خير وشر!!
ديوان ذي القعدة (١- ٣٠):
(١) خير وشر!!
بالخير والشر ربّ الناس ممتحنٌ* والناس قسمان محفوظ ومفتتَنٌ
والامتحان بإخلاص لخالقنا* والاتباع لما جاءت به السننُ
يا أيها المرء قد جاءتك موعظةٌ* كم مات قوم وفي الأرماس قد دفنوا
الله أنزل آياتٍ مبيِّنةً* بان السبيل وبان المسلك العفنُ
كم قلت توبوا إلى الرحمن خالقكم* لكن صددتم كأن لم تستمع أذن
المؤمنون عجيب أمرهم أبدا* فكلّ أمرِهمُ خيرٌ إذا امتحنوا
فإن أصابهمُ خيرٌ له شكروا* وإن بشرٍّ أصيبوا ما به وهنوا
لكنّهم صبروا والصبر موئله* خير يعود ومن رب الورى مننٌ
(٢) هادية!!
ببسم الله يُبتدأ الكلام* بذكر الله يَلتئم الكِلام
ومن صغر نعلم ما رزقنا* من الولدان ما فيه الحرام
ونرجو بعد ذاك هناء عيشٍ* وهذا الفعل يفعله اللئام
ونلبسهم لباسا فيه فسق* لتظهر منه عورات عظام
سماعك للمعازف فيه إثم* وعزفك فيه يشتد الملام
لقد خنتم أمانة دين ربي* فكيف يُراد أو يُرجى السلام
أضعتم بعد أن ضعتم لجيلٍ* فكيف يقوم للجيل احترام
دنت هممٌ لجيلٍ ما تربّوا* على حق تساووا والنعامُ
فهل من توبة منا بحق* وهل بالشرع حكم والتزام
(٣) هادية!!
إن الأساس لما نحياه من فتن* سوء الكسوب كذا الإحداث في الدين
ما دام فينا ابتعاد عن شريعتنا* فلا سبيل إلى عز وتمكين
إن التفرق من أسباب ذلتنا* أحزاب شر وإضعاف وتوهين
أحزاب ضل أتت بالمحدثات لنا* تضلل الناس كالحيات في اللين
أشياخ سوء لصد الناس دعوتها* عن الصحيح كلذع من ثعابين
لو حققوا حقا توحيد خالقهم* ألغوا تحزبهم في الوقت والحين
لكنهم خالفوا توحيد خالقهم* باسم التدين تضليلا لمسكين
مخلفون لأصحاب النبي وهم* محالفون لإخوان الشياطين
مظاهرات وتخريب لمجتمع* هذا سبيل ذوي الكفر الملاعين
نيل السعادة في توحيد خالقنا* لا بالضلال وإنفاق الملايين
(٤) حسرة العين!!
