ها قد عرفتني! فمن أنت؟

25.06.2025 מאת: أحمد علي سليمان عبد الرحيم
ها قد عرفتني! فمن أنت؟

 

 


قصيدتي
(ها قد عرفتني! فمن أنت؟!)

 

ديوان: (السليمانيات) & جزء: (اختلط الحابلُ بالنابل!)

 

موقع: (الديوان)  موقع: (عالم الأدب)  موقع: (الشعر والشعراء)  موقع: (أدب – الموسوعة العالمية)  موقع: (كتوباتي)  مكتبة: (نور)  موقع: (التبراة)

 

(أراد شاب ساقط أن يُغازل فتاة لم يكن يعلم حقيقتها ، فأرسل لها عبر الخاص قائلاً: هل من الممكن أن نتعرّف؟ فكان ردها: بالطبع ممكن! ولكن دعني أقدم لك نفسي ، فإن عرفتني فقدّم لي نفسك ، وبعدها تقرر أنت وأقرر أنا استمرار التعارف من عدمه! فوافق وقال: قدّمي نفسك إذن! فقالت:

أنا حواء التي خلقت من ضلعك كيلا تؤذيها ، فلا تنس أبداً أنها قطعة منك. أنا التي أهداني الله تعالى لك حين كنت وحيداً حزيناً في الجنة تبحث عمن يؤنس وحشتك. أنا أمك وأختك وابنتك وزوجك التي تصون بيتك. أنا سورة النساء والمجادلة والنور والأحزاب والطلاق. أنا الجنة التي تكون تحت قدمي حينما أكون أمك. أنا التي أعطاني الله سبحانه نصف إرثك لا استهانة بي ، ولكن لأنك تتولى جميع أموري.

أنا التي أوصى بي الحبيب – صلى الله عليه وسلم وقال: استوصوا بالنساء خيراً. أنا من قال لها ربها: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً). أنا التي أنشّأ في الحِلية وفي الخصام لستُ أبين. أنا التي إذا كنت صالحة فأنا أفضل من ألف رجل غير صالح.

أنا التي سمع الله تعالى قولي من فوق سبع سماوات وأنزل فيَّ قرآنا وأحكاماً! إن كنت تبحث عن اللهو واللعب فاذهب إلى اللاهيات اللاعبات فأنا ومثيلاتي دخلنا وسائل التواصل لإعلاء كلمة الله ونشر فضائل رسول الله ولتهذيب سلوك الذين باعوا أنفسهم للشيطان. فمن تكون أخي؟ فقال: أنا التائب إلى الله ، وهنيئاً لأم أنجبتك ولأب رباك! فلما أعجبني ما دار بين هذه الأخت وهذا الأخ الذي كان ساقطاً ، ترجمت إعجابي شعراً ، فكانت هذه القصيدة أنشدها حكاية على لسان هذا الأخ ، فتخيلته يقول لها:)

 

حنانيكِ يا أختيَ الهادية
فقد سُقتِ لي الضربة القاضية
عرفتُكِ شمساً تذرّ الضيا
فتنتحرُ الظلمة الداجية
وداعية قومَها للهُدى
ومَن في النسا - تعدلُ الداعية؟!
وإنسانة عفة ، سَمتُها
مُناصحة الفئة الهاذية
ومِقدامة لا تخاف العِدا
وليست تُحطمها داهية
وأبلغ من واعظٍ مُصلِق
يسوق براهينه الهادية
ومعطاءة تبتغي خيرَنا
وليست أنانية جاسية
وتدعو الأنام إلى ربهم
وتسعى بهمتها العالية
وتُقنع من عنده شُبهة
وتُدلي بحُجتها الواعية
وإني اتصلت أريد الأذى
لأسقط – بالطوع – في الهاوية
حسبتُكِ مِن بائعات الهوى
مِن الطغمة الفجّة الخاوية
فقلتُ: ألا أمَة تشتهي؟
فجارية بعدها جارية!
تُسلي الخواطرَ أطيافها
وتسحر إما تكن غاوية
أداعبُها بالكلام الذي
يُدندن في الليلة الساجية
وتُعربُ لي عن مَدى عشقها
وتُسمعُني آهة حانية
إلى أن نرتب أحلى لقا
فتذهب حيرتنا القاسية
ويُبعدنا الحب عن عالم
يرانا من الفئة الغاوية
وفوجئتُ بالرد مستهجناً
سُلوكيَ والرغبة اللاهية
وصاحبة الردّ باحت به
لتسفع – والله - بالناصية
وتصدعَ بالحق مهما جرى
بألفاظها الفذة الحامية
ولم تترفق بمستهتر
برغم طبيعتها الحانية
ولقنتِ الدرس عبداً غوى
ليُفهمَه الشلة الغافية
فأيقنتُ أني سأسمو إذا
أعرتُ الندا أذناً صاغية
وكنتِ الكريمة في نصحها
وكنتُ المُحَكّم أهوائيه
لهذا استقمتُ بلا عودةٍ
إلى الفسق والأكلب العاوية
وأحمد ربي ، فقد خصّني
بأختٍ مبادئها سامية
أبانت لي الدرب فاجتزته
ونفسي على ما مضى باكية
وقلبي تسامى بإيمانه
على متعة أصبحت نائية
لقد كنتُ في الجاهلية لا
أخالفُ عن عيشة الماشية
ولم ألتزمْ بهُدى ربنا
إلى أن أتت أختنا الغالية
فكانت لروحيَ أكسيرَها
وكانت لجسميَ كالعافية
جزاها المهيمنُ خيرَ الجزا
وأدخلها الجنة العالية!

 

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים