يـا جـارةَ النّيلِ
( يـا جـارةَ النّيلِ )
يا جارةَ النيلِ نشرُ الطيبِ ممشاكِ
والنـيـلُ يـغسِـلُ إجــلالاً محيّــاكِ
بي الشوقُ يعصفُ إنْ ذكراكِ عابرةٌ
كمـا تـموجُ بـبـالِ النـّيلِ ذكـــراكِ
أهـوى مروركِ في الوجدانِ ماشيـةً
كما المراكبُ فوق النـيـلِ تـهـواكِ
قد أصـلحَ الدّهرُ ما قد كان أتلـفهُ
لـمـَّـا تناهـتْ إلى عيـنيِّ عـيــناكِ
الشـّيبُ حتى وإنْ إغتـالَ صاحبَــهُ
عندي جـميلٌ وقد للقلبِ أدنــاكِ
يا أنتِ شيبي بروقُ شقـَّتِ الظـُّلُما
أبهجتُ منها وما من شيبتي بـاكـي
لقدْ عركتُ من الأيــَّـامِ فانهـَزَمَـتْ
وبعد رؤيـاكِ ما في رحلـتي شـاكي
حلاوةُ العمـرِ أنْ تحظى بـغـانـيـَةٍ
سبحانَ ربـّي الّـذي للنّفسِ حـلاّكِ
وأحْسَبُ الرّيحَ إذا هبّتْ إلى شَرقٍ
تطوي الجبالَ ومـثلي تشتهي فاكِ
خريدةٌ إنْ تـقـومي الفجرَ عـابــدةً
ريــَّـا الحدائقِ مــا فاحـَتْ كريّـاكِ
تدورُ معـركـَـةٌ في الأفــقِ ضاريــةٌ
لـيـلٌ يـطـاردُهُ صـُـبـْـحٌ لـرؤيــاكِ
ويحزنُ الطارقُ السّاري وأنـْجـُمُـهُ
ويــا هَـنــاكِ فهـذا الأفقُ يـهـواكِ
تريـنَ كلّ ابنِ أنثى يُـبـتلى سَقـَـمـًا
ويخجلُ السّقمُ إنْ يشكوهُ شكواكِ
الرّوحُ لي هَمَستْ والجهلُ يغمُرُها
يطـولُ عمري إذا أمضي بـنـجـواكِ
فقـلـتُ يـــا روحُ أيـّـامي مـُقــدَّرَةٌ
ورغـمَ ذاكَ فلنْ في العيشِ أنساكِ
وكمْ مشى بجـوارِ النيلِ من بـَشـَـرٍ
فالنـّيلُ وحـدَكِ نجمُ الدّهرِ سمّاكِ
أمــانـةً طــائــِـرَ الـوروارِ عـانـِقـهـا
واهمِسْ بنفثٍ غريبُ الـدّارِ يـهواكِ
شـوقٌ ألـَـمَّ بـهِ والـقلـبُ يـعْـصـُرهُ
أَمـا لـديــكِ فـؤادٌ ضــمَّ أسـراكِ ؟
واحْمِلْ لها يَـدَها وارْقبْ لـواحِظـَها
تـنـبيكَ سِـرًًا عصـيرَ القلـبِ حـرَّاكِ
إيـَّاكَ إيـَّاكَ يــــا وروارُ تـجرحـُهـــا
حــذارِ من دُرّ عيـنــيــهـا بإسفـاكِ
ريـفـيــَّـةُ كنتِ أمْ عصريـَّةٌ دَرَجـَتْ
يكفيـكِ يومـًا فــُـراتُ النيلِ سقـَّاكِ
الـبـختُ حلوٌ إذا عيـنـاكِ تـحمـلُني
ولا أحبـِّـذُ مـــن تـعــدادِ قـتـــلاكِ
لا تـعـجــبي رُبَّ يــومٍ قد أمـُـرُّ بــهِ
وصـُدفــةٍ بضـفـافِ النـّيلِ ألـقــاكِ
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108