وحسرة عيني حين ضعف يصيبها* على قوة في نافع ما استغلّتِ
أضعت قواها في دنيء وسافل* فيا ندمي فيما أضعت وحسرتي
حباك إله الكون عينا لطاعة* فهل قمت يا هذا بتقديم طاعةٍ
أتتك عظات يا فلان رأيتها* ألم تستفد منها بأخذٍ لعبرةٍ
لقد كنت مسطيعا بعين قوية* وصولا إلى حق ومجد وعزّةٍ
ولكن لأن الله لم يرزق الهدى* أضعت عيونا في سفالٍ وذلّةٍ
فيا عينيَ ابكي حق في ذلك البكا* لمن فسقوا نار تلظّت وحَقّتِ
(٥) الطيب والدماثة في أنواع ذكر الله الثلاثة
الحمد لله في الآصال والبُكَرِ* ثمّ الصلاة على من جاء بالبِشَرِ
وبعدُ هذا نظام فيه منفعة* أرجو الإله به الإجزال في الأُجَرِ
الذكر لله أقسام مثلثة* وفي تعلمها نفع لمدّكرٍ
ذكر الثناء بتسبيح وحمدلة* سبحان رب الورى والشمس والقمر
ذكر الدعاء بسؤل الله مغفرة* هذا مثال به التنوير للفِكَرِ
ذكر الرعاية أنّ الله ناظرنا* خف من إلهك خف من ذلك النظر
والحمد لله في بدء ومختتم* صلى الإله على المختار من مضر
(٦) الاحترام مظاهر وفوائد
من الدين التعامل باحترام* فذا سبب التقدّم للأنام
فنفسك فاحترم قم باجتناب* لأسباب الدناءة والحرام
وكن للوالدين أخا احترام* تطيعهما أخيّ على الدوام
كذاك معلموك عليك فيهم* بتقدير يكون على التمام
ألا إن احترام الناس شيء* ينمّ على الصلاح والالتزام
وبيئتك احترم حافظ عليها* نظافتها من المنن العظام
قوانين البلاد أخي احترمها* ففي هذا الحفاظ على النظام
قويَّ علاقة للمرء تبني* تزيد من التعاون والوئام
كذا ثقة تزيد بنفس شخص* ومجتمعا تغلّف بالسلام
بها كسب لتقدير وحبّ* وإبعاد لأسباب الخصام
(٧) تقوى الله!!
جعلت حمدي لرب العرش مفتَتحا* لنظم شعر بعطر المسك قد رشحا
إذا خلوت تذكر علم خالقنا* من اتقى الله في خلواته ربحا
تقواك لله في سر وفي علن* تبقيك دوما سعيد النفس منشرحا
تقواك لله للإصلاح تقدمةٌ* هي السبيل بها وصّى أخي الصُّلَحا
تقواك الله تطبيق لشرعته* أمرا ونهيا تريد الأجر والمِنَحا
خوفا من النار، في الجنّات مطمعةً* هذا اعتقاد لأهل الحقّ قد وضحا
تقوى الإله بها عز ومفخرة* لها الكل من أهل النهى مدحا
(٨) فتح رب الفلق في مجاراة (أرق على أرق)
الله أكبر حبذا المتشوق* فله الدموع من العيون ترقرق
العين تسهد والدموع تبلها* والقلب من جهد الصحابة يخفق
فالجسم زاد نحولة وتضررا* في القلب زاد من الهيام تمزّق
ما مرّ من ذكر الحبيبة بارق* إلا وقلبي بالمحبة يشرق
من أهل عشق كم سخرت وليتني* ما ذقت عشقا والجويهل يعشق
من عاب قوما في بَلا مستهزئا* فيه البلاء مثبّتٌ ومحقق
هذي الدنا نبكي عليها رغم ما* ندري بأن جموعها ستفرّق
(٩) هادية!!
شتان بين السائرين على هدى* والتابعي الخطوات الشيطان
شتان ما بين الذي يمشى على* درب الهدى وأخي هوى وهوان
هذا سبيل الله من يبغي له* نهجا سواه فذا إلى الخسران
الله أرشدكم إلى سنن الهدى* فتمسكوا بالمنهج الرباني
ما عيشة الضنك التي نحيا سوى* من بعدنا عن منهج الصحبان
قصدي الصحابة للنبي محمد* أهل الهدى والرشد والرضوان
وسوى سبيل الصحب ليس سوى غوى* وضلالة فتبينوا إخواني
(١٠) هادية!!
