متشاعر أمام بريق المال!
قصيدة
(متشاعر أمام بريق المال!)
أحمد علي سليمان عبد الرحيم
ديوان: (السليمانيات) & جزء: (ذل الجمال!)
موقع (الديوان) & موقع (الشعر والشعراء: صوت وصورة) & موقع (كتوباتي) & موقع (عالم الأدب) & موقع (أدب الموسوعة العالمية) & مكتبة (نور)
(كان شاعراً محترماً ، ثم تشاعر من أجل الدرهم فصار مستشعرا متشاعرًا مرذولاً. فكتبتُ له ولأمثاله من عبيد الدراهم هذه القصيدة.
أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسولنا صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض»! قيل: وما بركات الأرض؟ قال: «زهرة الدنيا» ، فقال رجل: أيأتي الخير بالشر؟ فصمت النبي حتى ظننت أنه سينزل عليه ، ثم مسح النبي جبينه ، وقال: «أين السائل؟» ، فقال الرجل: ها أنا يا رسول الله ، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا يأتي الخير بالشر ، لا يأتي الخير بالشر ، وإن هذا المال خضرةٌ حلوة ، فمن أخذه بحقه ووضعه في حقه ؛ فنعم المعونة هو ، ومن أخذه من غير حقه ؛ فهو كالذي يأكل ولا يشبع). أقول: لا ينبغي لصاحب المبدأ أن يحيد مهما كان!)
كَمْ سَفِيهٍ يضجُّ مِنْهُ القَرِيضُ!
شِعْرُهُ مِنْ وَخْزِ النِّفَاقِ مَرِيضُ
بَاعَ بِالدِّينَارِ المَشَاعِرَ تَتْرَى
لَيسَ فِيهَا مِنَ السَّجَايا وَمِيضُ
أَوَّلَ العَهْدِ بَاعَ بَيتًا فَبَيتًا
وَالجِبَالُ هِي الحَصَى والقَضِيضُ
كَانَ بَدْرًا بَينَ البُدُورِ تَسَامَى
فَتَدَنَّى ، حَتَّى احْتَوَاهُ الحَضِيضُ
كَانَ نَسْرًا يجُوبُ كُلَّ فَضَاءٍ
ثُمَّ أَوْدَى بِهِ الجَنَاحُ المَهِيضُ
ودّع اللَّحْنَ ، والتَّرَانِيمُ بُحَّتْ
وَانْبَرَى الصِّلُّ ، وَاسْتَقَالَ (الغَرِيضُ)’
ذَهَبَ المَالُ بِالمَعَالِي ، فَمَاتَتْ
إِنَّ سَيفَ الدِّينَار سَيف عَضُوضُ
وَإِذَا بِالأَشْعَارِ لَفْظٌ وَشَكْلٌ
دُوْنَ مَعْنًى بِهِ القَوَافِي تَفِيضُ
وَكَأَنَّ الأَجْرَاسَ غَابَ صَدَاهَا
هَلْ أَتَاهَا مِنَ الرِّياءِ المَحِيضُ؟
فَهَوَتْ فِي قَاعِ النَّشَازِ ، وَغَارَتْ
وَنَعَاهَا لِلْمُنْشِدِينَ العَرُوضُ
وَغَدَتْ مِنْ كَرْبِ القَرِيضِ تُعَانِي
أَثْخَنَتْهَا مِنَ الجِرَاحِ البِيضُ
تَعِسَ المَالُ ، كَمْ لَهُ مِنْ ضَحَايا!
كَمْ لأَجْلِ المَالِ ضَاعَتْ فُرُوضُ!
وَالقَرِيضُ بِدُونِ صِدقٍ سَرَابٌ
أَو حَلِيبٌ مِنَ النِّفَاقِ مَخِيضُ
كَيفَ يحْيا بِالضِّدِّ والضِّدُّ عَبْدٌ؟
والنَّقِيضُ لا يحْتَوِيهِ النَّقِيضُ
كُلّ شِعْرٍ بِالصِّدقِ يُروَى فَيحْيا
وَبِدُونِ الإِخْلاصِ شِعْرٌ بَغِيضُ
والقَرِيضُ الصَّدُوق لَيسَ يُبَارَى
إِنَّهُ شِعْرٌ طَيبٌ مُسْتَفِيضُ
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108


















