(ليس من الموت مفر!)
قصيدتي (ليس من الموت مفر!)
ديوان: (السليمانيات) & جزء: (اختلط الحابلُ بالنابل!)
موقع: (الديوان) & موقع: (عالم الأدب) & موقع: (الشعر والشعراء) & موقع: (أدب – الموسوعة العالمية) & موقع: (كتوباتي) & مكتبة: (نور) & موقع: (التبراة)
(أوردت جريدة (الأنباء) الكويتية في عددها 6752 قصة حادث فظيع ، لأسرة التهمت النيران بيتها. فقامت ابتسام الابنة الكبرى بإلقاء أخواتها من النافذة والجيران يستقبلون على مراتب إسفنجية قد أعدوها وفرشوها على الأرض. وألقت ابتسام أمها بذات الطريقة لتنقذها كما أنقذت أخواتها. والكل نجا بفضل الله ورحمته! وفي النهاية كان لابتسام موعد مع الموت! حيث التهمت النار قدميها فلم تستطع إلقاء نفسها من النافذة محاولة الإبقاء على حياتها. بل سقطت في شرفة الغرفة التي اندلعت منها النيران. والناس ينظرون هول المأساة لتكون هذه المخلصة الوفية الضحية الوحيدة في هذا الحادث المروع! وجاء رجال الإطفاء ، ولكن رحى المنية كانت أسرع لابتسامة حيث وجدوها جثة متفحمة! إن الآجال قد خطها المليك بيده كما خط الأرزاق. (لكل أجل كتاب. يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)! فحييت مروءة (ابتسام) رحمها الله تعالى!)
لِوا الموت ليس بمستغربِ
وإن يكُ ليس بمستعذبِ
تأمَّلْ ترَ الموت يَجني الورى
فليس - مِن الموت - مِن مَهرب
وأسبابه - في الدنا - عُدِّدتْ
وعنا الحقائقُ لم تحجب
فهذا يموت بلا علةٍ
وبلواهُ في الأكبُد النحّب!
وهذا - لديغاً - يُلاقي الردى
وكم عاش بالأمل المُوعِب!
وهذا - صريعاً - يذوق الفنا
وقد كان - بين الغثا - يختبي!
وهذا تعقبه موته
تعقبَ خِل – به - مُعجب!
وهذي - من الموت - لم تحترس
فكانت ترى القبر كالمَلعب!
وهذي مَنيتها أقبلت
كبرق سريع الخُطا مُرعب!
وتلك - بمَن مات - لم تعتبر
فقد فتنتْ بالرخا المُصحب
وأما (ابتسام) ، فذاتٌ سَمَتْ
فتلك من العالم الأنجب
حروفي عن الوصف قد ألجمتْ
كأني بها الشمس لم تغرب
كأني بها النور في عالم
تعثر في ظلمة الغيهب
ألا (يا ابتسام) بلغتِ الذرى
من الجود بالنفس ، فلتطربي
وفي التضحيات اختصرتِ المدى
وفزتِ – هنالك - بالمكسب
وفُقتِ الأمومة في عطفها
وفي البذل فقتِ حنان الأب!
وآيات ربك كانت هُدىً
وسُنة خير الأنام النبي
وجُدتِ - بروحكِ - محبورة
ورحبتِ بالسفر المُلهِب!
وحُزتِ المروءة موفورة
وطرت لعالمها الأرحب!
وطابت – لكِ - النار وهْي الردَى
وما لفحُها – قط - بالطيب
تحملتِها رغم كل الأذى
كدُوح - دنا ظلها - خلب
ويُمناك تقذف مَن أحرِقوا
وما لاحتراقكِ من مذهب
حنانيكِ نفسُك أولى بذا
نجاتك مِن أفضل المطلب
وهذي البطولات لا ترعوي
لعيش يُداعبها مُرْطِب
تُضحّي وتبذل عن رغبةٍ
وتعطي عطاء العزيز الأبي
وتعزف لحن العطاء شذىً
يفوق شذى الفل والزرنب!
وتسخو - بما تشتهي - حِسبة
ويُنكر - بذل الكِرام - الغبي!
ويشكر رب السما سعي مَن
مَعينُ السخا - فيه - لم ينضب!
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108


