لا تكتبوا في المنتدى بسياسة* لا تكتبوا بالسب للحكام
لا تنشروا شيئا يخالف شرعنا* فنبوء بالخسران والآثام
لا تمدحوا أهل الضلال بقولكم* لا ترفعوا بالحرف أيّ طغام
لا تكتبوا شيئا يعين تفرقا* وتحزبا في ديننا الإسلام
الناس محتاجون تعليما لهم* في الدين والتوحيد للعلّام
الناس قد فسدت عقائدهم وذا* متطلب منا سريع قيام
بالنشر والتعليم دون توقف* لعقيدة لصحابة أعلام
لعقيدة يا قوم فيها رشدنا* فيها الخلاص من الهوى الهدّام
في القبر نسأل والإله مثبت* أهل التقى ومضلّ أهل ظلام
من ربنا ما دينا من ذا الذي* قد جاء بالتبيين والإعلام
(١١) إذا علّمتَ رجلًا علّمت فردا، وإذا علّمت امرأةً علّمتَ جيلًا
هذا ابن باديسٍ يقول مقالةً* أخلِق بها من حكمةٍ وإفادةٍ
إن أنت علمت امرأ رجلا فذا* تعليم فرد واحد من أمّةٍ
أمّا إذا امرأةٌ أخيّ تعلمت* جيلٌ تعلّم من تعلّم مرأةٍ
والوضع للأشياء في أنصابها* عدلّ يوافق يا بنيّ لحكمة
بالعلم تحقيق العدالة كلها* والعلم أصل في إزالة ظلمةٍ
والدين بيّن للنساء وظيفةً* تطبيقها يأتي بكل سعادةٍ
أما إذا وضعت بغير محلها* ضاعت سعادتها لأجل مزلةٍ
(١٢) هادية!!
حمدا لك اللهم حمد موحد* ثم الصلاة على النبي محمد
الأصل فينا جعل كل جديدة* في خدمة للشرع دون تردد
لا أن نخالف شرعنا من أجلها* تعطيلنا للشرع ذا فعلٌ رَدي
فحسابنا الفلكي في صلواتنا* لم يتفق مع رأي عين محدِّد
أترى نخالف رأي عين حبيبنا* لحسابهم أبئس بشرّ مقلّد
والفرق ما بين الحساب ورؤية* فرق على وقت الفريضة يعتدي
صلّوا صلاة الفجر قبل دخولها* بطلت صلاة إمامهم والمقتدي
بين الغروب لشمسنا وأذانهم* فرق كبير واضح للمهتدي
هذا هو الموجود في أرجائنا* يا رب بدّل ذا الرديء بجيّد
صمت الشيوخ هنا كبير مصيبة* تدعو إلى صبر وحسن تجلّد
(١٣) ضياع!!
تمسّك باعتقادٍ فيه حقّ* فإنّ الفوز في حقّ اعتقاد
فأنت ترى ضياع الناس في ذا* وبعد الناس عن درب الرشاد
صفات إلهنا قد أوّلوها* وأقصَوها عن المعنى المراد
نفوا عن ذي الجلال علوّ ذات* نفوا ساقا لخالقنا الجواد
وقالوا الله ليس له مكانٌ* وقالوا بالحلول والاتحاد
غلوا بنبيّنا جعلوه نورا* به غالوا بجد واجتهاد
وهذا مولدا يحيي برقص* وذكر محدث دون استناد
قبورا يعبدون بها طواف* دعوا أمواتهم فالشرك باد
يقول أيا علي أيا حسين* أيا عباس للموتى ينادي
توسلهم بأشخاص حرام* توسّلنا بأعمالٍ جياد
وقد طعنوا بصحب رسول ربي* ومن بالصحب يطعن ذو فساد
وبالقرآن كم طعنوا فقالوا* به قولا بعيدا عن سداد
تفرقهم تمذهبهم ضلال* تحزبهم يبشّر بانهداد
لقد لعبوا بدين الله لعبا* وقد لعبوا بمفهوم الجهاد
على حكامهم خرجوا بسب* وقد عاثوا فسادا في البلاد
وكم قتلوا وكم قاموا بظلم* وقد قاموا بتكفير العباد
تشبههم بأهل الكفر جرم* فكيف بذنب تكثير السواد
وما الضنك الذي نحياه إلا* لإفساد لنا في كل نادي
(١٤) إثبات صفات الله عز وجل!
