السّويداء الجريحة

10.11.2025 מאת: امال أبو فارس
السّويداء الجريحة

 

السّويداء الجريحة 

 

سَيَظَلُّ إِسْمُكِ يا سُوَيْداءَ الْعَرَبْ
 عارًا عَلى أَكْبادِ مَنْ خانَ النَّسَبْ 

سَيَظَلُّ إِسْمُكِ عَوْرَةً بِجَبينِهِمْ 
وَيَظَلُّ صَدْرُكِ حامِلًا ظُلْمَ اللَّقَبْ

 كَيْفَ اسْتَباحَ الظّالِمونَ دِماءَنا؟! 
أَفَلا مَخافَةَ مِنْ إِلهٍ مُرْتَقَبْ؟!

 كَيْفَ اسْتَباحوا قَتْلَ طِفْلٍ ساذَجٍ
 في مَهْدِهِ مِنْ دونِ عُذْرٍ أَوْ سَبَبْ؟!

 كَيْفَ اسْتَباحوا قَتْلَ شَيْخٍ مُقْعَدٍ؟!
 حَرَقوهُ حَيًّا دونَ ذَنْبٍ مُرْتَكَبْ

 خانوا الْجِوارَ بِلَحْظَةٍ وَكَأَنَّهُمْ 
ما كانوا يَوْمًا أَصْدِقاءً لِلْعَصَبْ

 قَوْمٌ يَخونُ الْأَهْلَ، لا خَيْرًا بِهِ
 وَطَنٌ يَخونُ الشَّعْبَ؟! إِنّي في عَجَبْ!

 لَمْ نَسْتَمِعْ يَوْمًا بِأَنَّ حُكومَةً
 تُجْري دِماءَ شَبابِها حَتّى الرُّكَبْ

 لَمْ نَسْتَمِعْ يَوْمًا بِأَنَّ دِيانَةً
 قَدْ حَلَّلَتْ عِرْضَ النِّساءِ لِتُغْتَصَبْ

 لا يَهْتِكُ الْأَعْراضَ إِلّا ناقِصٌ
 لَمْ يَتَّبِعْ يَوْمًا لِدينٍ أَوْ لِرَبّْ
 
 سَيَظَلُّ هذا الْعارُ تاريخًا لَكُمْ
 وَتَظَلُّ في أَكْبادِنا نارُ الْغَضَبْ

 لَنْ تُطْفِئوا نارًا مُؤَجَّجَةً بِنا
 إِلّا بِثَأْرٍ يَقْتَضي مَحْوَ الْعَتَبْ

 لا... لا نُريدُ الْحاقِدينَ بِقُرْبِنا
 باتَ الْفِراقُ لَشَهْوَةً لَمْ تُحْتَسَبْ 

 هذا الْفِراقُ فِراقُ لا عَوْدًا بِهِ
 كَطَلاقِ دُرْزِيٍّ بِتَوْقيعِ انْكَتَبْ

 لا عَوْدَةً بَعْدَ الطَّلاقِ مُحالُ أَنْ
 تُفْدى كَرامَتُنا بِأَكْوامِ الذَّهَبْ

 لَمْ نَقْصِدِ الْأَشْرافَ في كَلِماتِنا
 بَلْ نَقْصِدُ الْكُفّارَ مَنْ قَصَّ الشَّنَبْ
 
مَنْ أَحْرَقَ الْأَحْياءَ دونَ مَخافَةٍ 
مَنْ يَحْمِلُ السِّكّينَ ذَبّاحَ الرَّقَبْ

 مَنْ أَحْرَقَ الزَّرْعَ النَّضيرَ بِأَرْضِهِ
 مَنْ كَفَّرَ الْأَدْيانَ مَنْ لَمْ يُنْتَخَبْ

 ما أَكْثَرَ الْأَشْرافَ في أَوْطانِنا
 لكِنَّهُمْ سَكَنوا كَما لَوْحِ الْخَشَبْ
 
ما اسْتَنْكَروا خَسْءَ الْفِعالِ بِكِلْمَةٍ 
نَفَخوا الصُّدورَ كَريشِ طاووسٍ كَذَبْ

 شَعَروا بِأَنَّ الْكَوْنَ مُلْكُ يَمينِهِمْ
 وَبِأَنَّهُمْ أَرْبابُ كَوْنٍ مُغْتَصَبْ
 
وَبِأّنَّ أَرْضَ اللهِ قَدْ خُلِقَتْ لَهُمْ
 لَهُمُ الْخَيارُ بِمَنْ يُعَزُّ وَمَنْ يُسَبّْ 

لَهُمُ الْقَرارُ بِأَنْ تَعيشَ بِأَرْضِهِمْ
 لَهُمُ الْبَقاءُ وَكُلُّ آخَرَ لِلْمَكَبّْ
 
وَبِأَنَّ رَبَّ الْكَوْنِ سَلَّمَ أَمْرَهُ
 لَهُمُ الْوَصايَةُ بَعْدَ إِظْهارِ التَّعَبْ
 
أَظَنَنْتُمُ أَنَّ الإلهَ مُغَيَّبٌ
 قَدْ أَوْكَلَ الدُّنْيا إِلَيْكُمْ وَانْسَحَبْ؟!

