دَرْسٌ في اللُّغَةِ وَالِاشْتِقاقِ
دَرْسٌ في اللُّغَةِ وَالِاشْتِقاقِ :
وَشَيْءٌ مُنْ أَخْبارِ ابْنِ دُرَيْدٍ الْأَزْدِيِّ (ت ٣٢١ هج) :
اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ لُغَةُ اشْتِقاقٍ ، نَشْتَقُّ مِنَ الْجَذْرِ أَفْعالًا وّمَصادِرَ.
وَخَيْرُ مَنْ أَلَّفَ فِي هذا الْمَوْضُوعِ
الشَّاعِرُ اللُّغَوِيُّ وَالنَّحْوِي صاحِبُ الْعَرَبِيَّةِ ابْنُ دُرَيْدٍ أبو بكرٍ الْحَسَنُ الْأَزدي، صاحِبُ مُعْجَمِ جَمْهَرَةِ اللُّغَةِ، بِأًَرْبَعَةِ مُجَلَّداتٍ كَبِيرَةٍ، الرّابِعُ منها فَهارِسُ، وَبِدونِها لا تَسْتَطِيعُ إخْراجَ كَلِمَةٍ واحِدَةٍ دُونَ عَناءِ. وَلَهُ أَيْضًا الْمَقْصُورَةٌ، وَهِيَ قَصِيدَةٌ طَويلَةٌ رَوِيُّها الْأَلِفُ الْمَقْصُورَةُ. جَمَعَ بِها كُلَّ الْكَلِماتِ فِي الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي تّنْتَهِي بِالْأَلِفِ الْمَقْصُورَة. وَإلَيْكَ مَطْلَعُها: الْلسيط
يا ظَبْيّةً أَشْبَهُ شَيْءٍ بِالْمَها
تَرْعَى الْخُزامَى بَيْنَ أشْجارِ النَّقا
(الْخُزامَى: نَباتٌ لَهُ رائِحَةٌ طَيِّبَةُ، النَّقا: الرَّمْلُ)
إمّا تَرَيْ رَأْسِيَ حاكَى لَوُنُهُ
طُرَّةَ صُبْحٍ تَحْتَ أَذْيالِ الدُّجَى
(الطُّرُّةُ: شَعْرٌ فِي مُقَدَّمَةِ الرّأْسِ قَدْ شابَتْ فَشَبَّهَها بِفّلَقِ الْفَجِرِ تشبيهُ التَّمْثِيلِ، أَذْيالِ الدُّجَى: بَقايا ظّلامِ اللَّيْلِ)
- وَاشْتَعَلَ الْمِبْيَضُّ فِي مِسْوَدِّهِ
مِثْلَ اشْتِعالِ النّارِ فِي جَزْلِ الغَضَى
( الْغَضَى، وَيُكْتَبُ أَيْضًا بِالْأَلِفِ الْمَمْدودَةِ، شَجَرٌ صَحْراوِيٌّ كَثيفٌ سَهْلِ الِاشتِعالِ. أَيْضًا تَشْبيهُ التَّمْثِيلُ)
أَمّا كِتابُ الِاشْتِقاقِ فَهُوَ مَوْسُوعَةٌ نادِرَةْ في جُزْئَيْن ضَخْمَيْنِ فِي اشْتِقاقِ الْأَسْماءِ وَالْأَعْلامِ وَشَرْحِ مَعانِيها، وَبَيانِ أَوْزانِها، وَضَبْطِ اللَّفْظِ.
سارَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي تَرْتِيبِ مادّةِ كتابِهِ حَسْبَ قَبائِلِ الْعَرَبِ، يَذْكُرُ الْقَبيلَةَ وَالْجَدَّ الْأَوَّلَ وَنَسْلَهُ أَيْ رِجالُهُا وَأُمَّهاتُهُمُ وَنَسَبُهُمْ. وَهَكَذا إلَى نِهايَةِ الْقَرْنِ الثّالِثِ الْهِجْرِي .
بَدَأَ كِتابَهُ بِنَسَبِ الصَّحابَةِ الْعَشْرَةِ الْمُبَشَّرين بِالْجَنّةِ. ثُمَّ انْتَقَلَ إلَى أَسْماءِ الْقَبائِلِ الْعَرَبِيَّةِ الْواحِدَةِ بَعْدَ الْأَخْرَى.
حَقًّا إنَّهْ كِتابٌ ثَمِينٌ جَدِيرٌ بِالِاطِّلاعِ .
نَموذَجٌ مِنَ الْكِتابِ:
"وَمِنْهُمْ عِياضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، كَانَ مِنَ الْفُرْسانِ، وَكانَ يُلَقَّبُ بِمُحَطِّمِ الْخَيْلِ ، وَمِنْهُم أَبُو صَفِيَّةَ الْمًهاجِرُ، كَانَ هاجَرَ إلَى رَسُولِ اللهِ، وَمَرَّ يَوْمَ الْيَمامَةِ بِرَجُلٍ مِنْ حَنِيفَةَ صَريعٍ فِي الْقَتْلَى، فَرَآهُ يَتَحَرَّكُ، فَأَرادَ أَنْ يُجْهِزَ عَلَيْهِ فَقالَ:
أَنا أَبُو صَفِيَّةَ الْمُهاجِرْ
فَقامَ الْمَصْروعُ يَشْتَدُّ.
كَيْفَ تَرَى شَدَّ أَخِيكَ الْكافِرْ
فَعَدَلَ عَنْهُ. ١: ٣٠٢
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108


