أثبت معاني صفات الله أجمعها* من غير كيف فإن الكيف مجهول
أثبت علوّا لذات الله خالقنا* نفي المكان عن الرحمن مبطول
الله فوق السما كم آية نزلت* لكن يؤول ذي الآيات مخبول
الله ينزل قد جاء الحديث بذا* أثبت نزولا فذا لله مفعول
وجها وساقا يدا أثبت لرازقنا* صفات ذات وذا الإثبات مقبول
الله يرزق فهما من يريد به* خيرا ومن لا فعن ذا الفهم معزول
الله يرحم حقا لا نؤولها* نافي الصفات له في النار مجعول
(١٥) الصور الصور
الله قد لعن المصوّر فاحذروا* يا قومنا من فتنة التصوير
لله معصية أخيّ كبيرة* موضوع ذا التصوير جدّ كبير
عصياننا لله أصل فسادنا* هو موجب للضنك والتعسير
هل ليس ينفع نشرنا من دونها* كلا ولكن سيء في التقدير
حتى الشيوخ نرى لهم صورا فهم* ماضون في التضليل والتغرير
لكنني بالرغم من تضليلهم* أنا قائم بالنهي والتحذير
كفوا عن الصور الحرام فإنما* صور الحلال أخيّ جدّ كثير
صوّر زهورا أو بحورا وابتعد* عن مغضب لله في التعبير
(١٦) الأصنام الأصنام!!
وضعي بمنشوري لأصنام يجي* بالإثم فاعلم يا أخا الإحسان
هذا يضر بمنهجي وعقيدتي* ويزيد ضنك معيشة الإنسان
ماذا علينا لو وضعنا زهرة* بدلا من الصنمين يا إخواني
والله له نحن الزمنا بالذي* قد جاء في الآثار والقرآن
لرأيت عزتنا وراحة عيشنا* إن السعادة في تقى الرحمن
هيا نتوب جميعنا لإلهنا* لنفوز بالرضوان والغفران
يا ربنا ارحمنا ويسر أمرنا* سبحان ربي الواهب المنان
(١٧) هادية!!
ألا حمد الإله أسدّ قيلا* ولا أرضى عن التقوى بديلا
وبعد ففي القصيدة ذي كلام* ينير دروبكم يهدي السبيلا
أخي لا تعتقد إلا صحيحا* ودع ما كان معتقدا هزيلا
وحملك يا أخي للعلم خير* دع التقليد واتبع الدليلا
ألا خير الكلام كلام ربي* كلام إلهنا يشفي العليلا
وخير الهدي هدي رسول ربي* ولن تجدوا لسنته مثيلا
وشر أمورنا قومك محدثات* ومن يُحدث يعش عيشا ذليلا
(١٨) مرشدة!
من جا يسبّح ربّه مئة فذا* يجزى بها ألفا من الحسنات
أو حطّ ألف خطيئة تسبيحه* مئة فسبّح بارئ النسمات
ذكرٌ يسير والأجور عظيمةٌ* والله يكرم عبده بهبات
توفيقنا للذكر أعظم نعمة* هو خير مكتسب ومدّخرات
فإذا ذكرت الله فاعلم أنه* خيرا أراد بمن بذكرٍ ياتي
يا ربنا أكرم بذكر دائم* زدنا بذي الأذكار حسن ثبات
يا ربنا ارزقنا صلاح معيشة* من فضلك ارزقنا جميل ممات
(١٩) فصل الربيع!
