نظرة في "رجل أحدث ثورة اجتماعية سياسية في حياة الدولة، الطائفة والمنطقة"

قال تعالى في كتابه المجيد:" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم لقد شاء القدر ان يخص طائفتنا في البلاد بشخصيتين قل مثيلهما ومما زادهما علوا ومجدا شامخا ظهورهما في القرن الاخير الذي فيه عاد اليهود الى ارض الاباء والاجداد بعد شتات دام الفي عام

04.08.2021 מאת: منير فرو
نظرة في "رجل أحدث ثورة اجتماعية سياسية في حياة الدولة، الطائفة والمنطقة"

 

مما عمل مخاض اليما لولادة دولة تختلف اختلافا كليا عن كل دولة في شرقنا هذا مما جعل المنطقة تضطرب عقائديا وسياسيا وجغرافيا فازهق الدماء وجلب الحروب والتوتر الذي ما زال حتى يومنا هذا وتلك الشخصيتان  هما فضيلة المرحوم سيدنا الشيخ امين طريف الرئيس الروحي للطائفة الذي خدم الطائفة اكثر من 60 عاما والشخصية الثانية السيد امل نصر الدين الذي سيكون سياق الحديث عنه فشخصية امل نصر الدين هو شخصية عظيمة ظهرت في أوساطنا نالت على احترام وتقدير الجميع وكان لها الفضل الكبير في حفظ الطائفة في زمن تغيرت فيه اللعبة السياسية في الشرق الأوسط. 


أمل نصر الدين، عضو الكنيست في حزب الليكود سابقا ورئيس بيت الشهيد الدرزي حاليا،  وهو يستحق كل تقدير وتبجيل لانه ولد زعيما بلا   منافس،

 

امل نصر الدين  شخصية  تربعت على عرش الزعامة السياسية والاجتماعية أكثر من 50 عاما وما زالت تعمل واستطاع أن يقوم بإعمال عجز غيره أن يقوم بها بفضل عمله الجدي والدؤوب من اجل مجتمعه طائفته وطبعا دولته المتعددة الطوائف والجنسيات التي طالما تغنى بديمقراطيتها. 

 

فهو الأب الروحي للساسة الدروز لامتلاكه شخصية كرازماتية  يفعل قبل أن يقول يعمل دون كد أو تعب لا يخيّب من يقصده ولو كان من كان من أبناء جلدته أو غيرها من عائلة كبيرة أو صغيرة  فهو لا يميّز بين إنسان وآخر وقومية ومذهب ودين واثباتا على ذلك اختار السيد امل الدكتور رمزي حلبي انطلاقا من مؤهلاته ومكانته المرموقة وكونه ابا ثاكلا ان يكون مديرا لبيت الشهيد الدرزي دون الاخذ بالحسبان العائلية والتعنصر لها بل اختاره من منطلق ايمانه به بانه اهلا لهذا المنصب ومن هنا ابارك للدكتور رمزي حلبي هذا المنصب متمنيا له التقدم والنجاح. 

 

السيد امل كان وما زال عنوانا لكل قاصد فهو يؤدي واجبه تجاه كل فرد يقصده طالبا المساعدة فكم من كنيس وكنيسة وجامع وخلوة ومقام مقدس ساهم وساعد في بناءه وطالب مكاتب الداخلية والوزارات والمسؤولين بحل مشاكل للمسيحيين والمسلمين والبدو والشركس والدروز وحتى اليهود من غربيين وشرقيين وأيضا شعوب من بلاد أخرى ،

 

فالسيد أمل بالرغم من أنه كان "ليكوديا" إلا أن كلمته كانت مسموعة لدى جميع الأحزاب، لقد نشأ السيد أمل على حب درزيته واجتماعات المسنين في الدواوين ومشاركة أفراح الناس وأتراحهم  متجاوزا العائليات ومخترقا كل الحواجز التي تقف في سبيله.

 

فهو لا يخشى شيئا لأنه يمزج بين لينه وغلاظته مما جعله يرتقي الدرجات العالية في المسؤولية ويجلب الخير لمجتمعه وكونه عصاميا زاده الشيء نموا وازدهارا اقتصاديا واجتماعيا وطبعا سياسيا في البداية كان طريقه شائكا ولكن لتوفر إمكانيات الزعامة فيه ولمزجه بين الإنسان البدائي والحضري صار محط أنظار المجتمع الدرزي العربي والإسرائيلي على حد سواء فكان يحظر جميع الناسبات والاحتفالات التي فيها تقرير المصير.

 

ويظهر دائما في الصف الأول مع المشائخ والزعامة العشائرية, رجال الكنيست والقضاة حتى ارتقى من زعيم محلي إلى زعيم قطري له مواقفه وتلبي القياده ندائه فصار حلقة تواصل بين طائفته والدولة العبرية الحديثة العهد خصوصا بعد دعوته إلى خرط أبناء الطائفة في الخدمة العسكرية عام 1953 مما كان له تأثير كبير على مستقبل الدروز في تقرير المصير والانخراط في كل مؤسسات الدولة الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبنية التحتية.


