أنتم الشعراء
أنتم الشعراء
الوصايا العشر
إلى شعراء ما بعد الحداثة
فتحي فوراني
1- اجعل الغموض دينك وديدنك وليكن الإبهام المطلق سيد الموقف بحيث لا يفهمك أحد.
2- دجج قصيدتك بكمّ كبير من الأسماء الغريبة المستقاة من الأساطير والرموز اليونانية والمصرية والفينيقية والفرعونية والآرامية..التي لا علاقة لها بالسياق..ولكنها مقحمة إقحامًا مبينا. وذلك لكي توهم القارئ المسكين أنك مثقف واسع الاطلاع.
3- لا تنس أن تطعّم قصيدتك بالفذلكات والبهلوانيات الأدبية التي توهم القراء أنك مجدد ومتضلع في فنون البلاغة الأدبية والحداثة وما بعد الحداثة..أما الآخرون فمتخلفون وغير قادرين على مواكبة التطور الأدبي وأصول الحداثة!!
4- اشحن قصيدتك بالكلمات الغريبة والتراكيب اللغوية المعقدة التي يستعصي فهمها على القارئ المثقف والتي توهم القارئ العادي أنك شاعر كبير لا يشقّ له غبار ولا يفهمه إلا النخبة من المثقفين.
5- لا تبخل على القارئ بوجبة دسمة من الشعوذات والبهلوانيات والدجل كـ"الصعود إلى أسفل" أو "الأعلام المنكسة إلى أعلى" وعدد الشياطين السفسطائيين الذين يقفون على رأس الإبرة..وهلم جرًّا وجرجرة..
6- إياك ثم إياك أن تكون سهلًا واضحًا حتى لا تتهم بالبساطة المبتذلة. وإياك والإيحاء الذي يقتل العمل الأدبي والذي يعتبره النقاد المحدثون "خيانة" للإبداع..وتآمرًا على الحداثة وما بعد بعد الحداثة!
7- إضرب ضربة معلم في عملية الإبداع وكن مدهشًا..إحرص على أن تقرأ القصيدة من الشمال إلى الجنوب..ثم من الجنوب إلى الشمال..ثم من الشرق إلى الغرب..ثم من الغرب إلى الشرق..شريطة أن تحافظ على غياب الأصالة في المعنى..وتصل بذلك إلى قمة الإبداع..
8- لا تتردد في التحرش بسيبويه والخليل بن أحمد واحرص على أن تخرجهما عن طورهما وكسّر ما استطعت من قواعد اللغة العربية وتعكير صفو البحور الشعرية. أليس تكسير القواعد تقليعة عصرية تستحق أن تقتدي بها الأجيال الصاعدة من "الشعراء"؟ فأنت الشاعر الشاعر..ويحق لك ما لا يحق لغيرك من قطاريز الشعراء..وعلى رأسهم أحمد أبو الطيب المتنبي!
9- أكثر من الأخطاء الشائعة وغير الشائعة ما استطعت..ولك في مجازر الفيس بوك أسوة حسنة! فعليك بينابيع التواصل الاجتماعي التي تثخن اللغة العربية شرشحة وبهدلة وتقضي عليها قضاء مبرمًا. إن ارتكاب مجازر الفيس بوك المروّعة..هو الحل!
10- لا تتردد في طرق أبواب النقاد المهذبين، فسوف يرحبون بك قبل الترحيب بالنص، ويكون النقد مجاملة اجتماعية تنطوي على وجبة دسمة من النفاق والرياء.. وتزداد تألقًا عندما يكون النص متوّجًا بتاء التأنيث الرشيقة!
إشارة هامة إذا قمت بتنفيذ هذه الوصايا بحذافيرها فالطريق أمامك مفروشة سجادة حمراء من الورد الجوري.. نحو الشهرة العالمية..وثق تمامًا أن جائزة نوبل للآداب في انتظارك!
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108


