هذا ربيع الحُسن يا إخواني* سبحان ربي الخالق المنان
فصل توسّط فصل حرث واعتنا* والقطف للأثمار والأثمان
من كان في فصل الحراثة يعنتي* يأتيه حُسن حراثة رباني
سيرى زهورا في الربيع تفتحت* ويرى هناك حلاوة الأفنان
هو فصل تفقيس الطيور بعشها* وولادة للمعز قل والضان
هو فصل رحلات وفصل تنزه* وطبيعة حيّتك بالأحضان
فصل الربيع كناية عن فرحة* عن فترة ملئت بكل حنان
(٢٠) من المسائل المتعلقة بالقِبلة
والقبلةَ استقبِلْ كما هو ثابت* عند الصّلاة وعند فعل أذان
في مجلسٍ أيضًا وفي ذبحٍ أتى* هذي شريعةُ ربنا الرّحمن
عند الدعاء وعند ذكر إلهنا* وكذاك عند تلاوة القرآن
في النوم لم يأت التوجه نحوها* في مصدر التشريع يا إخواني
وجّه إليها الميْتَ في قبرٍ له* سبحان ربّي مكرم الإنسان
واحذر أخي استقبالها عند الخلا* حتى وإن في داخل البنيان
شرّق وغرّب واحذر استدبارها* أيضا أتى في سنة العدناني
وكذا تجنبْ قبلةً في نخمةٍ* ومن الجهات تجنّب الأَيمان
لم تشترط هي في سجود تلاوة* وسجود شكر فاستمع لبياني
(٢١) لفت الأنظار إلى بعض أحكام الأظفار!
وقلامة الظّفر الفسيطة فاعلموا* وفسيطٌ الجمع اسمعوا وتعلموا
والقص ذا أحد الخصال لفطرة* صح الحديث بذا وربي المنعم
والدفن للأظفار لم يثبت به* أثرٌ أخي فلتنعموا ولتكرموا
والقص للأظفار ليلا ما أتى* نص به فلتهنؤوا ولتغنموا
وكذاك ترتيب الأصابع ما أتى* في ذا حديث يا عباد تقدموا
وكذاك تحديد لأيام له* فبأيّ يوم للأظافر قلّموا
وطلاء أظفار النسا هو مانع* ماء الوضوء من الوصول تفهموا
فصلاتها ليست تصح لأجل ذا* فسد الوضوء به فعوا واستسلموا
تطويلها الأظفار فيه تشبهٌ* بالكافرات وإن ذاك محرّم
وذبيح ظفر لا يجوز تنبهوا* طلب العلوم هو الطريق الأقوم
(٢٢) لماذا لم يخبرنا بذلك أحد من قبل؟
عجوز أسلمت لله ربي* وتلقي بالعتاب وبالملام
تقول لنا لماذا ما دعوتم* إلى دين المحبة والسلام
عن الإسلام ما أخبرتمونا* أهذا النصح منكم للأنام
فلولا فضل خالقنا علينا* لكان أصابنا سوء الختام
لكنّا أهل إشراك وكفر* وكنا أهل شر وانتقام
هداية ربنا فضل كبير* على أهل التقى القوم الكرام
وكم متعطش لهدى ونور* ونحن عن النصيحة كالنيام
(٢٣) صبرية!!
صبر على الطاعات للرحمن* صبر عن العصيان ذاك الثاني
صبر على المقدور ذلك ثالث* هذي هي الأنواع يا إخواني
شكر وصبر يا أخي إيماننا* فهما لدين إلهنا قسمان
والله يرزق من يشاء إمامة* وهداية بالصبر والإيقان
الصبر مر طعمه مثل اسمه* لكن عواقبه تجي بأمان
وعلى القلوب الله يربط إن يشا* فإذا صبرت فمن عطا المنان
اصبر أخي صبرا جميلا إنه* قد جاء هذا الوصف في القرآن
(٢٤) قَطُّ وعَوْضُ
لم أفعل هذا قطُّ وذا* في الماضي والمعنى أبدا
لن أفعل هذا عَوْضُ وذا* إن في المستقبل قد قصدا
لا لا نتفرقُ عوضُ أتت* في الشعر مثالا معتمدا
لغة القرآن أخيّ بها* كن معتنيا كن مجتهدا
اطلب علم اللغة افهمها* من خاض العلم فقد سعدا
زدنا علما يا خالقنا* وهدى زدنا زدنا رشَدا
والحمد لربي مختتم* سمع الرحمن لمن حمدا
(٢٥) تنوير الأرجاء ببيان الفرق بين التّمني والرّجاء
وفرّق يا أخي بين التمنّي* وما بين الرجاء فخذ بياني
تمنّينا يقال لمستحيل* كسؤل المرء إرجاع الزمان
وللمقدور قل هذا رجاء* خذ التفريق ما بين المعاني
رجائي من إلهي حفظ ديني* ورزقي في القيامة بالجنان
وإن قصد الرجاء من التمني* فذا استعمال بعض في المباني
إذا اجتمعا لنا افترقا وعكس* وهذا القول يفهمه المُعاني
فأسأل ربنا إصلاح نفسي* صلاح النفس لي خير الأماني
(٢٦) بطالة!
