يسمونها مدينة العشق
يسمونها مدينة العشق
نعم
هنالك من تغنوا بها
وهنالك من سردوا عنها قصصا وروايات
وهنالك من نسبوها للمجانين.
سمعت بها كثيرا.
قرأت جميع الروايات وسمعت ألف أغنية.
وشاءت الأقدار
ودست أعتابها ذات حلم....
... ذات مساء دخلتها يرافقني الحلم، تجولت في شوارعها، رقصت متخفية تحت المطر، نثرت مع الريح أوراق الشجر.
وحادثت بعض البلابل، ورسمت بمخيلتي جميع تلك الصور .
ذات مساء رافقني حلمي
فتسللت الى أزقتها المظلمة، هناك رأيته جالسا، وحيدا سمعت صوت أنفاسه تصارع البرد وتناجي السماء تارة وتارة أخرى يحاكي القمر.
ينسج قصيدة حزينة فيها شجن، فيها عشق، فيها ألف شوق لحبيب منتظر .
كان حضوره قويا، طاغيا، فسيطر على حلمي وتخلل يقظتي وجعلني أعيش بين عالمين،أهيم بين غفوة وصحوة، لاسأل نفسي مرارا
أهذا ما يسمونة القدر؟
...نزل المطر
تحت مظلته السوداء هم بالرحيل تاركا لي بقايا السماء وظلال القمر ،وتمتمات عشق لملمتها خلسة جمعتها لأحلام اتية لربما داهمتني ذات ليلة فتهت فيها وتاه مني السهر.
راودني الحلم مجددا
نعم
راودني الحلم مرارا
وفي كل مرة كان الحلم يعيشني
وكنت أنا أخوض مغامرة عشق، فأجوب شوارع المدينة وأتسكع بأزقتها بحثا عن شاعر، لربما يتقوقع بأحد الزوايا المظلمة!
أسال عنه النسيم وأجوب السماء والقمر لربما أرى إنعكاس صورته.
وأحاول أن ألمح من بين الضباب بخار أنفاسه وأسترق السمع جيدا، لربما جاء صوته، فمنح هدوء الليل بعض الدفء.
نعم هي مدينة العشق، لا أصوات فيها ولا ضوضاء
بل هادئة، كهدوء الضباء عند الفجر .
عذبة كزقزقة الطيور أول الصباح.
قالوا:
لا يدخلها إلا المجانين.
لكني لست من هؤلاء الذين جنوا !
ولست ممن تغنوا وحاكوا قصائدا وعبر!
أنا حالمة فقط...
حالمة، دخلتها لتلتقط الجمال من جميع الصور وتصيغه حروفا مشردة، ترسمها بحبر قلم على ورقة بيضاء، تشعر أحيانا بالضجر.
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108


















