"ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض .. ليقولن الله"

سبحانك يا مبدع الأشياء بلا مثال سبحانك يا مخترع العالمين على أحسن حال سبحانك يا منفرد بالعظمة والكمال سبحانك يا موجود بلا واجد وباق بلا زوال سبحانك يا معبود قبل الوجود بلا دال سبحانك يا واحد يا احد يا صمد يا عال.

19.12.2020 מאת: منير فرّو
"ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض .. ليقولن الله"

 

"ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض .. ليقولن الله"!!! (الجزء 5/1)
 

 سبحانك يا من لا شريك لك في فعل وأفعال سبحانك كلما طلعت شمس وهلّ هلال سبحانك أنت العزيز الحكيم المتعال سبحانك تعاليت تعاليت يا ذا الجبروت والجلال*  سبحانك عما تكنه الضمائر والوهم والخيال* سبحانك يا من له الحمد على كل حال* سبحانك بك نستعين وعليك المتكال*

قال تعالى : " سبح اسم ربك الأعلى* الذي خلق فسوى* والذي قدر فهدى* والذي أخرج المرعى* فجعله غثاء أحوى* سنقرئك فلا تنسى* إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى* ونيسرك لليسرى* فذكر إن نفعت الذكرى* سيذكر من يخشى* ويتجنبها الأشقى* الذي يصلى النار الكبرى* ثم لا يموت فيها ولا يحيى* قد أفلح من تزكى* وذكر اسم ربه فصلى* بل تؤثرون الحياة الدنيا* والآخرة خير وأبقى* إن هذا لفي الصحف الأولى* صحف إبراهيم وموسى*"،

وقال تعالى أيضا : " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد"،

الله تعالى الخالق العظيم لهذا الكون، فاطر السموات والأرض، الجاعل من الماء كل شيء حيا، الخالق من كل شيء زوجين، ليكون متففردا بالفردانية، ومتسرمدا بالصمدية، ومنزها عن الضدية، لقوله : " سبحان الذي خلق الأزواج كلها، مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون"، وأيضا: " ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون"، وأعظم الزوجين الذكر والأنثى لتكون منهم المواليد واستمرار النسل والبقاء، كقوله تعالى: " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائلا "، وأيضا: "  ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون، ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " .
الرافع السماء بلا عمد، المزين السماء بالكواكب والنجوم النيرات، والشمس والقمر للأوقات وتقييم الزمن، بقوله : " هو الذي جعل الشمس ضياء، والقمر نورا، وقدّره منازل، لتعلموا عدد السنين والحساب، ما خلق الله ذلك إلا بالحق، يفصّل الآيات لقوم يعلمون"، وأيضا: " والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم”، الشمس ذلك الضياء الذي جعله الله سبحانه وتعالى واحدا من النعم الكبرى لأهل الأرض، سخرها للإنسان، وجعلها من أسباب الحياة والاحتياجات، بداية من ضوء النهار إلى الطاقة الشمسية،

وقد شاءت قدرة الخالق أن تعتمد الحياة الموجودة على الأرض بجميع صورها على ما ترسله الشمس من حرارة وضوء، وهما يلعبان الدور الأساسي في تنمية الحياة وتطورها، وتعتمد الحياة على الأرض كذلك على تأثير الشمس في توفير الغذاء، فجميع الكائنات الحية من نبات وحيوان تدخل فيما يسمى بعملية "سلسلة الغذاء"، التي تبدأ بالنباتات الخضراء، التي تحصل على غذائها عن طريق عملية "التركيب الضوئي" أو "التمثيل الكلوروفيلي "

أو "اليخضور"، لان النبات يتميّز عن غيره من الكائنات الحية، فهو ثابت في الأرض لا يتحرك، ومن اجل حصوله على الغذاء، خصه الله بهذه العملية المعقدة، ليتم طبخ غذاءه عن طريق التمثيل الضوئي، الحاصل من أشعة الشمس، فالنبات يتغذى بما  يصنعه، ولكن لا ليتغذي فقط وإنما لتتغذى الحيوانات على هذه النباتات، وفي النهاية يتغذى الإنسان بالنباتات والحيوانات، فعظمة الخالق تتجلى بخلقه للشمس التي هي مصدر الضوء والتي اقسم بها لأهميتها، بقوله : " والشمس وضحاها . والقمر إذا تلاها . والنهار إذا جلاها . والليل إذا يغشاها . والسماء وما بناها . والأرض وما طحاها "،

 فالخالق جل وعلا  جعل الشمس وما ترسله من ضوء نعمة كبيرة على مخلوقاته لتكون سببا لغذائهم ونموهم وبقاء سلسلة الحياة، وبدون الشمس لكان عالمنا مظلما لا حياة فيه، وأيضا لم يكن هناك مصادر أخرى للطاقة، كالرياح ومساقط المياه والأخشاب والفحم والبترول والكهرباء والطاقة النووية،

فهل وجود الشمس ومجموعتها الشمسية، ووجود نظام سلسلة غذاء الكائنات الحية من البذرة التي لا ترى إلى الإنسان العاقل، كانت بفعل العدم والصدف أم بفعل قادر حكيم على كل شيء قدير ؟ وهل بقاء واستمرار دوران الكواكب التي هي جمادات لا عقل لها ولا تمييز وما تقوم بها من خدمة الأرض وما عليها، من الكائنات الحية والتي اجلها الإنسان، الذي صوره تعالى على أحسن تقويم،  هو من فعل ذاتها ؟ هذا ما يقبله إلا من عقله سخيف، ودينه ضعيف،

 فالله الجاعل لكل ما خلق رزقا ومباتا، وجعل للإنسان المتاع ورزقا تفضيلا له عن سائر مخلوقاته، وخصه بالعقل والروح الناطقة ليتشبه بالملائكة ويتشرف بالعلم والبيان، والنطق والكلام، والصنائع والمهن والحرف، بقوله: "و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها"، ودابة كل ما يدب على الأرض من حشرات وطيور كائنات حية ترى ولا ترى في البر وفي البحر، فهو تعالى الرزاق الذي لا يبخل بالعطاء ومن يقدر على مثله إلا هو سبحانه،

المنزل قطره على الأرض لتنبت الأرض نباتا، لتكون لكائناته أرزاقا، بقوله تعالى : "وهو الذي أنزل من السماء ماءً، فأخرجنا به نباتً، كل شيءٍ، فأخرجنا منه خضراً، نخرج منه حبا متراكباً، ومن النخل من طلعها قنوانٌ دانيةٌ، وجنتٍ من أعناب، والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشبه، انظروا إلى ثمره إذا أثمر وبنعه، إن في ذلكم لأيت لقومٍ يؤمنون".

الخالق الليل للسبات والراحة، والنهار للعمل والفلاحة كقوله تعالى : " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ..."،

هو الحقيقة  التي تبقى الخليقة بها حائرة، والأبصار خاسئة حاسرة،  فحقيقته تعالى الاعتراف بها ضرورة لا حقيقة، لأنه خالق كل شيء، ومنه ظهر كل شيء، واليه يرجع كل شيء، حكمة بالغة، وقدرة أزلية قاهرة، يدرك الأشياء ولا تدركه الأشياء.

 

תגובות

מומלצים