 بالرغم من وجود معارضين لهذه الخدمة بسبب الظروف الذي ولدت فيه دولة إسرائيل وهو النزاع على أرض لشعبين وكان خيار التحاق الدروز بالدولة العبرية أمرا صعبا لأنه تنازل عن انتمائهم ولكن الدروز دائما يحرصون على كرامتهم مع البقاء على انتمائهم فاختاروا البقاء في أرضهم مكرمين دون أن يشردوا ويصبحوا لاجئين مضطهدين خاصة في ظل تخاذل العرب أمام المصير.

 

لقد استطاع السيد أمل من تغيير النهج الإداري في القرى فقد غيّر حكم المخترة التي تبنى عليها العائلات الكبيرة إلى حكم المؤسسة المنتخبة السلطة المحلية ذات القوائم  وبذلك تقرر إجراء انتخابات للمجلس المحلي عام 1957 وخاض المعركة الانتخابية بنمط انتخابي غير تقليدي حيث ترأس قائمة من شباب قريته لا تمثل العائلات بل تمثل القوى الشابة الناهظة بالرغم انتمائه إلى عائلة كبيرة ومحترمة لقد انطلق السيد أمل نصر الدين من قريته دالية الكرمل من الحياة البدائية والعمل في الأرض والرقص الفلكوري إلى حياة المدينة ودولة المؤسسات مخترقا صعوبات التباين والفروقات ليلحق بركب الحضارة الإسرائيلية الغربية الشرق أوسطية ويأتي بايجابياتها إلى مسقط رأسه لينقلها بدوره إلى باقي القرى وهنا تكمن قوة هذا الزعيم بين الجمع بين نقيضين حياة الجبل وصعوبته وحياة السهل ومدنيته ،لقد استمد أمل نصر الدين قوته من دعاء فضيلة الشيخ أمين طريف الرئيس الروحي للطائفة له بالتوفيق والعمل بنصيحته ومشورته ورأيه السديد.

 

وقد تلقى السيد أمل من فضيلته الكثير من الرسائل فيها فضيلته يشيد من مواقفه ويدعو له بالبركة، لقد عمل السيد أمل على إرضاء المشايخ واستمالتهم بأعماله التي ترفع من كرامة الطائفة حتى انه اذا اراد ان يدخل مكانا اجتماعيا يرفض ان يدخل امام شيخ يلبس عمامة ولو كان ابن الخامسة عشرة من عمرة وهذا ان دل على شيء فانه يدل على شخصية امل وما يحمله من تواضع و ايمان  برجال الدين ومكانتهم وعقيدتهم الراسخة وحبه للطائفة وكرامتها والعمل من اجلها واجل تعزيزها لا لاغراض شخصية دنيوية. 

 

 إن خدمات السيد أمل نصر الدين لا تعد ولا تحصى فهو رجل المواقف الكريم المعطاء الذي يبني زعامته من كيسه لا يتكل على الآخرين فهو الذي عمل المنصب وليس المنصب الذي عمل السيد أمل بعكس غيره الذين تسلموا مناصب في الدولة ولكن المنصب كان اكبر منهم ولم يحققوا 1% مما حققه السيد أمل فالسيد أمل بذل من ماله ومن وقته من أجل الآخرين يفتح بيته ليل نهار ليستقبل ضيوفه من العامة والخاصة يحل المشاكل المستعصية يصلح ذات البين يردع الصدع بين العائلات والطوائف كم من عائلة تشردت بسبب قضية قتل أعادها بعد إقناع أصحاب القتيل برفع راية الصلح ودفع الدية.


 
إن أعمال السيد أمل نصر الدين تجاوزت الحدود الإسرائيلية لتصل إلى لبنان وحتى سوريا ففي حرب لبنان بين الكتائب والدروز وقف وقفة الأسد فبذل وأعطى لأبناء جلدته ما أمكنه من المساعدات بعد أن حاول أن يمنع الحرب دون جدوى وكان يؤثر على حكومة بيغن آنذاك بالحفاظ على دروز لبنان وأما العمل العظيم الذي قام به السيد أمل في لبنان هو الصلح الكبير بين دروز لبنان وتوحيد الصف الجنبلاطي واليزبكي والذي دعا إليه السيد أمل مصطحبا معه فضيلة المرحوم الشيخ أمين طريف الذي شكر السيد أمل على مبادرته التي لا تثمن وسماحة المرحوم الشيخ محمد أبي شقرا والمرحوم الشيخ أبي حسن عارف وغيرهم من باقي الأطراف المتنازعة.

