الشاب والصَّبِيَّة
الشاب والصَّبِيَّة
عَادَتِ الصَّبِيَّة
الآنسة أيلول
تَحْمِلُ أَكْوَامَ الْمَصَائِب
وَجْهٌ جميل
فِي صَدْرِهَا أَصْلُ النَّوَائِب،
وَكَثِيرَةٌ هِي الْآلَام
وَكَثِيرٌ هُوَ الدَّمَار.
وَقْعُ أَقْدَامٍ وحْشِيَّة،
رُكامٌ وَدِمَاء
وأشْلاء وَغُبَار
ومآسٍ وأحْزانٌ أَبَدِيَّةٌ،
لَوْ أَنَّ النَّاسَ تَرَى خَيْرَ الْبَرِيَّةِ!
أَتَتْ لتَخْتزِلَ مِنَ التَّارِيخِ الْقَضِيَّة،
راقَبْتُها عَنْ كَثَب
وَرَاقَ لِي مُلَاطَفَةُ الصَّبِيَّة،
مُرَاعِيًا أَصْل الْأَدَب.
قُلْتُ: أرْتَجِلُ لَهَا مَشْهَدًا
أَلْعَبُ دَوْرَ البطولَةِ
وَأُظْهِرُ فِيهِ فنّي،
سَأُريها كَيْف الرُّجُولَة
عِنْدَمَا تَصْدُر منّي
تَهَزَأ مِن فزّاعةِ الطَّرَب
دمُها بنّي
ربّما أَسْوَد
يتجدّد،
تَخْلُو مِنْهُ شيماتُ الْعَرَب.
يَا بُنَيَّةُ
سأرْوي لَكِ مَا تَنْسَاهُ
كلُّ الْقصَص.
أَنَا الحَبْكةُ وَأَنَا الصِّرَاع
إذَا اشْتَعَل،
وَأَنَا الرَّاوِي بِلاَ انْقِطاعٍ،
وَأَنَا البَطَل،
وَأَنَا الضَّحِيَّة
لِي كُلُّ الْحِصَص.
فَكَيْف يُبتَرُ مِنَ التَّارِيخِ الْأُصُول؟
نَوْعِي قَد غَاصَ فِي قَلْبِ الزَّمَان
وَكَتَب: أنا كُلُّ الْفُصُول،
أَنَا الشَّمْسُ وَأَنَا الثَّمَر،
أَنَا الْخَرِيفُ وَأَنَا الْمَطَر.
فَكَيْف يُسحَبُ مِنْ تَحْتِي الْمَكَان؟
لَا ينْفَصمُ عَنْ الاسْمِ الْجَسَد!
وَهَلْ يتّقِدُ الشّوْقُ مِنْ غَيْرِ اللَّهَب؟
وَهَلْ يَكُونُ فَوْزٌ إذَا غَابَ التَّعَب؟
وَلَا يُفَارِقُ الدَّالُّ الْمَدْلُول،
كَذَبَ المُتشدِّقُ كَذَب!
مَاذَا لَوْ قصصْتُ لَهَا حِكَايَات
عَن عَنْقَاء عَرَبِيَّة
قفزَتْ مِنْ غُبَارِ الأرشيفات
وصارتْ مَرَّةً أُخْرَى فَتِيّة؟
تريّثْتُ،
تَأَرْجَح أمَامَ ناظريّ
بتثاقلٍ فُسْتَانُهَا،
فأرسلْتُ
شَقَاوَةً مِنْ عَيْنَيّ
فحطّتْ فِي عَيْنَيْها
يغشاهما السّواد
والصَّخَبُ فِي شَفَتَيْهَا.
أسْدَلْتُ فِي الْحَالِ السِّتَار
وتساءلْتُ: هَل أعْتَرِف؟
كَأَنّي فِي اخْتِبَار
مَاذَا لَو أخفقْتُ
أَن أمارسَ اللَّمْس،
فِي حَضْرَةِ 'المِسْ'،
وفشلتِ الْمَسْرَحِيَّة؟
اصفرّ وَجْهِي وامْتقَع
وَثَارَ فِي نَفْسِي السُّؤَال :
كَيْف أَعْرِضُ فلسفتي
إذَا أَعْرَضَ كَوْمُ الدَّلَّال
وَامْتَنَع؟
لَنْ أهادِنَ الْمُحَال،
سأحفظُ قِصَّتِي فِي حقيبتي
وَأجُرُّهَا فِي عَرَبَتي
عَلَى وَجْهِ الْبَشَرِيَّة
وأسابِقُ الزَّمَانِ
نَحْوَ الْكَرَامَةِ
وَلَن أتذمّر
كيف وقد تأيللت!؟*
تَذَكَّر
سَتَأْتِي يومًا الْحَقِيقَة
وَأَدْخُلُ الحَدِيقَة
فأرْتشِفُ الشَّهْد
وأتحسّسُ البُرْتُقال
وأداعِبُ الرُّمَّان وَالتُّفَّاح
عِنْدَهَا تَجْلِس النَّفْس
فِي ارْتِيَاح
وَيَبْدَأ الِاحْتِفَال.
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108


















