معيارية فصيحة عامة

12.07.2025 מאת: محمد علي سعيد
 معيارية فصيحة عامة


قراءة في كتاب: "ألوان في أدب الأطفال القصة والشعر"، د. أبو فنه وآخرون.
 

الكاتب الناقد: محمد علي سعيد- مدينة طمره/ عكا.

 

أهداني الصديق العزيز والزميل النبيل والمربي الفاضل: د. محمود أبو فنه/ أبو سامي، كتابه الأخير " ألوان في أدب الأطفال- القصة والشعر"، فشكرا صادقا وحارا له. 
 

الكتاب من تأليف الزملاء الأعزاء: د. محمود أبو فنه ود. خالد عزايزه ود. سميرة نيروخ، فلهم تحيتي الدافئة وشكري العميق.

 

بداية، وقبل قراءتي للكتاب، توقعت أن أقرأ عملا جيدا وجادا، فالمؤلفون من المهتمين بأدب الأطفال عامة والمحلي خاصة، لديهم خبرة سنوات في مواكبة هذا الابداع الأدبي والإطلاع عليه والبحث فيه (فقد كتبوا عنه، وقدّموا المحاضرات التعريفية والتوجيهية فيه). 
قرأت الكتاب من الغلاف الى الغلاف، وعدت إليه متصفحا، فما خاب سقف توقعاتي، فقد كان الكتاب في مجاله جملة استثنائية في هذا الطوفان من الإصدارات (والتي أطلقت عليها وبدون تعميم مطلق: ظاهرة الإسهال الأدبي عامة، وفي أدب الأطفال خاصة، حيث تغلبت التجارة على الرسالة، والصراحة كالدواء المر لا بُد منه كي يشفى المريض).

 

يقع الكتاب في 126 صفحة من الحجم المتوسط، ويحتوي على ثلاثة فصول (ناهيك عن المقدمة والمدخل) وفيها يتطرق الى الكثير مما يتعلق بالفعل الإبداعي المُنجز في كتابة أدب الأطفال من قصة وشعر.  
 

لغة الكتاب معيارية فصيحة عامة، والسرد سلس ومتدفق بعفوية، والخط بحجم واضح ومقروء ولا يُتعب النظر/ وهذا مهم. 
 

تميّز الكتاب بالأمانة العلمية، وذلك بإثباته قائمة المراجع لكل مقالة/ مادة بالكتاب، ناهيك عن قائمة بجميع المراجع في نهاية الكتاب. كما وأثبت اسم كل من كانت له صلة بالكتاب، من استشارة ومراجعة وتدقيق ومراقبة وتصميم غلاف ودار نشر. فتحية لهذه الأمانة العلمية. 
 

في فصل المدخل، يقدم تمهيدا تاريخيا لأدب الأطفال في العالم العربي والمحلي، وتفصيلا للميول القرائية، ويقترح فعاليات عملية، وحبذا لو كان باب المدخل تحت اسم "الفصل الأول"، وحبذا لو توسّع المؤلفون أكثر في أدب الأطفال المحلي ص15.
 

في الفصل الأول: تناول المؤلفون أركان القصة، من: الفكرة والشخصيات والحبكة والأسلوب، واقترحوا فعاليات. 
 

في الفصل الثاني: تطرق المؤلفون الى أنواع القصة، من: واقعية، وعلى ألسنة الحيوان، والقصة المصوّرة، واقترحوا فعاليات ونموذجا تطبيقيا. 
في الفصل الثالث: تطرق المؤلفون الى الابداع الشعري في أدب الأطفال، من: موسيقى وأسلوب وصور شعرية، والى أنواع شعر الأطفال من: الغنائي والقصصي والحواري، واقترحوا فعاليات.   

 

بعض الملاحظات من باب: حبذا لو...
 

حبذا، لو حملت مواد المدخل (ص 7—22) عنوان : الفصل الأول، وكان الكتاب من أربعة فصول وليس من ثلاثة.
 

حبذا، لو أثبتم ملحقا مختصرا للتعريف بكم.
 

حبذا، لو تطرقتم الى أدب المسرح للأطفال. 
 

حبذا، لو أسهبتم أكثر في أدب الأطفال المحلي، (ص15 و16).
 

حبذا، لو أثبتم أسماء نسائية لها مكانتها في أدب الأطفال، وكذلك لو أثبتم أسماء أخرى من الأدباء "الذكور" ممن لهم مكانتهم (ص16).
 

حبذا، لو تطرقتم الى المجلات المحلية في أدب الأطفال. 
 

حبذا، لو...
 

 

وأخيرا وليس آخرا: إن هذا الإلمام الشمولي الى حد بعيد لأدب الأطفال (تنظيرا وتطبيقا)، الذي تطرق إليه الكتاب بمقروئية ناجحة بوضوحها وسهولة فهمها؛ مما يجعله دليلا ومرشدا وبوصلة لكل قارئ مهتم بأدب الأطفال بحيث يعمق فهمه ويجعله أكثر علمية وموضوعية، ويبعده عن الانطباعية السريعة والسطحية والمزاجية.
 

إن هذه الرسالة السامية التي يبغيها ويهدفها المؤلفون من وراء  جهدهم الفكري وإصداره في كتاب مستقل، من شأنها أن تساهم كثيرا في بلورة جميع جوانب شخصية الطفل، وتجعله شخصا واعيا ومفيدا لنفسه ولمجتمعه، فالأطفال هم رجال الغد ووجه المجتمع، والسير به نحو مستقبل جيد وأجمل، مفيد وأفضل. 
 

إنه كتاب يستحق المكان والمكانة والقراءة الواعية، نعم والقراءة الواعية.
 

للمؤلفين الزملاء والأصدقاء، لقد نجحتم وأفدتم، ولك كل التقدير والاحترام والى الأمام والمزيد من هذا العطاء المفيد.
 

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

תגובות

מומלצים