تقرير المصير

30.09.2018 מאת: عصام البيض كزبلانكا
تقرير المصير

تقرير المصير نطق الحاجب صارخا يحدق في الوجوه : محكمة...

المقاعد حبلى والعيون تتصفح وجوه العدالة وملامح المشبوه، ترهقه ذلة تبكي أمه العجوز، على الفتى العازب العازف على الحياة، على البخت البخيل والأقدار الحامية، ثم ينظرها فيأسى على ما فات، ليته كان دا سعد فيسعد قلب العجوز، لكنه رقم في سجل وملف على رف طويل، ما تحقق له حلم ولا بنى سمير على سميرة، ما قبل الدنيا ولا راقص السماء فرحا، هيهات أن يرتاح الشقي وقد دخل غياهب السجون، مكرها وما كان بطلا يسعى إلى فضيحة، تضيق النفس بعد هجر الحبيب وهلاك المعانى ورحيل الأصدقاء، ظلام يسكن في كبده الفتى والنور بين أنياب الأسود، أجمعوا جميعا في حيه ومتواه أن الأرض جف نبعها ولن تعطي إلا نكد، فقال مطأطأ الرأس يخاف عيون الحكيم : أحلامي خر جموحها وكنتم شهودا على الضياع، ألم تسمع أنين الحمل وهو عند المسالخ والأركان، أما جائكم من سبأ بنبأ...؟

صبرت العقود وأسنان تلاشت أصبحت من سكان القبور، عذراء الهوى هوت في حفر عقيمة عميقة، سأم ولج الروح فكفرت وتسلل إليها شيطان رجيم، كي أنتقم للأزهار ومن الياسمين، حتى أدوي في الدروب كالمجنون المهان، فأقطع عروق الأصلع الثري وأشرب دمه ولا أتحسر على موت القرود...،

سيدي القاضي أنا كما تعلمون كيان خواء ولا رصيد، جبان الرأي وقليل الحيلة، ليس لي العصى الشهيرة وليست لدي أنغام، كنت أشتهي ولم أنل، لم أعد أحب الأهازيج والفراش، خير لا تطأه جوارحي شر يا لطيف، ماء لا يروي عطشي سم زعاف، والمظاهر في وطني سيدي القاضي عشواء، لا أحبها وصرت أحب سكون السجون، وداعا أمي فأنا في رحلة هادئة عطرة الجنبات، قررتم مصيركم وعشتم رغدا وهناء، جئت متأخرا أنا والأقران، ألفينا الغلال سرقت وسدت أبواب الفلاح.

حكمت المحكمة أنا الفتى مسطول وإنه بعد العلاج لمسجون، باقي العمر ولا نظنه يأسى، فقد قرر المصير.

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108


 

תגובות

מומלצים