ضريح النبي هود ع في حضرموت

النبي هود أول نبي مرسل من بعد نوح عليه السلام، هو هود بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليهما السلام. كان من قبيلة يقال لها عاد، وكانوا عرباً يسكنون الأحقاف وهي جبال الرمل، وكانت باليمن.

11.01.2010 מאת: פורטל הכרמל והצפון
ضريح النبي هود ع  في حضرموت

وكانوا كثيراً ما يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخام كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ(6)إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ(7)الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَاد).

فقبيلة عاد هذه هم أول من عبد الأصنام بعد الطوفان، فبعث الله لهم النبي هود عليه السلام، {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ). فدعاهم هود عليه السلام إلى التوحيد، وذكرهم بربهم، فكذبوه وخالفوه، وتنقصوه وسخروا منه.

فلما بالغوا هددهم بعذاب ربه فبعث إليهم الريح العظيمة ورد أسمها في القرآن "الدبور" وهي ريح عقيم لا تنتج خيراً وتهب من الغرب، وكل شيء تمر عليه تجعله رميماً فانياً بالياً، وهذه الريح من قوتها أنها كانت تحمل الرجل فترفعه في الهواء ثم تنكسه على أم رأسه فتشدخه حتى يكون جثة بلا رأس، كأعجاز النخل الخاوية التي لا رؤوس لها فبقيت سبعة ليال وثمانية أيام.

للنبي هود -ع- عند الطائفة التوحيدية مكانة خاصة تتقارب ومكانة نبي الله شعيب -ع- (حتى أن مقاميهما مقام النبي شعيبمتشابهان) فهما بعثا من أجل الهداية والإصلاح، لقد قيل: "هناك أربعة أنبياء تكلموا باللّغة العربية وكانوا عربا، وهم النبي هود والنبي صالح صاحب الناقة والنبي شعيب والرسول محمد خاتم الشرائع عليهم السلام".

يشهد قبر النبي هود عليه السلام الواقع في حضرموت زيارات متواصلة ومن جنسيات مختلفة من دول العالم، فمنذ عقود يشد كثير من الناس الرحال إلى قبر النبي هود عليه السلام كتقليد سنوي يقوم به الزوار الى هذا المكان المقدس كل عام.

وتعتبر أيام الزيارة أيام عطلة عن العمل بالنسبة للمزارعين والعمال وشهر هود هو شهر شعبان، ولتقدير الزيارة سمّي الشهر وأطلق عليه شهر هود، وهذا الاسم معروف لدى العمال والفلاحين ولدى كثير من الشرائح الاجتماعية الأخرى ومشهوراً أكثر من شهر شعبان.

ويقع قبر النبي هود شمال شرق مدينة سيئون بمسافة 140 كم على سفح جبل إلى جهة الشرق من بئر برهوت.

فقد جاء ذكر النبي هود في القرآن الكريم في سورة الأعراف في الآيات من (65 - 69) وكذلك بأنه نبي من أنبياء الله أرسله إلى قومه وهم في الأحقاف وهم في سورة هود قوم عاد، وقد اعتبر الكثير من المؤرخين والنسابين أن الأحقاف هي المقصود بها حضرموت وقد تواترت الروايات في موضعها على وجه الدقة في حضرموت وموضع القبر فيها.

وقد نقل الأستاذ الحامد عن كتاب السعادة والخبر في مناقب آل باقشير إذ قال: ذكر أن ذا القرنيين زاره بحضرموت، وقال ذكر ابن هشام أن النبي سليمان بن داوود زاره أيضاً.

وقد جمع الأستاذ عـبـد القادر محمد الصبان الروايات التاريخية عن وفاة هود وقبره:

1- يقول الواقدي: ما يعلم موضع قبر نبي من الأنبياء إلا ثلاثة: قبر إسماعيل فانـه تحت المزياب بين الركن والبيت وقبر هود فانه في حقف من الرمل تحت جبل من جبال اليمن عليه شجرة تندي وموضعه أشد الأرض حراً وقبر رسول الله -ص- فان هذه قبورهم بحق.

2- يقول الهمداني: يروي لنا الهمداني قصة الرجل الحضرمي الذي أتى الإمام علي بن أبي طالب -ر- يسأله ذات يوم فقال له علي: أعالم أنت بحضرموت؟ قال: إذا جهلتها فما أعلم غيرها؟ قال: أتعرف موقع الأحقاف؟ قال: كأنك تسأل عن قبر هود؟ قال علي: لله درك ما أخطأت، قال: نعم، خرجت وأنا في عنفوان الشباب في أقلمة من الحي ونحن نريد أن نأتي قبره لبعد صيته فينا وكثرة من ينكره، فسرنا في وادي الأحقاف أياماً وفينا رجل قد عرف الموضع حتى انتهينا إلى كثيب أحمر فيه كهوف مشرقة فانتهي بنا ذلك الرجل إلى كهف منها فدخلناه فأمضي فيه فانتهينا إلى حجرين قد طبق أحدهما دون الآخر وبينهما خلل يدخل فيه النحيف متجانباَ، فدخلته فرأيت رجلاً على سرير شديد الأدمة طويل الوجه كث اللحية قد يبس على سريره وإذا مسست شيئاً من جسده أصبته صلباً لم يتغير، ورأيت عند رأسه كتابة بالعربية "أنا هود الذي أمنت بالله وأسفت على عاد لكفرها".

يقول جواد علي في كتابه المفصل في تاريخ العرب القديم: وزعم الرواة أن هوداً ارتحل هـو ومن معه من المؤمنين بعد النكبة التي حلت بقومه الكافرين من أرض عاد إلى الشحر، فلما مات دفن بحضرموت، ويدعي الرواة أنه قبر في وادٍ يقال له وادي برهوت غير بعيد عن بئر برهوت التي تقع في الوادي الرئيسي للسبعة الأودية.

إبـن بطوطـة: قد رأيت على مقربة من مدينة ظفار اليمن بموضع يقال له وادي برهوت غير بعيد عن بئر برهوت التي تقع في الوادي الرئيسي للسبعة الأودية، إبـن بطوطـة: قد رأيت على مقربة من مدينة ظفار اليمن بموضع يقال له الأحقاف بنية فيها قبر مكتوب عليه هذا قبر هود بن عابر (صلى الله عليه وسلم).

وقد شارك المؤرخون المحدثون حول الموضوع بإسهاب ومن تلك الإسهامات: يقول مؤرخ حضرموت الكبير الأستاذ صالح الحامد في كتابه تاريخ حضرموت ج1:

من أشهر وأبرز المآثر القديمة بحضرموت  قبر هود عليه السلام الواقع بالقرب من وادي برهوت شرق فغمة بنحو من 10 أميال على سفح الجبل في الشعب المعروف بشعب هود وكونه بحضرموت والمنقول المتواتر خلفاً عن سلفٍ وعلى كل حال فلا يوجد قبر للنبي من الأنبياء غير نبينا -ص-.

يبلغ في صحة تعين قبره ما بلغ منه قبر النبي هود، فقد كاد أن يتفق المؤرخون على أنه بحضرموت وفي القرآن الكريم ما يدل على ذلك  قال تعالى: "واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف" وموضع الأحقاف لا خلاف فيه شرقي حضرموت.

تلك هي أهم الروايات التاريخية قبر النبي هود كما ذكرها الأستاذ الصبان في كتابه.

תגובות

מומלצים