ونشكو دائما من سوء حال* ولا نشكو الإساءة في الفعال
أخيّ الرزق مضمون ولكن* غرقنا نحن في بحر الضلال
وهل يرضى الإله ضياع وقت* بدكان التقهوي والتسالي
وكل يشتكي حالا ودهرا* وكل في تمسكنه يغالي
على رب العباد بكل شيء* نعاني نحن من ضعف اتكال
ألا دع عنك دعوى الفقر فورا* وقم نشطا بفعلك كالغزال
ودع عنك التكاسل والتراخي* وقم واصعد إلى كسب المعالي
(٢٧) مرشدة!
لقد نزلت بوصف الحال آيٌ* بأنّ فسادنا من سوء كسبي
غزى أفعالَنا شر وثايٌ* وهذا مفسد من غير ريبي
معيشتنا بها عنت ولايٌ* لأنا قد فعلنا كلّ عيبي
يشين المرء مزمار وناي* يزين الفعل إيمانٌ بغيبي
يؤخر في طريق الحق رايٌ* يعارض مصدرا من شرع ربي
وليس أخيَّنا بعدٌ ونايٌ* من الرحمن في وزنٍ كقربي
وليس بنيّنا في الطعم شايٌ* كما لبنٌ فميّز ذا بشُربي
(٢٨) السلسبيل في التفريق بين لام العاقبة ولام التعليل
"ادرس لتنجح" علة مقصودة* فاللام في ذي الحال للتعليل
فنجاحه مقصوده ومراده* يسعى إلى الإحراز والتحصيل
لم يلتقط فرعون موسى قاصدا* لعداوة وكآبة وعويل
لكن عاقبة التقاط نبينا* لم تأت حسب القصد في التأويل
فالقصد فصلٌ بين ذَين فتبّعوا* وخذوا بهذا الشرح والتفصيل
هذا يفيد الطالبين علومنا* ويعينهم في الفهم للتنزيل
من قال قولا فاعلموا لا بد أن يأتي عليه بحجة ودليل
(٢٩) توحيديّة!!
خذ يا أخيّ تحيتي وسلامي حمدي لربّي بعدُ زينُ نظامي
أأخيّ خذ بنصيحتي واعمل بها* لتفوز بالجنّات يوم قيام
اعلم بنيّ بأنّ ربك واحد* ثمّ اعملنْ قم فيه خير قيام
اطلب علوم الشرع إنّ علومه* تدنيك من رب الورى العلّام
الرزق مقسوم فكن متطمئنا* فالنفس أشغل بالعظيم السامي
والشرك بالله العظيم جريمة* فاحذر أخي من ذلك الإجرام
توحيدنا لله فيه سعادة* ويزول بالتّوحيد كلّ ظلام
(٣٠) هجران القرآن!
هجراننا القرآن أنواع فخذ* عقدا لها هذه الأبيات
هجراننا سمعا وإيمانا به* إصغاءنا أيضا إلى الآيات
هجراننا عملا به ووقوفنا* عند الحلال كذا لدى الحرمات
هجران تحكيم وهجر تحاكم* نفي اليقين الردّ للفظات
هجر التدبّر والتفهّم حاذروا* سوء الفهوم بما يخرّب آت
هجر التداوي تركنا استشفاءنا* من سقم أعضاء ومعتقدات
يا ربنا ارحمنا وأصلح حالنا* يا ربنا زدنا من الحسنات
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108


