حاشاهُ أَنْ يَخْتارَ مِنْ بَيْنِ الْوَرى
قَوْمًا مُصابًا بِالْجُنونِ بِالْكَلَبْ

حاشا لِقُرْآنِ الْكَريمِ بِفَتْوَةٍ
 فيها الْحَقارَةُ وَالنَّجاسَةُ تُرْتَكَبْ 

الدّينُ دينُ اللهِ مَبْعَثُ عِفَّةٍ
 دينُ التَّسامُحِ وَالتَّواضِعِ وَالأَدَبْ

 مَنْ يُبْتَلى بِالْقَهْرِ يَحْقِرُ غَيْرَهُ 
لا يَقْهِرُ الْأَحْرارَ أَنْذالُ الصَّخَبْ
 
مَنْ لَمْ يَذُقْ طَعْمَ الْكَرامَةِ مَرَّةً
 سَيَعيشُ نَذْلًا في الْحَياةِ وَإِنْ غَلَبْ 

حُرِّيَّةُ الدُّرْزِيِّ لَيْسَتْ بِدْعَةً
بَلْ جينَةً بِالدَّمِّ تَجْري لِلْمَصَبّْ  

يَنْثالُ في عُمْقِ الْوَريدِ رُضابُها
فَتَراهُ كَالسَّبْعِ الْمَهيبِ إِذا وَثَبْ 

مَنْ لا يَهابُ الْمَوْتَ يَحْيا شامِخًا
 فَالرّوحُ باقِيَةٌ وَجِسْمٌ في التُّرَبْ 

 إِنَّ الْحَياةَ كَمَوْجِ بَحْرٍ هادِئٍ
 في غَفْلَةٍ سَتَجُرُّنا لِلْمُنْقَلَبْ

 وَيَجيءُ يَوْمٌ لِلْحِسابِ مُؤَكَّدًا 
وَسَيُحْرَقونَ بِنارِ أَلْسِنَةِ اللَّهَبْ
 
سَيَجيءُ يَوْمٌ وَالْحَقيقَةُ تَنْجَلي
 وَيَعودُ حَقٌّ للدُّروزِ قَدِ انْسَلَبْ

 وَسَيَشْرَبُ الْجاني كُؤوسَ مَرارَةٍ 
بِمِقْدارِ ما أَسْقى سُمومًا وَانْشَرَبْ 

وَسَيَشْهَدُ التّاريخُ أَنَّ رُؤوسَنا
 لا تَنْحَني إِلّا لِرَبٍّ أَوْ لِأَبْ

نَحْنُ السِّباعُ وَلِلْأُسودِ رُؤوسُها
لَسْنا نُذولٌ لِلْجَراذينِ الذَّنَبْ
 
دَمُنا نَقِيٌّ بِالصَّفاءِ مُعَتَّقٌ 
تَوحيدُنا نالَ الصَّدارَةَ بالرُّتَبْ

دينُ التَّسامُحِ وَالعَفافِ لَدينُنا 
وَالرَّمْزُ خَمْسَةُ ثُمَّ يَوْمٌ يُحْتَسَبْ 

إِنْ جاءَ مُحْتاجٌ إِلَيْنا لَيْلَةً
 نَفديهِ بِالْغالي وَإِنْ كَبُرَ الطَّلَبْ

 إَنْ جاءَ غَدّارٌ بقَصْدِ أَذِيَّةٍ
تَلْقاهُ مَيْتًا بِالْجِدارِ قَدِ انْصَلَبْ
 
مَنْ ماتَ مِنّا سَوْفَ يَحيا عاجِلًا
لا نَفْعَ فَوْقَ نُعوشِنا أَن يَنْتَحَبْ 

 مَنْ ماتَ مِنّا سَوْفَ يَقْفِلُ راجِعًا
 وَيَصيرُ ضِرْغامًا وَيَحْلِفُ بِالشَّنَبْ

 

תגובות

מומלצים