(أشلاء وأشياء!)
قصيدتي (أشلاء وأشياء!)
ديوان: (السليمانيات) & جزء: (عزة الخير!)
(إن فِئاماً من الناس ينشدون النصر والتمكين والعز ، ويكتفون بالأحلام والطموحات والتطلعات والآمال. وفي ذات الوقت لم يبذلوا أسباب هذه الأمال والطموحات والتطلعات ، فإنني أعتبر هذه الفئام من الناس حمقى ومغفلين. والأشلاء والأشياء التي تتناولها القصيدة - التي أقدم لها - تمحْور وتبلور هذا الهدف. كم شيّعنا إلى المقابر أحباباً وأصحاباً ومعارف، فما اعتبرنا بما نزل بهم، ولا اتعظنا من الموت ، وكفي به واعظاً.وكم رأينا أصحاب هذه الدنيا يجتهدون ويكدّون ويكدحون ، ليحققوا آمالهم فيها ، ويكون لهم ما يطمحون إليه وما يأملون.
وفي ذات الوقت نرى أصحاب الحق يكتفون فقط بالأمال والأحلام والتوقعات. ويدّعون أنهم ذوو طموحات وأمان ، ثم ها هم أولاء لا يأخذون في الحياة بأسباب تحقيق هذه الطموحات ولا تلك الأماني. إنه لا يستحق أن يعيش من لا أمل له ، وأحمق منه من كانت عنده الآمال والطموحات ، لكنه لا يعمل لتحقيق هذه الآمال وتلك الطموحات! ورحم الله الشافعي إمام المذهب إذ كان يكثر من قوله:
(أنا إن عشتُ فلستُ أعدم قوتاً ، وإن مت فلن أعدم قبراً! ففيم الخوف والحرص والجزع؟) إن الإنسان لا يعيش إلا مرة ، ولن يموت يوم يموت إلا مرة ، وإن حياته ومماته بأمر الله سبحانه وتعالى. والحياة في سبيل الدين والموت عليه أفضل من الحياة في سبيل الدنيا والموت عليها. وإذن فليحي الموحد مرة واحدة ، وليمت مرة واحدة ، ولتكن هذه وتلك في سبيل دينه وعقيدته ، وفي (الإصابة في تمييز الصحابة 3/31 ، والسيرة النبوية لابن هشام والروض الأنف 3/48) ما نصه بتصرف زهيد: (لقد رأى هذه اللحظات عمير بن الحمام في غزوة بدر بأم عينه عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لا يقاتل أحد هؤلاء القوم اليوم مؤمناً محتسباً فيقتل مقبلاً غير مدبر إلا دخل الجنة فقال عمير رضي الله عنه: يا رسول الله أما بيني وبين دخول الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ، قال:
بلى. وكانت في يده تمرات يأكلها ليتقوى بها ويعيش ويتجنب الجوع والأسقام. إنها لحياة طويلة أن يقضيها في أكل التمرات والجنة ببهائها وزينتها ولذائذها وحورها العين وهي محل تنزل رحمات الله ورضوانه تنتظره! فألقى بالتمرات وكسر قراب سيفه لأنه لا مجال لإغماده فيه ثانية ، فكان له ما أراد وما أخبره به الصادق المصدوق.)هـ.ويصدّق ذلك قولُ الله:
(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتيَ لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين). وإذن فحياة المسلم الفذ يجب أن تكون لله رب العالمين وموته يجب أن يكون في سبيل الله)
في الدرب أشلاء الجيادْ
وكأنها ظل الجمادْ
كيف انشغلتُ بآهتي
يا نفسُ من بعد الحياد؟
حتى متى نحيا ويقـ
ـتلنا الترنم ، والحِداد
ودماؤنا ، وطيوفنا
بالكاد يشربها الجراد
ونبيت في آمالنا
أسرى يُعرقلنا الفساد
ونجمِّع الأموال ، نحـ
ـسب أنها نعم العماد
ونرقّع الدنيا بديـ
ـن مليكنا ، أين الرشاد؟
وهناك من أبناء جلـ
ـدتنا كثيرٌ في الجهاد
هم يغسلون العا
ر ، رغم نعاسنا ، نعم العِباد!
ودمُ الشهيد على البطا
ح ، كما السنا ، يُزْكي الفؤاد
والروح للقيوم طا
رت ، تحتفي ، يا للسداد!
والجسم عاد إلى الثرى
والأجرُ ليس له نفاد
وتحقق النصر الذي
كان المؤمل ، والمراد
والشعر أحياه الصدى
أبداً ، ولم يخبُ المِداد
والساحة امتلأت لهيـ
ـباً من عراقيب الجياد
والكون زف البُشريـ
ـاتِ ، مُغرداً يُقري البلاد
والنفسُ بيعتْ بعدُ - بيـ
ـع الشيء - في هذا المزاد
ونقدّم الشهداء يو
ماً بعد يوم ، والعتاد
تا الله ، ما نصرٌ يُحقـ
ـق بالأماني ، والزناد
ويح الأماني ، والرؤى
هذي الأماني كالرماد
النصر تصنعه الحنيـ
ـفة والرجولة ، والجلاد
والنصر تعبئة النفو
س بسالة ، تعسَ الرقاد!
والنصرُ فوزُ المرء بالـ
ـجنات في يوم المعاد
هي موتة ، سيموتها الـ
إنسان فيما الإبتعاد؟
ما أشرف الأشلاء تهـ
ـدَى للجنان ، بلا اعتداد!
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108


