 

فالسيد أمل هو رجل المنابر الشجاع الذي يرفع صوته عاليا  دون أن يحسب حسابا لأحد  ليقول كلمة الحق ويطالب بما هو حق فكم من مشروع ادخله إلى قرانا الدرزية والعربية وحتى الجولان المحتل على حد سواء في زمن لم يكن لا كهرباء ولا مصانع  ولا دوائر حكومية ولا مؤسسات ولا مصارف ولا صناديق مرضى فهو من أدخل الكهرباء والمصانع والدوائر الحكومية والمؤسسات والمصارف وصناديق المرضى وكم من أرض كانت على وشك المصادرة قام بإرجاعها وترخيصها لتكون مؤهلة للبناء والعمار وهو من اعاد مقام سيدنا سبلان عليه السلام للوقف الدرزي بكل ما يملك من حكمة وذكاء وقوة وايمان  ولا ننسى ارض ياد لبانيم في دالية الكرمل التي اقنع الدولة بمنحها لتكون تذكارا لشهداء الطائفة في حروب إسرائيل وأقام عليها القبة العظيمة الثانية في البلاد ومتحفا فريدا للشهداء والتي هزّ بها إسحاق رابين عند زيارته الأخيرة قبل اغتياله لبيت الشهداء في يوم ذكرى الشهداء عام 1995 .

 

وأيضا أضاف مؤخرا كلية عسكرية لتفتح أفاقا واسعة أمام الجنود الدروز قبل وبعد العسكرية فكم من وزير أو مسؤول هابه وانحنى أمامه ملبيا طلباته تجاه طائفته وما أحلى تلك الدقائق التي كنا نشاهد السيد أمل نصر الدين يعلو منبر الكنيست ويرفع صوته الجهوري مزمجرا كالاسد الضرغام مطالبا دولة إسرائيل بمساواة أبناء الطائفة بالشعب اليهودي ومهددا لها بكل تقصير أو تجاهل كيف لا؟ وهو الذي فرض على حكومة شمير المصادقة على قانون "مساواة القرى الدرزية بالقرى والمدن اليهودية المجاورة " بعد أن أعلن إضرابه عن الطعام أمام مكتب رئيس الحكومة وسجل تحت رقم 373 وعمل بموجبه لغاية عام 1995.


 
لقد نال السيد أمل نصر ثقة المسؤولين في الدولة كيف لا وهو الذي ضحى بابنه البكر لطفي في ساعاته الأخيرة في الخدمة العسكرية ولما قصده الرؤساء (ومنهم موشي ديان) لأخذ خاطره فكان الرجل الصبور الذي لا يجزع ولا يلين أمام صعوبات الحياة وكأنه لم يكن هو الثاكل لولده بل من جاء ليعزيه خرج من عنده كأنه هو الثاكل.

لقد نصح السيد أمل السياسيين من الطائفة وأصحاب المسؤوليات بأن يكونوا أقوياء ويعملوا للمصلحة الدرزية العامة ويطرقوا أبواب السلطات وألا يتخاذلوا فيخسروا مناصبهم، إن الطائفة الدرزية استطاعت أن تشق طريقها نحو التقدم والازدهار بفضل مجهود شخصيتين من أبنائها ألا وهما فضيلة المرحوم سيدنا الشيخ أمين طريف والسيد أمل نصر الدين وهذا تمازج بين الدين والدنيا  فالسيد أمل نصر الدين " امة في رجل"  فهو إن صح التعبير أكاديمية لتدريس القيادة والزعامة ذات الشعار " العمل لا الأمل" وكما قيل عنه: "عاصفة أحدثت ثورة اجتماعية سياسية في حياة الدولة الطائفة والمنطقة ".

 

فالسيد أمل نصر الدين إذا جئنا نسطر أعماله السياسية منذ انخراطه بها ومواقفه لا يمكن حصرها لان الذي خفي عنا أكثر ما ظهر لذلك يستحق بنظري ونظر الكثيرين ان يمنح  لقب رجل لكل سنة تمر لأن شخصية كالسيد أمل نصر الدين قلما يجود الدهر بمثلها وستبقى طائفتنا تحني لها هاماتها إكراما وتقديرا لهذا الرجل والذي لم يسمه والداه بأمل صدفة لأنه ما زال أملا للطائفة يعمل من أجلها ومن أجل العائلات الثكلى التي أعاد بنائها من جديد بعد أن تدمرت. 


لقد كان لي الشرف مؤخرا برفقة والدي الشيخ ابو زياد فؤاد فرو  وشقيقي معاد  ان نزور السيد امل في مكتبه في بيت الشهيد الدرزي لنعايده بعيد الاضحي وعيد ميلاده ال94 ونبارك للدكتور رمزي حلبي تعيينه مديرا لبيت الشهيد الدرزي من قبل السيد امل وكان لقاء موفقا وتاريخيا له وقعه المشرف. 

 

وأخيرا ما بقي لي سوى أن أتمنى له طول العمر ودوام الصحة والعطاء والفداء والتضحية والسلام.
 

 

אבו זייאד פואד פרו

פורטל הכרמל

פורטל הכרמל

פורטל הכרמל

תגובות

1. حسون לפני 3 שנים
ابو لطفي العزيز

מומלצים