موازين التفعيلة في الشعر العربي

26.09.2021 מאת: عبد الكريمعبد الكريم احمد الزيدي العراق/ بغداد احمد الزيدي العراق/ بغداد
موازين التفعيلة في الشعر العربي

 

استرسالا لما سبق عن مقالاتنا في الشعر، أقول بان كثيرا من شعرائنا يغفلون عن حقيقة التحفظ بوزن البيت الشعري خارج إطار تفعيلته التي تبنى بأساس سليم ، بمعنى ان الشاعر يتمسك بصحة بناء ووزن البيت على تفعيلته ولكنه لا يأتي به في سياق البنية الشاملة للنص فيظهر الربك والخلل بغطاء البناء السليم.

 

لقد ولد الشعر قبل وضع موازين التفعيل وعلم العروض الذي تبناه رجلا من إعلام اللغة والأدب هو الخليل بن احمد الفراهيدي الذي لم يكن بالأصل شاعرا كما شاءت الصدف ولكنه وضع قواعد وأسس نظمه بنهج سمي بعده بعلم العروض ( لانه يعرض الشعر وبناءه عرضا مستفيضا) ووصف الشعر ب١٦ بحرا سنقوم بعرضها وتفصيل أوزانها وتفعيلاتها في سياق اخر.

 

ان مايهمنا ان نذكره هو ان الشعراء العرب قبل ظهور هذا الرجل نظموا شعرهم على السجية واعتماد مفهوم السمع الحسي وتطويع مفرداتهم بما بلغوه من بلاغة لغتهم السليمة وقواعد صياغة اعرابها وفق السائد من الفصاحة والبيان والجزالة ،

 

ليقرؤا الشعر حتى قبل تدوينه ، وربما ماوصلنا منه غرفة بسيطة من نهرانه التي بلغت في أعماقها ما بلغت من المتانة والقوة والجمال..

 

وعلى هذا ، فان الشاعر الذي لا يرجع بنصوصه الى قواعد الفراهيدي وتفصيلها لا يعني شاعرا اميا لا يستقيم شعره ، اذا ما امتلك حصانة اللغة وبلاغتها وعمد الى سمعه الحسي في التوصيف والتعبير واختبر نتاجه بوقع وزن بنائه كما حال المحترف في الموسيقى الذي يضع لحنه على ما تقع عيناه عليه ليزن لحنه عليها...

 

لقد وجدت كثيرا من المعارضين لهذا الطرح الذي يبرره البعض بانه تحايل وتهرب من القاعدة ، وهذا بالفعل يصبح صحيحا اذا ما اتجه شعرائنا الى بديله في النثر والحر اللذين لا يتحددان بشروطه ، ولكنه من جانب اخر يترك للشاعر حرية نظمه وأسلوب كتابته بما لا يخالف الأصل والقاعدة ويخلق بالخبرة والفهم شاعرا يعتمد السجية الصحيحة كما ابتدأها الاولون ليكتب على نهجهم باطار ابسط وأقرب بمفرداته الى ما يستسيغه القارئ ويقبله بعيدا عن نمط الرتابة والتعقيد..

 

هذه حقيقة وجهة نظر احتفظ بها لنفسي ولكنني وجدت من المفيد ان يقرأها غيري وله ان يقبلها او يرفضها ..

 

تحياتي لكم ولنا واياكم موضوع اخر ان شاء الله تعالى. 

 

 

תגובות

מומלצים