيئة لأخرى، والإسلام ختمهم جميعا، واعترف بهم جميعا وهو المحطة الأخيرة قبل يوم القيامة،  لقوله تعالى : " الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم، نزل عليك الكتاب بالحق، مصدقا لما بين يديه، وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس، وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد، والله عزيز ذو انتقام،  إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء، لا إله إلا هو العزيز الحكيم،  يخبر تعالى أنه يعلم غيب السماوات والأرض".

نظـرة في الرسل والرسالات وعيد الاضحى ضحى وتضحيات !!!

فسيدنا آدم عليه السلام بعثه الله ليكون له خليفة في الأرض بعد  أن كانت الأرض من قبل خلقه عليه السلام، معمورة بالجن والنسناس والسباع، وغيرها من الحيوانات، وأنه كان لله فيها حجج وولاة، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وحدث أن طغت الجن وتمردوا، وعصوا أمر ربهم، فغيروا وبدلوا، وأبدعوا البدع، فأمر الله سبحانه الملائكة، أن ينظروا إلى أهل تلك الأرض، وإلى ما أحدثوا وأبدعوا، إيذاناً باستبدالهم بخلق جديد، يكونون حجة له في أرضه، ويعبد من خلالهم، بقوله تعالى في الكتاب المبين: "إني جاعلٌ في الأرض خليفة".

وبذلك صار آدم خليفة على الأرض بأمر من خالق الكون وصار إماما للناس يأتمون به ويطيعون أمره، فهو أبو البشر والبشرية جمعاء دون تفرقة، ولذلك قال تعالى في التوراة: "خلق آدم على صورة إله بني إسرائيل"، يعني طاعة آدم من طاعة الله وعصيان آدم من عصيان الله، ولهذه المنزلة أسقط الله تعالى إبليس من جملة الملائكة لعدم سجوده أي طاعته لآدم، لأنه بذلك كان قد عصى أمر الله بالسجود لآدم وكان من الكافرين كقوله تعالى: "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق"، ثم استمرت دعوة آدم إلى توحيد الخالق بتواتر خلفاء له من أبنائه،

ولما لم يكن آدم (ع) من أولي العزم، مال الناس إلى الشرك فبعث الله نوحا عليه السلام أول أولي العزم  بالطوفان ليطهر الأرض من فساد البشر بعد مخالفتهم لأوامر الله ورسله الكرام، ودعاهم إلى الله بأنواع الدعوة في الليل والنهار والسر والجهر، وبالترغيب تارة وبالترهيب أخرى، لكن أكثرهم لم يؤمن بل استمروا على الضلال والطغيان وعبادة الأوثان، ونصبوا له العداوة ولمن آمن به وتوعدوهم بالرجم حتى أنزل الله الطوفان ونجى نوح ومَن معه من المؤمنين ونوح عليه السلام بن لامَك بن مَتُّوشَلَخَ بن أخَنوخ ـ وهو إدريس ـ بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر.

وكان بين نوح وآدم عشرة قرون ولبث سيدنا نوح في قومه يدعوهم إلى الإيمان ألف سنة إلا خمسين عامًا لقوله تعالى: "فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا".

ثم جاء بعد نوح سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء وهو ثاني أولي العزم يدعو الناس إلى عبادة الله وتوحيده وينهى عن عبادة المخلوقين والأصنام، فكان عصره عصر اشتهر بعلم الكيمياء، وكانت معجزة سيدنا إبراهيم أن حول النار بردًا وسلامة، وهذا فوق الطبيعة (ميتافيزيقا) لقوله تعالى: "قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم"، ثم جاءت تضحية سيدنا إبراهيم بابنه معجزة بأن افتداه الله بكبش لتكون عبرة إلى قادم الأيام.

ثم بعث الله سيدنا موسى بن عمران عليه السلام ثالث أولي العزم ليخرج المؤمنين الذين اتبعوا سيدنا يعقوب عليه السلام وآمنوا بأنه نبي مرسل ومن سلالة الأنبياء، فهو ابن سيدنا إسحاق وإسحاق ابن سيدنا إبراهيم عليهم السلام،  ويعقوب كان اسمه إسرائيل أي عبد الله أي أسير الله وكان له اثنا عشر ولدا وهم الأسباط الاثنعشر الذين تسموا ببني إسرائيل، وكل من آمن برسالتهم صار يدعى من بني إسرائيل، لأن دعوة بني إسرائيل لعبادة الله والتصديق بالرسل كانت قبل مبعث سيدنا موسى كليم الله فلما انتقل بنو إسرائيل  أي يعقوب إلى مصر بعد القحط الذي أصاب البلاد، وبعد أن باعوا أخاهم يوسف حسدا لمكانته عند أبيه وعلو شانه في مصر حتى صار عزيزا لمصر وأمره مطاع، والله يعطي الحكم لمَن يشاء سكنوا فيها مكرمين إلى أن ظهر فرعون قبل ولادة  موسى وادعى الإلوهية وقال: "أنا ربكم الأعلى" حتى أثار الفتنة والمحنة على من آمن برب بني إسرائيل.

وكان عصر موسى موصوفا بالسحر فمد الله سيدنا موسى بالعصا المعجزة ففعلت عشر ضربات فاقت سحرة مصر حتى ضاقت نفوسهم وعلموا أن فوق كل ذي قدرة قدير، وكانت ارادة الله ان يخرج بني اسرائيل من عبودية فرعون وظلمه الى ارض اسرائيل، ارض الموعودة وارض الميعاد"،  وكانت اشارات التوراة كلها للوعد الاخي، وان شعبا يختاره الله لأخلاقه الحميدة وصدقه ووفاءه بالعهد، الذي قال عنه في القرآن :

"لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا"، وهو العهد الموثق المربوط ربطا دقيقا وهو عهد الفطرة، وذلك لان الاشارات في الاديان منذ زمن نوح –ع- تشير الى تفضيل بني اسرائيل  على العالمين، وان جميع الرسالات بعد سيدنا نوح –ع- ذكرتهم واختارتهم ووعدتهم بملك الاخرة عند مجيء المسيح، ولكن كل هذا  بعد تميم جميع الرسالات، وإتباع ما أنزل فيها من عبادات، لذلك قال تعالى في القران : " و لقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم و النبوة و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على العالمين"، وقال ايضا:

" ولقد اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ "، فاختيار الرب لبني اسرائيل على علم ومعرفة ودراية  بالوفاء بالعهد والميثاق الذي اخذوه على انفسهم بان لا يعبدوا إلا اياه، ولا يشركوا به سواه، وان يطيعوا اوامر،ه ويؤمنوا بما يرسل لهم من الرسل ولا يقتلوهم، فمن آمن منهم بالرسل الذين جاؤوا بعد اخراجهم م مصر فهم المفضلون على العالمين وهم الصالحون الذين يرثون الارض في الاخرة يتبع في العدد القادم وكل عام وانتم بألف خير بمناسبة عيد الاضحى .

תגובות

מומלצים